على الإنسان أن يفهم أعجوبة الأشياء ليصبح كل شيء مفهوماً. إنهم يقولون إن الفلسفة تبدأ بالعجب، ربما! لكن الفلسفة تحاول دائماً أن تدمّر العجب، تريد الفلسفة أن تقتل أمها لأن كل جهودها تنصبُّ على توضيح الغموض المحيط بالوجود.
أنت هنا
قراءة كتاب الثورة لعبة العقائد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الثورة لعبة العقائد
(كبير) شخص محتفل. إنه يحتفل بكل شيء، يحتفل بكل ألوان الحياة وألوان قوس قزح الموجودة فيها، وما سيقوله لك ليس بفلسفة بل هو شعر صافٍ، ليس ديناً بل إيماءة يد وباب موارب ومرآة نظيفة. إنه طريق العودة إلى الوطن، طريق العودة إلى الطبيعة.
الطبيعة هي الله بالنسبة (لكبير)، هي الأشجار والصخور والأنهار والجبال. لا يؤمن بالمعابد والكنائس والجوامع بل يؤمن بالحقيقة الحية، يؤمن بأن الله يتنفس ويزهر ويتدفق فإلى أين أنت ذاهب؟ إلى معبد من صنع الإنسان لتعبد رموزاً مصنّعة بيد إنسان وعلى صورته الشخصية.
يطلب منك (كبير) أن ترجع من المعابد: ماذا تفعل هناك؟ يريد منك أن ترجع لتحتفل بالحياة.
لقد سمعت:
سأل طالب رجلاً مسنّاً من الزن وهو الدكتور (دي. تي. سوزوكي) بينما كان يلقي إحدى محاضراته: "عندما تستخدم كلمة (الحقيقة) فهل تشير بها إلى الحقيقة النسبية للعالم الفيزيائي أم إلى الحقيقة المطلقة للعالم الروحي؟" وعندئذٍ أغلق سوزوكي عينيه دون أن يقول شيئاً. دعا الطلاب هذا الفعل "عمل سوزوكي". لم يكن معروفاً حتى تلك اللحظة ما إن كان الرجل بحالة تأمل عميق أم أنه قد نام، وبعد دقيقة كاملة بدت وكأنها زمنٌ طويلٌ فتح سوزوكي عينيه وقال: "نعم".
هذه طريقة الرجل الحكيم، فالأسئلة لا تعني الكثير بهذه الطريقة أو بتلك، ولا تعني الأجوبة شيئاً. وعلى الحياة أن تُعاشَ بدون أسئلة وأجوبة فحينها فقط تُعاشُ الحياة بأصالتها. اذهب إلى الحياة لأنها المعبد الوحيد الذي يمكن أن يتواجد الله فيه. اذهب بصمت دون أسئلة وأجوبة، اذهب ببراءة وجهل ودع الحياة تتملكك وحسب.
لا تحاول أن تمتلك الحياة ولا أن تمسك بها لأن هذا ما تفعله (الأنا). اسمح لنفسك أن تكون ممتلكاً من قِبلِها. كن مغموراً ومشبعاً بها وسوف تعرف بشكل عميق جداً بأنه ليس هناك من إمكانية لقول عبارة "أنا أعرف". سوف تعرف وبألفة كبيرة أن ليس هناك من إمكانية لتبخسها قيمتها إلى مستوى المعرفة.
يمكن تقليل قيمة الأشياء السطحية إلى مستوى المعرفة، أما الحقيقة فكلما كانت أعمق كان من الصعب تقليل قيمتها. تبدو المعرفة باهتة بينما الحقيقة حية، المعرفة بلا دم ولا قلب بينما الحقيقة نبض القلب ودوران الدم واستنشاق الهواء. هي الحبّ والرقص.