أنت هنا

قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والحرية والفردانية

الحب والحرية والفردانية

في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
إن أعظم معجزة في العالم هي أنك موجود، هي أنني موجود. أن تكون موجوداً فتلك هي أعظم معجزة،والتأمل يفتح الأبواب على تلك المعجزة.لكن فقط الإنسان الذي يحب نفسه يمكنه أن يتامل، وإلا فإنك سلفاً تهرب من نفسك، تتجنب ذاتك. من يريد أن ينظر إلى هذا الوجه القبيح؟ من يريد أن ينفذ ببصيرته إلى مخلوق قبيح؟ من يرغب بأن يغوص عميقاً في أوحاله، في عتمته؟ من يريد الدخول في جحيم أنت تراه في نفسك؟ أنت تريد أن تترك كل هذا الأمر محجوباً ومغطى ببعض الورود الجميلة، تريد دائماً أن تهرب من نفسك.
 
لذلك يبحث الناس دائماً عن الرفقة، لا يستطيعون البقاء وحيدين، يريدون البقاء مع الآخرين. الناس يبحثون عن أي نوع من الرفقة، إن كان باستطاعتهم أن يتجنبوا رفقة أنفسهم فإن أي شيء سيفي بالغرض؟ إنهم يجلسون في السينما لثلاث ساعات لمشاهدة شيء غبي تماماً، أو يقرؤون رواية بوليسية لعدة ساعات لإضاعة الوقت، يقرؤون الأخبار نفسها مرة بعد مرة فقط لإطالة انشغالهم. يلعبون الورق والشطرنج لمجرد قتل الوقت،وكأن لديهم الكثير من الوقت!
 
ليس لدينا الكثير من الوقت. ليس لدينا الوقت الكافي لننضج، لنكون، لنبتهج.
 
هذه واحدة من المشاكل الرئيسية التي أوجدها سوء التربية، إنك تتجنب نفسك. الناس يجلسون أمام شاشة التلفزيون ملتصقين بكراسيهم لأربع ساعات أو خمس ساعات. إن المعدل الوسطي للإنسان الأمريكي في جلوسه أمام التلفزيون هو خمس ساعات، ويبدو أن هذا الداء في طريقه للانتشار عبر العالم كله. وما الذي تشاهده؟ ما الذي تتلقاه؟ إنه حرق لعينيك ليس إلا.
 
هكذا هو الوضع دائماً، حتى لو لم يكن التلفزيون موجوداً، هناك شيء آخر. المشكلة هي نفسها، لماذا يتجنب الإنسان ذاته، لأنه يشعر بأنه قبيح جداً. ومن جعلك قبيحاً بهذا الشكل؟ إنهم من تسميهم أشخاصاً متدينين، رجال دين كالبابا الذي تتبع له أو الشيخ أو غيره، هم المسؤولون عن تشويه وجهك ـ وقد نجحوا بذلك، لقد جعلوا كل إنسان بشعاً.
 
يولد كل طفل بشكل جميل ونبدأ نحن بتشويه جماله، نعطبه بطرق مختلفة، نشلّه و نشوه تناسقه، نجعله غير متوازن. عاجلاً أم آجلاً يصبح مشمئزاً من نفسه ويكون هو جاهزاً ليكون مع أي شخص. يستطيع ربما أن يبيع نفسه ليتجنب فقط أن يكون مع نفسه.
 
يقول بوذا: عليك أن تحب نفسك. وهذا يمكن أن يغير كل تركيبة العالم، أن يغير بشاعة العالم السابقة، أن يعلن ولادة عصر جديد، يمكن لهذا أن يكون بداية لإنسانية جديدة.
 
لهذا كان إلحاحي على الحب. لكن الحب يبدأ بمحبة الذات ثم يبدأ بالانتشار، إنه ينتشر تلقائياً وليس عليك أن تفعل أي شيء لتنشره.

الصفحات