أنت هنا

قراءة كتاب الواحد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الواحد

الواحد

رواية الواحد للروائي طلال قاسم، أولى روايته الفلسفية (الواحد) التي تعد رؤية فلسفية جديدة لبناء وتصميم الكون والتي من الممكن تصنيفها ضمن روايات الخيال النفسي بالدرجة الأولى.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

كانت الأم ماري بقربه واضعة يدها على رأسه، وتطمئنه بخوف، بينما كان يبتعد بقلق متحاشياً هذه المرأة الغريبة والأجنبية، بشعرها الأصفر السافر، وعينيها الواسعتين، وبشرتها البيضاء، وجسدها القريب إلى البدانة، والتي تجلس بجواره وتدعي بأنّها أمه!· بينما كانت ريتا حينها تجري اتصالاً وتتحدث مع أحدِهم- بنبرة مرتعدة وجادة- عن أخيها الذي يبدو فاقداً للذاكرة لسبب ما، ويبدو مشتتاً وفي حالة من الهلوسة ترافقها ادعاءات غريبة· كانت تتحدث وهي تبتعد لكيلا يسمعها أخوها وتتأثر حالته أكثر·
وفي أثناء لحظات التوتر هذه وصلت سيارة الإسعاف، ورن جرس الباب، فتحته ريتا، دخل الدكتور مع عدته الطبية، ومرافق له، وبينما كانا يسيران باتجاه الغرفة مع ريتا، كانت تقص باختصار تفاصيل ما حدث لأخيها والدكتور يهز رأسه، ويطمئنها على عجل· سيكون كل شيء على ما يرام، اطمئني هذا ما قاله لريتا وهو يدخل الغرفة المنشودة··، نظر إلى الغرفة بشكل سريع حتى وقع بصره على الشاب الذي يجلس بوضع غير مستقر على السرير، وسيدة أخرى تجلس بقربه بطريقة مرتبكة·
بعد أن ألقى الدكتور التحية على السيدة، ورحبت به بنوع من الترقب··، اقترب من الشاب وهو يسأله: هل أنت بخير؟ بماذا تشعر؟
أجابه: أشعر بخوف، وحيرة لا تطاق من كل ما يحدث معي· لماذا أنا موجود هنا؟! من أنتم؟
سأله الدكتور: ألا تتذكر شيئاً؟ حاول أن تتذكر شيئاً عن الأمس، وماذا حدث لك؟
أجابه قائلاً: أتذكر أني بالأمس كنت في بيتي وبين عائلتي، هذا ما أتذكره فقط ، لا أتذكر كيف وصلت إلى هنا؟ وما أتذكره أنا ومتأكد منه أيضاً أني لست المزعوم جاك هذا، أقسم لكم على ذلك
وبينما كان يشرح للدكتور ويبرر ويسرد كالمحموم، وبلغتين مختلفتين العربية والإنجليزية؛ كان الدكتور يفحص عيني إبراهيم وحركاتهما وعلاماتهما الدلالية، ويتفحص رأسه باحثا عن أثرٍ ما، أو أي إشارة قد توحي بشكل طبي عن سبب المشكلة التي يواجهها الآن· لم يجد الدكتور أي شيء يوحي بخلل سواءٌ في الرأس، أو حركة العينين، أو أي شيء آخر يخص التشخيصات الظاهرية الأولية· لم يجد شيئاً يثير الغرابة في التشخيص الذي قام به·
سأل الدكتور السيدتين: هل تعرَّض إلى أي ضغوط نفسية، أو أي مشكلة صدمته نفسياً؟ هل يمر بأي مشكلات في الفترة الحالية؟ أو أي صدمة جسدية قوية في الماضي، سواءٌ كحادث سيارة أو سقوط؟ أو وجود أي أمراض سابقة في دماغه، وأعضائه ، هل يعاني من شيء تودان ذكره ؟·· وغيرها من الأسئلة التي قد تشير إلى ما يفتح مجالاً لفهم الحالة وتشخيصها مبدئياً··

الصفحات