أنت هنا

قراءة كتاب التعليق المنقول في كلام شيخ الإسلام عن أئمة الأصول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التعليق المنقول في كلام شيخ الإسلام عن أئمة الأصول

التعليق المنقول في كلام شيخ الإسلام عن أئمة الأصول

كتاب "التعليق المنقول في كلام شيخ الإسلام عن أئمة الأصول"، هذه تعليقات جليلة، وحاشية ذات قدر وفضيلة، جمعتها من كلام شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني _ وهو أحمد بن حنبل الثاني _ على مختصر في الأصول معتمد، وهو «منهاج الوصول» للقاضي البيضاوي، وهو كتاب ذو شروح

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

مقدمة

الحمد لله حمداً كثيراً كما يحب ويرضى، والصلاة والسلام على نبيه محمد× وأصحابه والتابعين.
أما بعد:
فهذه تعليقات جليلة، وحاشية ذات قدر وفضيلة، جمعتها من كلام شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني _ وهو أحمد بن حنبل الثاني _ على مختصر في الأصول معتمد، وهو «منهاج الوصول» للقاضي البيضاوي، وهو كتاب ذو شروح وحواش؛ بل إن من المعلوم أن اعتماد المتأخرين يكاد يقتصر على مصنفين: «منهاج الوصول» _ هذا _، و«مختصر ابن الحاجب».
ولهذه الحاشية قصة ومناسبة:
وذلك أنني كنت أطالع «منهاج الوصول»، وشرحه للإسنوي مع حاشية المطيعي مطالعة دقيقة، وذلك بقراءته جملة جملة، وتفسير كل جملة، والوقوف عليها، وتلخيص شرحها، وجعلت ذلك وظيفة يومية.
ومن نعم الله التي لا تحصى أنني في تلك المدة توجهت شطر مصنفات شيخ الإسلام توجهاً كليًّا، فكنت أجد له تعليقاً مهمًّا على مواضع من أقوال الأصوليين.
ولما رأيت ذلك الأمر متكرراً؛ أحببت جمعه في مكان واحد؛ تقريباً وتيسيراً ونصحاً، واخترت أهم التعليقات، ولم أقصد جمع كل ما قال شيخ الإسلام في أصول الفقه، أو أشار؛ بل هي تعليقات على مواضع خاصة غمر فيها القول الحق، أو غاب، فأذكر ما بين شيخ الإسلام أنه الأولى بالشهرة، والصواب من الأقوال.
وأخص تعليقه على تبخيس الأدلة السمعية في جعل الفقه من باب الظنون تمجيداً للأدلة العقلية، وعلم الكلام المزعوم المذموم.
وأيضاً: تعليقه على مسألة التحسين والتقبيح، وهي من المسائل العظام.
وكذلك: مسألة خطاب الله وكلامه، وهي قاعدة في صفات الله، عظيمة، والغلط والاضطراب على أهل الأصول غالب فيها.
وأيضاً: تحقيقه في مسألة الحقيقة والمجاز، وتصويب المجتهدين وتخطئتهم، وعدد من المسائل على نسق ما تقدم من الأمثلة والمواضع التي اشتكى شيخ الإسلام كتب الأصول فيها؛ حيث يذكرون في المسألة قولين أو ثلاثة، وأما القول الحق المشهور؛ فلا يذكرونه:
قال _ رحمه الله _ «مجموع الفتاوى» (17/102).: «فإن كثيراً من الناس يقرأ كتباً مصنفة في أصول الدين وأصول الفقه؛ بل في تفسير القرآن والحديث، ولا يجد فيها القول الموافق للكتاب والسنة الذي عليه سلف الأمة وأئمتها، وهو الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول؛ بل يجد أقوالاً كل منها فيه نوع من الفساد والتناقض، فيحار: ما الذي يؤمن به في هذا الباب؟ وما الذي جاء به الرسول؟ وما هو الحق والصدق؟ إذ لم يجد في تلك الأقوال ما يحصل به ذلك، وإنما الهدى فيما جاء به الرسول الذي قال الله فيه: ({وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاء مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}) » اهـ.
وقد استحسن بعض الناصحين من طلبة العلم أن أطبع الحاشية التيمية مع شرح «المنهاج» الذي كنت قد جمعته في أوقات متعددة مدة سنين، وجعلته شرحاً مختصراً محققاً قدر الإمكان، واستفدت من حاشية المطيعي على شرح الإسنوي كثيراً، ولم أغفل فوائد من سائر الكتب والشروح قاصداً بذلك تقريب الفائدة من هذا المختصر للطلاب.
ولعل الله أن يوفقني إلى مختصر في أصول الفقه مهذباً جامعاً نافعاً أقصى النفع للراغبين، وإن تسهيل العلم للطلبة وتقريبه لهم من أعظم القربات، كيف وهو تصديق لقوله _ تعالى _: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)؟!
وختاماً: فهذا شرح «منهاج الأصول» ومعه التحقيقات المهمة لشيخ الإسلام عسى أن يعم النفع به، وأن يكون ذلك لي سبباً إلى مرضاة الله، إنه نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين.
مراد شكري

الصفحات