أنت هنا

قراءة كتاب انجازات لا يعرفها الآخرون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
انجازات لا يعرفها الآخرون

انجازات لا يعرفها الآخرون

كتاب الخواطر "انجازات لا يعرفها الآخرون"، العلم والمتاعب (إذا كانت الحقائق قاسية وتطعن قلب الإنسان بلارحمة فالجهل يقتل دون نقاش...كهولاكو...عندما تركز على حقيقة واحدة وتتجاهل الأشياء الأخرى وكأنها غير موجودة تصل إلى طرق فرعية تضلك عن الصواب الذي ترنو إلى ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4

موقع للتفكير

أشياء ضائعة في موقفها تجاهي......كيف سأجدها وأنا المفقودة بالنسبة لنفسي
(إلهي من أي كوكب أنا؟....أشعر أنني من عالم آخر لا صلة له بهذا العالم حين أبحث عن طبيعتي، فهل لطبيعتي صلة بشيء ما قد أعرفه؟؟)
تريد أن تتوصل إلى طبيعتك ولا تتسع التأملات لما تنويه وتظل تتولد فيك الحلول ووجهات النظر وآراء الشخص الآخر أو مشورة المستنسخ الذي اشتق منك دون أن تكسوه العظام واللحم وهو موجود معك في ذلك الجسم الذي يظهر للعيان كمادة صلبة وبشكل كرسم عادي...ذلك الآخر يهمه أمرك ويوجهك بالحدس فإحساسه يغطي كل شيء ولا يقل....
كل جهدك موجه لغاية فهم طبيعتك ولا ترى شيئاً آخر أجدر بالمعرفة من هذا الفهم المقدس....لأنك ستقول وحتى دون أن تدري: في عالم الرموز هذا أنا أعمى...الأشياء بعيدة وتنظر إلي بازدراء بينما أتفحصها بالملاحظة.....أشياء متباعدة وتثور علي حين أحاول جمعها...لا أريد نتيجة نهائية وحاسمة بتدخل من الخوارق وأنا قابع في مكاني....
مثال على بداية محاورة يتربع على دور بطولتها شخصان كاملان معنوياً يمكنهما الاشتراك في المسابقات الفكرية وقيادة محادثات تفي بأغراض الحديث...لهذىن الشخصين مبادئ مشتركة وأهداف واحدة ولكن تختلف الطرق كما يقال...أما الصراع الذي قد ينشب بينهما فينتج من التفاوت في الميل لشيئين أو عدة أشياء أو من وجود شيء تحبه ولا تحصل عليه وشيء تكرهه لكنك مجبر على التعايش معه ريثما يتحقق المبتغى إذا كنت مؤهلاً لتحقيقه نفسياً...الصراع بينهما ليس مهماً إذا كان الإنسان مسيطراً على قراره وممسكاً بزمام نفسه وعالماً بأولوياته...فيتحد هذان الشخصان لإعلاء مصلحة الإنسان الذي يضمهما في كنفه.....
الشخص الأول: أشعر بالضعف...لكنني لا أريد أن أقر بهذا الضعف كأنه شيء يوجهني إلى الانهيار رغماً عني...و لا أعرف ما الخطب...إن ما يبدو لي يضرجني باللهيب...مصيبة أسبابها مخبئة في رقعة ما لا تصل إلى مستوى أن تبلغها وتتعرف عليها...لا أريد أن أتجرع هذا الهوان فإذا نالت مني الغفلة سقطت ومهما كانت الأسباب ستعتبرني الإرادة الساحقة مسؤولاً عن الإخفاق...كما أن ضميري المتحالف مع إرادتي التي تحكمها الحكمة (حكمة العقل) لن يتوقف لحظة واحدة عن تعذيبي بأنجع طرق التعذيب....و لا أشك أبداً في صحة هذه المعاني: هذا العذاب الشديد سيستمر بموتي لأنه سيستمر حتى لو تمزقت إلى مليار جزء وحتى لو تلاشت أجزائي......و قد استعد الضمير لإلقاء خطبة عن هول تأنيبه...أخشى أنني لا أحتمل كل هذا وأبحث دون جدوى....دعيني أعثر عليك يا نفسي....لا تتركيني لوحدتي الجافة والساخنة التي تطرد كل المعاني بلا رحمة أو شفقة وتبخرها فتطلقها إلى قمم غير موجودة....إذا لم أعثر عليك فمن سيقف في صفي؟؟......
الشخص الثاني الذي يمضي بك إلى بياض الفرج: اعلم أنك لست وحيداً (كل تأييدك النفسي إلى جانبك)...ثق بأشعة الشمس الداخلية التي تحميك وتحافظ على دقات قلبك لتكون متواصلة....انظر إلى قلبك الذي لا يتوقف ليرتاح مهما تحمل من أعباء ثم انظر إلى عمرك المديد وإلى الملل الذي يتسلل إليك ثم يتحكم فيك...قد تقول: الوقت الطويل كآبته مبارك فيها...انظر إلى الماضي لتشعر بحقيقة قصره....و إذا اعتبرنا هذه الألفاظ التي تفوهت بها كلاما عابراً لم يقال وجاء خطر محرق ليهدد حياتك ستشعر بالخوف وبأنك تتمنى أن تصون هذه الحياة ولا تموت....ستتصرف على هذا النحو وإن كانت حياتك ملئى باللهو ولا تستحق أن يحافظ عليها....إذا كانت الحياة مهمة بحد ذاتها بحيث تكون هدفاً للتضحية (كما فدى الله اسماعيل بذبح عظيم)....اسأل نفسك كيف تكون هذه الأهمية العظمى لإنسان غافل لا يحترم حياته؟....لكنني أعرف أنك لا تخلو من الإرادة....بل أنت الإرادة فقيم حياتك حاضرة لكنك تتعرض لمصائب لا بد منها ربما لأن هذه الحياة لا تكون مطابقة لأوامر الخالق إذا لم تحتوي على شدائد...و قد تكون هذه الشدائد عاملاً من عوامل بقائك على قيد الحياة....قد تعتقد بأنك تضعف بسبب هجوم هذا الوهن..لكن بعد أن تفتح عينيك مرة أخرى في وضع مغاير سترى التي لم تراها في ما مضى....لقد كانت قوتي في شرنقتها لذلك لم أنتبه لوجودها فالخبرة في التحولات التي تصنعها الحياة لا تساعدني على التنبؤ بنهايات أكيدة...و كل ما أعرفه أن هذه الحياة تتغيّر ويتوالى علي وابل من الأحداث والمواقف التي لا ترتبط ببعضها عند مقارنة الموضوعات المفترضة بما يجري....لكنني أمتلك الحق في الحفاظ على ثقتي بنفسي وبالقوة الموجودة في كل خلية وفي ما أعتقده ضعفاً....أنا وإن ضعفت...و إن أصيبت أحوالي بالتدهور هناك قوة ستبقى لأجلي....
لا يوجد أي شيء منطقي قد يجمع بين هذه الأشياء لكنك لا تعيش في الوسط الخارجي كما تعيش في وسطك الداخلي....قد يسأل أحدهم: ماذا لو تعرفت على كل ما في داخلي...هل سأتعرف على كل شيء في هذا الكون؟...هل سيصبح هذا الجهل حكاية قديمة؟...إنه أمر آخر مختلف....مختلف إلى حد الجنون والهوس....فعندما تعرف لا تبقى كما أنت بل تغدو شخصاً آخر ولا يمكن أن تتخيل كيف يبدو هذا الشخص الآخر...كيف يشعر؟...كيف يفكر؟...كيف يحلم وكيف يصل إلى أحلامه؟؟....عندما تعرف لا ترى العالم كما تراه في حالة الجهل والظلام....و كلما أصبحت أكثر وعياً تغيّر العالم من حولك....و لكن أنت من يتغيّر في الدرجة الأولى ولكنك لست الوحيد الذي يتغيّر في هذا العالم فالعالم يتبدل ولا يثبت على حال لأنه عندما ينقلب هدوء الشمس والأجواء إلى رعد وغيوم وأمطار غزيرة نقول أن هذه تغيّرات عادية مع أنها تؤثر فينا بشكل غير عادي....هذا اللون الفضي الذي كسا العالم من حولنا...و هذه الرائحة التي لا توصف تشبه الشفاء من مرض منهك طال عهده....قد يخطر ببالي أن العالم والظروف يتغيران ليغيّراننا ثم لنرى العالم بشكل مختلف بعد أن نتغيّر فنغيّره....نحن نكتسب مقومات التغيّر من العالم المحيط لكن الآية القرآنية (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) هي حقيقة توضح مدى صعوبة الأمر...الإنسان يتعرف على نفسه في البداية بالاعتماد على العالم الخارجي والأشخاص ولكنه حتى لو نشأ في وسط يمجد العلم على أفضل تقدير ستكون بنيته الفكرية الأولى ناقصة وتعج بالثغرات ومن خلاله سينظر للعالم مرة أخرى ليس بهدف الحصول على ما يريده بل لأنه يريد أن يؤثر فيه فالنقص الذي يكمن فيه والنقص الذي اكتسبه جعلاه يسعى إلى إبراز نفسه للعالم بواسطة القيام بإنجازات تدل عليه كما تدل النجوم على وجود الضوء.....
بعد عدة دورات من التغيّر للعالم والانسان بسبب التأثير المتبادل يصل الإنسان إلى أعظم قدراته المكتشفة والتي تكون أفضل من القدرات التي كان يستعملها من قبل وقبل أن يتحول إلى إنسان يملك مرتبة أعلى في المعرفة (و لا يعني هذا أن الإنسان يصل إلى جميع قدراته) وبالتالي ستكون إنجازاته الأساسية هامة لاستمراره في الحياة....هذه الحلقات موجودة....لكنها ليست كاملة وهذا ليس أمراً سلبياً بل قد يكون في كثير من الأحيان مشجعاً على بذل جهد أكبر وعلى التفاؤل وهذا هو مغزى قصص البطولة والكفاح....لكن هذه القصص عميقة ومزدحمة بالمعاني لأن الواقع المسرف في تعقيده يجعل النظريات العلمية معقدة بدورها....لا يمكن إلغاء رعب هذا التعقيد إلا بمحاولة فهمه ويمكن أن نفهم هذا التعقيد بتغيير زاوية الرؤية لأن الأساليب السطحية في ممارسة الحياة اليومية تكسب كل شيء تعقيداً مخيفاً......
يمكن وصف الغموض ببلاغة عندما نقول بأنه جوهر الواقع...لندرك هذا (أو أي شيء آخر) نحتاج إلى وعي يمنح العالم بعداً ملموساً.....و هذا الوعي الممتد عبرنا يعطي لوجودنا معنى ويعطي روحاً للأشياء من حولنا....فهذا الوعي مخلوق لهذا العالم وهذا العالم مخلوق لهذا الوعي....لهذا فإن خارجنا يبدأ في داخل شخص آخر يعيش في نفس العالم وقد يعيش في ذات المكان الذي يعيش فيه شخص آخر ولكنه يتبنى نظرة مختلفة وخاصة للعالم، هذا يدفعنا إلى القول بأن العالم مرتبط بالوعي وهو يعبر إلى الداخل بسبب ارتباطه الوثيق بالإنسان...تبقى بعض المجاهيل محتفظة بوجودها إلى الأبد ولا يندثر حب الاستطلاع في مجال الطبيعة البشرية، لكن التفسيرات والاستنتاجات تتأثر بثقافتنا وأسلوب حياتنا....(في قصة أليس في بلاد العجائب ل لويس كارول يقول قط شيشاير لأليس: بإمكانك أن تزوري من تشائين سواء الأرنب (مارس) أو صانع القبعات فكلاهما مجنون، فتقول له: لا أريد أن أزور المجانين، فيرد عليها القط: لن تستطيعي تجنب ذلك فكلنا مجانين....أنا مجنون....أنت مجنونة، تقول أليس: كيف تعلم أنني مجنونة؟، فيقول القط ببساطة: لا بد أن تكوني مجنونة وإلا لما أتيت إلى هنا....)

الصفحات