كتاب الخواطر "انجازات لا يعرفها الآخرون"، العلم والمتاعب (إذا كانت الحقائق قاسية وتطعن قلب الإنسان بلارحمة فالجهل يقتل دون نقاش...كهولاكو...عندما تركز على حقيقة واحدة وتتجاهل الأشياء الأخرى وكأنها غير موجودة تصل إلى طرق فرعية تضلك عن الصواب الذي ترنو إلى ال
أنت هنا
قراءة كتاب انجازات لا يعرفها الآخرون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
فراغ لا يطاق
هي حقيقة مرة وكارثة فادحة أن أكون أسيرة لفراغ خالي تماماً من المعاني وأنا الممثلة الرسمية لمؤسسة المعاني الا محدودة...أن أنظر حولي فلا أرى سوى الفراغ فتنبع الأسطر من نسغ مجهول ويعود إعصار تسونامي إلى الظهور..أن تحدث أمور دخيلة بدون اعتبارات ولا تنتمي للعقل أو الجنون...و أبحث في مكامن الإلهام عن أسطر نقية لأرتوي بها..و ماذا إذا قلت أنني أفتش مرات ومرات في الفراغ حول نقطة مبعثرة لإيجاد المواقع الجغرافية والأبعاد الاستراتيجية فأعود إلى مقري بخفي حنين...وحتى لتختفي رائحة الأوراق ورونقها العذب وهواءها العليل القابع في أروقة الروح....عبثاً وبلا فائدة أحاول التحرر من السير في دوامة أبدية لا عزاء فيها ولا تغني عن الألم،أغالب قلمي فأخسر الرهان في الجولة الأولى ولا أرتقي لمحاربة الأفكار فأعود لأغالب قلمي لكن القلم أغلَبُ..فهل سأتحول إلى لوحة حبرية ألوانها محفوفة بالقصائد وقوافيها مطرزة بأشواق المطر وغيوم القدر وسحاب يحمل في لبه البراكين وأحاسيس شتى لا تقال ولا تقدر ولا يمكن لها أن توزن في زمان المادة والرماد....
لن أطيل التأمل بعد الآن في تلك الحروف بل سأسأل أصيلي:إلى أين بحق الخالق ينطوي هذا النهار؟ وكيف يغادر هكذا وبسهولة ودون وداع ليترك مكانه بلا شاغر وبدون ضوء بديل يمكننا من التجول في حجرات حائرة...ثم غاب غيبة أزلية ولم يأت إلا شكلياً..كم جاء الضوء في ثياب ليلية ومسائية قاتمة حالكة وإن لم يكن كذلك يختبئ خلف ذرات الغبار ليبرزها أهكذا تعلو التفاهات؟ أو يتقمص كل الألوان كالحرباء..كيف الوصف يكون إذا تعمق الخداع في صباح مكسور وضمن الأنوار الخلبية يا ضوءاً على شاكلة ظلام؟ يا ضوءاً في أركان التحيّز للغروب،سأجلس في الفراغ وبلا مبالاة فخواطري تفيض في الأبعاد الثلاثية وسدود فكري أكثر مني بل وتفوق كل حال ومجال...... وكل إنسان خلق وسقط من السماء......
أيا ملائكة تسكن فيَّ أجيبي وضعي حداً للوساوس وأياً كانت النتائج أجيبي وفجري الأباطيل..أجيبي فقد غرقت بما فيه الكفاية..أجيبي يا ملائكة السماء وحدثيني واعلمي أن ذنبي الوحيد مع ذنوبي الكثيرة هو أنني إنسانة من لحم ودم وشعور..و لم أكن لأهنأ لو فقدت ملكة الشعور ولولا هذا القناع الطيني لكنت الآن ملاك مع كل الملائكة...هذا فقط لتدركي كيف يشعر ملاك تحول لإنسان ومر بكل مشاعره وأهوائه....فأنا كلما قلت سأتجرد من أخطاء البشرية دخلت إلى عالم الغربة...و في ذاك العالم حبست فلم أتنقل في روح الملائكة ولم أعد إنسانة لإيواء الطبيعة البشرية........
موطن للشعور
أحتاج إلى انفعال يحرك أحاسيسي التي تتظاهر بالموت في مرحلة ما قبل الاجهاش بالشعور (أطنان من الشعور المفرط) الذي يصبغ الرموش بوحي من الحياة...
لأنني أريد أن أجد مأوى في الضياع بين كلماتي المعنوية حيث أن كل ما هنالك من معاني تحصل على جنسية الإلهام وبطاقة هوية مدنية وطابعاً من الابتهاج وسيرة ذاتية تقول:الشعور المعفر بمغادرة الحاضر يناديني..يتوسل إلى نخوتي..(اشعر بما لا تشعر..أشعل ذلك الرماد بأمر حالي لتطأ نيازك أخرى..فشعورك الآتي هو مؤشر على أنك كنت لا تشعر)