أنت هنا

قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والحرية والفردانية

الحب والحرية والفردانية

في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
عندما تمتلئ روحك بالقوة تدرك أنك لن تموت، أنك خالد، أنك أبدي. الحب يعطيك البصيرة الأولى باتجاه الأبدية. الحب هو التجربة الوحيدة التي تسمو فوق الزمن ـ هذا ما يجعل المحبين غير خائفين من الموت ـ الحب لا يعرف معنى الموت. إن لحظة واحدة من الحب هي أكبر من الأبدية.
 
لكن على الحب أن يبدأ من بداية محددة، لا بد أن يبدأ من تلك النقطة الأولى، من حبك لذاتك.
 
لا تعمدْ إلى إدانة ذاتك، فقد أُدنتها بما فيه الكفاية، وقَبِلتَ كل تلك الإدانات. والآن أنت مستمر بالقيام بذلك الأذى لنفسك. لا أحد يعتبر نفسه ذا قيمة بما فيه الكفاية، لا أحد يعتبر نفسه مخلوق الله الجميل، لا أحد يعتبر نفسه إنساناً مفيداً على الإطلاق. لقد تم تسميمك بتلك الأفكار. تم تسميمك بها منذ أن بدأت تتغذى على حليب الأم ـ وحدث ذلك خلال ماضيك كله.
 
عاشت الإنسانية تحت غيمة إدانة الذات المظلمة. إن كنت تدين نفسك فكيف يمكنك أن تنضج؟ كيف يكون باستطاعتك أن تصبح بالغاً؟ إن أدنت ذاتك فكيف لك أن تبجل الوجود؟ وإن لم تبجل الوجود من خلالك فسوف لن تكون قادراً على تقدير قيمة الوجود من خلال الآخرين. لن يكون ذلك ممكناً.
 
لا يمكنك أن تكون جزءاً من الكون إلا إن كان لديك احترام عظيم لله المقيم في داخلك. إنك بمثابة المُضيفْ والله بمثابة الضيف. عبر محبتك لذاتك سوف تعرف ذلك، سوف تعرف أن ذلك الإله اختارك لتكون الأداة التي تحمله. وفي اختياره لك لتكون الأداة يكون قد أحبك واحترمك. بمجرد خَلْقِكَ هو يُظهِرُ حبه لك، هو لم يخلقك بمحض الصدفة، لقد خلق لك قدراً محدداً وإمكانية معينة ومجداً معيناً عليك أن تبلغه وتصل إليه يوماً ما. نعم، إن الله قد خلق الإنسان على صورته، على الإنسان أن يصبح إلهاً، ومالم يصبح الإنسان إلهاً لن يكون لديه إشباع، ولن يكون هناك رضى.
 
ولكن كيف يمكن لك أن تصبح إلهاً؟ إن رجال الدين يقولون إنك آثم. يقولون إنك محكوم بالهلاك وإنك ذاهب إلى الجحيم. لقد جعلوك خائفاً جداً من محبة ذاتك، تلك هي خدعتهم، أن يقطعوا جذور الحب بحد ذاتها. إنهم أشخاص ماكرون، إن المهنة الأكثر مكراً وخداعاً في الحياة هي مهنة رجل الدين. إنهم يقولون: "عليك أن تحب الآخرين." سيكون هذا مصطنعاً ومجرد تظاهر.

الصفحات