على الإنسان أن يفهم أعجوبة الأشياء ليصبح كل شيء مفهوماً. إنهم يقولون إن الفلسفة تبدأ بالعجب، ربما! لكن الفلسفة تحاول دائماً أن تدمّر العجب، تريد الفلسفة أن تقتل أمها لأن كل جهودها تنصبُّ على توضيح الغموض المحيط بالوجود.
أنت هنا
قراءة كتاب الثورة لعبة العقائد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الثورة لعبة العقائد
كنتُ قد سمعت عن قدّيس روسي عظيم اسمه (أفاكيوم). اعتقد (أفاكيوم) أن على الإنسان أن يرسم إشارة الصليب بإصبعين، إشارة إلى الطبيعة الثنائية للمسيح، فهو إله وإنسان معاً، بدلاً من رسمها بثلاثة أصابع إشارة إلى الثالوث المقدّس في المسيحية. ويُعتَقَدُ على هذا الأساس أنه ثوريّ عظيم، فأي نوع من الهراء هذا؟ إن رسمت إشارة الصليب بثلاثة أصابع أم بإصبعين فأي فرق هذا؟ ما الفرق الذي يشكله ذلك؟
لا بد أن الناس اعتقدوا أن (أفاكيوم) قدّيس ثوري عظيم وذلك لأنه قد صُلِبَ. لقد قُتِلَ وكان قاتلوه أغبياء إلا أن هذا لا يعني أن (أفاكيوم) كان ذلك الرجل الذكي أيضاً، بل كان متعنتاً حيال الأمر، حيث أنه وحتى النهاية تماماً وانطلاقاً من إحساسه بالواجب رسم إشارة الصليب بتحدِّ وجرأة بإصبعين بينما هو على العمود محاط بألسنة اللهب في عام 1682. لقد رسم إشارة الصليب كتحدٍ.
أية ثورة هذه؟ ثلاثة أصابع أم إصبعان، أي أمر تافه هذا؟ يكون ثوارك دائماً على هذه الشاكلة لأن الأرثذوكسيين أغبياء والثوريين ليسوا أذكياء أيضاً، وهم مستمرّون بالقيام بالأشياء نفسها من الجهة المعاكسة، إن تلك الأقطاب من الطاقة نفسها، كما إن تتبع النوع نفسه من العقل.
ليست الأبعاد الجديدة في اليمين ولا في اليسار بل هي نحو الأعلى. الأعلى إطار جديد كليّاً بشكل تتجاوز فيه مقدماته وأهدافه اليمين واليسار، إنهم جميعاً محافظون وجميعهم في الأسفل بينما التمرد بعدٌ باتجاه الأعلى، إنه نوع جديد من الطاقة فيه نظرة نحو الحياة.
يؤمن (كبير) بالبعد نحو الأعلى، فماذا يوجد في الأعلى؟ الماضي والقديم والمألوف في الأسفل، بينما غير المألوف وغير المعروف والغامض في الأعلى. كن في الأعلى ولا تنتمِ إلى الأبعاد في الأسفل، فهناك الناس المسيحيون والهندوس والجاينيون والبوذيون الذين يعيشون حياتهم دائماً زاحفين على الأرض لا يطيرون. إن الدين يعطيك أجنحة لتذهب إلى ما لانهاية.