أنت هنا

قراءة كتاب الواحد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الواحد

الواحد

رواية الواحد للروائي طلال قاسم، أولى روايته الفلسفية (الواحد) التي تعد رؤية فلسفية جديدة لبناء وتصميم الكون والتي من الممكن تصنيفها ضمن روايات الخيال النفسي بالدرجة الأولى.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

كان يسمع هذا الصوت النسائي بلغة إنجليزية، وما أثار دهشته أنه كان يشعر بأنه يفهم كل كلمة مع أنه لم يكن يجيد اللغة الإنجليزية على هذا النحو الواضح والمألوف!·· شعر أن الأشياء الغريبةَ تقوم بالاصطدام بوعيه الواحـد تلـو الآخر حد الصداع: ما الذي يحدث؟!··
استمر الصوت المنبعث من خلف الباب بالمناداة ما بين الحين والآخر بطريقة استحيائية، بينما ما يزال متبلداً بصدمته التي لم يستوعب إلى الآن شيئاً منها، كان يجلس بتبلد وخوف ودهشة جعلته يبدو كالمسحور·
جاااك، لم أعرف أن نومك بهذا الثقل بني؟ هل أنت بخير؟! بدأ القلق يُرْسَمُ على ملامح السيدة التي تقف خلف الباب، فهي تعرف أن جاك لا يتأخر في النوم عادةً، كما أنه لا يتأخر أيضاً في الإجابة عن من يحاول إيقاظه·
فزَّ من شروده الهذياني وهو يسأل نفسه بشيء من الواقعية ما الذي يمكن أن أفعله الآن؟ بماذا أجيب هذه السيدة التي تنادي باسم جاك؟! هل تقصدني؟! كيف أخبرها أنّه ليس هنا؟ وكيف أخبرها عن كيفية وصولي إلى هذه الغرفة التي استيقظت فيها؟! ومن هو جاك هذا؟! قرر أن يتجاهل الصوت حتى يخرج من هذه الدوامة الغرائبية التي استيقظ عليها، قرر ذلك وهو يخاف مما قد ينتظره وراء هذا الباب، وراء حائطِ هذه الغرفة، أو ربما وراء هذا الحلم!··
تزايد القرع على الباب بتزايد قلق السيدة التي تقف خلفه، وتزايد النداء، وفجأة اختفى الصوت لفترة ثم عاد وبرفقة صوت آخر·· كان الصوت الجديد يبدو حاداً لسيدة أصغر، كان هناك بعض الهمس المتردد قبل أن ينطلق الصوت الجديد ويفصحُ عن ملامحه بوضوح: جاك أيها الكسول، استيقظْ لقد أقلقت أمي عليك، لماذا لا ترد؟· جااك، لقد أفسدت مفاجَأتي لك
زاد قلقه أكثر لهذه الواقعية التي تتضاخم في هذا الحلم اللعين ربما أنا لا أحلم، ربما أكون قد خطفت أو حدث شيء ما جعلني أصل إلى هنا؟ هكذا بدأ بيأس يحاول التفكير بشكل أكثر واقعية، لكن هذه الفكرة أيضاً مستحيلة وغريبة أكثر من فكرة الحلم·
آآآه فليخبرني أحدهم ما الذي يحدث معي؟!·
بعد فترة طويلة من الطرق والمناداة القلقة من السيدتين خلف الباب، قررتا أخيراً وعلى وجل فتح الباب··

الصفحات