أنت هنا

قراءة كتاب الواحد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الواحد

الواحد

رواية الواحد للروائي طلال قاسم، أولى روايته الفلسفية (الواحد) التي تعد رؤية فلسفية جديدة لبناء وتصميم الكون والتي من الممكن تصنيفها ضمن روايات الخيال النفسي بالدرجة الأولى.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

نظر حوله، إلى كل التفاصيل الخلابة، وتبادرت إلى أذنيه أصوات الحياة خارج الفيللا، كانت أصوات تبدو منظمة ومتناسقة· وحين خرج من بوابة سور الفيللا إلى الشارع وجد عالماً جديداً لم يعرفه أبداً حتى في أحلامه، عالماً لم يكن ليراه إلا في الأفلام الغربية، والأجنبية، سيدات بملابس كانت تبدو جريئة وفضاضة، وشعر مكشوف، بلا حجاب على غير الذي اعتاد رؤيته في اليمن، حيث تغطي المرأة كل ملامحها إلا عينيها، وأطفالاً بملابس أنيقة ونظيفة، وشوارع منظمة، وبيوتاً تبدو متشابهة وكأنها مرسومة بيد رسام ماهر، وسياراتٍ مركونة بانتظام، لم ينظر إلى كل التفاصيل حوله بشكل دقيق لأنه وجد نفسه يدخل سيارة الإسعاف مع السيدتين بجواره، لكنه أدرك- بما لا يدع مجالاً للشك- أنه ليس في اليمن، وهذا ما زاد غرابة الأمر وعزز من شكوكه بكونه يحلم فعلاً، حيث لا يمكن لأحد أن يختطفه من اليمن إلى هذا المكان الذي يبدو في دولة أجنبية بينما كان نائماً! أو أن يظهر هكذا فجـأة في هذا المكان· لم يصل البشر بعد إلى اختراع تلك الآلة التي تستطيع تحقيق هذا المعجزة، لا وجود لأي منطق واقعي في أي احتمال ممكن يفسر وجوده هنا، في هذه الدولة الغريبة وبين هذه العائلة التي تعامله كأنه أحد أفراد العائلة!·
انطلقت السيارة، وشعر إبراهيم برغبة بالسؤال عن المكان أو المنطقة التي هو الآن فيها، تردد طويلاً عن طرح السؤال، لأنه شعر أن طرحه للسؤال قد يعني استسلامه للأمر، استسلامه للحلم وانتصار الحلم عليه، أو انتصار هذا الحدث المجهول الغريب عليه·
ظل لفترة من الوقت ساكتاً، بينما كانت السيدتان تنظران إليه بابتسامة مطمئنة، وقلق مختبئ وراء توتر ابتساماتهن· كانتا تخافان الحديث معه لكيلا يعود مرة أخرى إلى هلوسته، قررتا الصمت - وكأنهما قد اتفقتا على ذلك - حتى يصلوا إلى المستشفى وإلى الدكتور المختص؛ كما يقرر المتهم الصمت حتى يحضر محاميه··

الصفحات