أنت هنا

قراءة كتاب الواحد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الواحد

الواحد

رواية الواحد للروائي طلال قاسم، أولى روايته الفلسفية (الواحد) التي تعد رؤية فلسفية جديدة لبناء وتصميم الكون والتي من الممكن تصنيفها ضمن روايات الخيال النفسي بالدرجة الأولى.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

في الحقيقة كان الدكتور متفاجئاً قليلاً من حالة الشاب، وخاصة مع الإحلالات المزيفة في ذاكرته وشخصيته التي تحل محل ذاكرته وشخصيته الحقيقية، مُحدثة شخصية جديدة بكل هذه الادعاءات المتواصلة بأنه شخص آخر· إنه يسرد قصته بشكل يبدو ثابتاً لا يتوفر-غالباً- عند من فقدوا ذاكرتهم بشكل فجائي، بل يبدو ذلك كالذي يحدث عند الذين أصيبوا ببعض التعارضات الشخصية الحادة، كالانفصام والإحلالات الجديدة التي تطرأ على الذاكرة، وعلى الشخصية المضطربة، كما عرف من السيدتين أنه لا يعاني من أمراض وراثية ونفسية، أو مشكلات قوية وصادمة، سواءٌ على المستوى العضوي أو النفسي!· وما أثار غرابة الأمر أكثر أنه أيضاً يتحدث أحياناً بلغة غريبة تبدو فعلاً كالعربية·· تشخيصات عديدة وأولوية دارت في ذهن الدكتور·
وقف الدكتور وهو يقول للسيدتين: يجب نقله إلى المستشفى، حتى يتم فحصه بشكل أدق ومعرفة ما حدث له
أحس إبراهيم بنوبات قلقه تتزايد وهو يفكر بما يقولونه، متسائلاَ في نفسه عما ينتظره خارج الغرفة؟!· تمنى من أعماقه أن يخرج من هذا الحلم لا من الغرفة فقط· للحظات سخر من إصراره على أنه مجرد حلم رغم كل ما يحدث، وعدم قدرته على الاستيقاظ·
حاول في البداية أن يرفض الذهاب معهم، وهو يقول: إلى أين نذهب؟ قلت لكم إني إبراهيم وأنا متأكد من ذلك، لست بحاجة إلى دكتور أو إلى أي شخص ليخبرني عمن أكون! أقسم لكم إني إبراهيم، دعوني أذهب كان قد بدأ بالدخول إلى مرحلة من الجدل والتبرير، والتي لا يعرف فيها هو نفسه عما يتحدث؟!·
بدأ صوته بالارتفاع مع تزايد رفضه وخوفه؛ مما أوحى للدكتور أنه في بداية دخوله في حالة عصبية أو هستيرية ، وكانت تبدو ملامح الخوف على وجه ماري والأخت ريتا، حاول الدكتور تهدئته وطمأنته، بينما كان في طريقه للإشارة لمرافقه بأن يعطيه حقنة مهدئة، لكن إبراهيم هدأ تدريجياً وكأنه استسلم للأمر خوفاً من أن تزداد الأحداث توتراً، وبادر بالخروج مع الدكتور والسيدتين·

الصفحات