كتاب الخواطر "انجازات لا يعرفها الآخرون"، العلم والمتاعب (إذا كانت الحقائق قاسية وتطعن قلب الإنسان بلارحمة فالجهل يقتل دون نقاش...كهولاكو...عندما تركز على حقيقة واحدة وتتجاهل الأشياء الأخرى وكأنها غير موجودة تصل إلى طرق فرعية تضلك عن الصواب الذي ترنو إلى ال
أنت هنا
قراءة كتاب انجازات لا يعرفها الآخرون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
قلم يحتاج إلى الكتابة
كلمات مترنحة لا تصمت ولا تكِن الهدوء للأوراق المطعونة من قبل قراصنة الألوان.....فلا تغفو الأقلام ولا تدخن خمراً لتنسى أوجاعها المقيمة والمتآزرة كيداً وعدواناً.....
دع القلم يأخذ مجراه (لا تتركه بين يديك هكذا كالميت بلا حراك) لا تقاومه..ولا تزجره..لا تعيقه..ولا تمنعه من أداء رسالته التي أنيطت به...كن له أخاً...ستنفتح أساريره من سيلان حبره (اعلم هذا)..أعط ما حرمته للأجيال القادمة (إنها الآن في علم الغيب) إنها بريئة (مثلك عندما كنت في ذلك المكان الغير معروف) لأن لا ذنب لها لتقاسي ما تقاسيه الآن...وربما (من وجهة نظر منطقية) بعثك الله لتجنبها ما أنت فيه ولتغرس الفرحة في إنسان يذكرك بنفسك...نعم هذا هو الأصح وما الضرر في هذا؟؟ إنك بذلك تداوي شعورك الجريح... فمداواة شعور الناس من أمثالك ينعكس عليك بشكل مباشر لا مرية فيه...وعذابك لا بد أن له مبرر (الهدف من الألم)...عذابك لن يذهب سدى..لأنك لم تذنب قبل ولادتك حتى تدفع ثمن تلك الذنوب ألماً في هذه الحياة...ربما أنزل الله الألم على نفسك لاستخراج كنز ما من داخلك كما تستخرج المعادن الثمينة من المناجم بواسطة تفجيرها بالديناميت (مواساة نفسية)...ستقول لمثيلك: لا أريدك أن تتعذب مثلي وهكذا لن يغدو مثيلك مثلك وستبقى أنت مثيل نفسك وهي النتيجة المنطقية التي يجب أن تكون (النهاية) في هذه الحياة....
اكتب أيها القلم (اكتب باسم ربك الذي خلق)...اكتب أيها القلم ولا تعبأ بشيء آخر غير الكتابة..اكتب لنرى إلى أين ستصل..ركزعلى الكتابة لتحصل على أفكار الكتابة...دثر نفسك بالكتابة..أحب الكتابة وادمج نفسك مع حب الكتابة (الارتباط النفسي)...فكل شيء كتبته هو لك...كل بلدان الكتابة التي حططّت فيها هي ملك يمينك ورهن إشارتك....أيها القلم المعظّم فيثاغورث يثق بالأعداد ثقة عمياء ويقول بأن الأعداد هي أصدق شيء في هذا العالم..لكنني أصدقك أكثر من أي شيء آخر لأن الذات الكاذبة لا تتمثل في الإلهام الصادق أو الشعور القويم.....
وإذا أردت أن تجرب هذا فرسخ في نفسك أفكاراً من مَجمع الطموح ثم اكتبها في ورقة معطرة بإحساسك واطوها وضعها تحت فراشك واتركها في هذا الوضع لتنضج في نقسك...ثم افتحها من جديد بعد فترة متوسطة البعد فماذا ترى فيها؟؟ (لن أحطم لك هذه المفاجأة) سيكون لك شعورك المختلف والمتميّز...و سيختلف الشعور باختلاف رموز المحتوى الذي أودعته في معاني كلمات الورقة...
لتكن الأنا الأعلى للطموح (المكونة من جملة من القيم الخيالية والمعايير والمعتقدات والمبادئ السامية المزروعة في الطريق إلى الواقع) هي رصيدك المبارك....أيها القلم ستحمل بلا ريب هذه الأسس السامية....أليست هذه لبنتك الأولى..أليس هذا السمو هو ما تسعى إليه..ها هي ذي (بضع كلمات كتبتها) لكنها في تاريخ الكون حدث له أهميته....
لا تترك القلم وحيداً ولا تستخف بتلك المعاني الثائرة فلكل شيء أثره في الأحداث ولكل شيء بصمته...اكتب تقديراً للمعاني والأفكار...ولا تستح من بواعث الكتابة (أفكار..تجارب..خبرات..حوادث مؤلمة..أفراح..أحزان..معاني ضمنية..عذاب نفسي تتوق لإنهائه..مستقبل تتطلع إليه)....العبارات الجميلة التي تشكلت في الجوانب النفسية للمخيلة كلها يمكن أن تتمركز في القلم...فلا تتردد في الكتابة لأن أصل كلمة قلم هو من الفعل قلّم أي قطع..فالقلم يقطع من نفسه ليضيف إلى نفسك الكثير...اكتب فجميع القوى النفسية تتضافر معك وجميعها تعينك للوصول إلى (لا نهاية) مرموقة...فاكتب ولا تتلكأ ولا تحبس نفسك في الغياهب البكماء للصمت...اكتب سيلهمك رب القلم........