كتاب الخواطر "انجازات لا يعرفها الآخرون"، العلم والمتاعب (إذا كانت الحقائق قاسية وتطعن قلب الإنسان بلارحمة فالجهل يقتل دون نقاش...كهولاكو...عندما تركز على حقيقة واحدة وتتجاهل الأشياء الأخرى وكأنها غير موجودة تصل إلى طرق فرعية تضلك عن الصواب الذي ترنو إلى ال
أنت هنا
قراءة كتاب انجازات لا يعرفها الآخرون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
القرآن
هل فغروا أفواههم؟؟..القرآن عالي للغاية..جاء ليتحدى العرب وبالأخص أصحاب القصائد والمعلقات...إلى أن غزتنا اللهجات العامية على حين غرة..فجاءت كتابات أخرى لم تكن نداً للقرآن بل أخذت تقتبس منه كقطط مسالمة قُصت أظافرها وانتزعت أنيابها..ثم رفعوا أيديهم قبل أن يبدأ السباق..ثم تركوا العربية الفصحى في مهدها وحيدة..ثم ذبحوها ولم يدفنوها..ثم بدؤوا بتربية الجرذان وعبادتها على صوت الحمار..فمن تكون لجنة الحكم القادمة إلى مزرعة تترعرع فيها الديدان الطفيلية؟؟..ثم أنتم تهاويتم على أخبار انقراض اللغة العربية فقالت الأمم الأخرى التي بجلت نفسها:لم تنقرض العربية ولكن أهلها لم يعودوا عرب.
التكوين الملائكي
أن تكون ملاك بعد ارتداء الثوب الطيني أمر لا تقل صعوبته عن مكابدة الاحتكاك بمصائب قدرها عقود تتمطى وتتطاول في فقراتك العنقية وتتنافس على الحصول على انهيارك،ولكن المعركة ضد النسخة السيئة من النفس هي ملحمة لا بد من خوضها قال لي أحد الملائكة المتمرسين في تتبع طباع البشر:ليكون الإنسان ملاكاً صالحاً مع الله عليه أن يحب الله حباً صافياً يختفي معه الإحساس بالذات..أي أحب الله لتعرفه ولتسكن جنة الراحة النفسية وهذا عدا عن جنات النعيم العامرة بالبهجة السماوية
قلت:إذن سأتخيل أنني ملاك وسأرى كيف ستكون الأوضاع في عالم البياض..بياض ناصع تحف به زرقة تجلب الاطمئنان مع أنوار ساطعة لكنها لطيفة بحيث لا تزعج عينيك ولا تؤذيهما وحتى يمكنك أن تغفو وهذه المصابيح الإلهية مسرجة وضمن هذه الأجواء ستسبح في الهواء المفرغ من الجاذبية والهموم وسيول من الطاقة والاسترخاء تغسل معاناتك من أعلى نقطة في الرأس حتى أخمص القدمين ورائحة خافتة لا تميّزها لكنها بمثابة دواء شافي قلت له فماذا يفعل الملاكان الواقفان على كتفي بينما اكتب؟قال:هما يكتبان أيضاً مثلك تماماً قلت:مثلي؟هذا يعني أنهما يؤلفان..لكنني لا أستطيع أن أقرأ ما يؤلفانه بينما يطّلعان على ما أدونه خلف الكواليس بسهولة جمة قال:هل لديك مانع؟ أقصد هل توجد مواضيع شخصية لا يمكن أن يشاهداها فقلت:إطلاقاً..يمكنهما أن يفتشا في النص بكل أريحية ويمكن أن يقوما بتحليل العصير الذي أشربه إذا أرادا،قال:هذا الأمر عائد إلى إرادة الله كما تعلمين قلت:أرأيت لا يمكن الوثوق بإنسان،قال:هذا أكيد،قلت:هل ينقلون ما اكتب؟ قال:على الأرجح، إنهم يفعلون هذا...كما أنهم يتأكدون من سلامة التعبير والكلمات و..من سياق النص، قلت:الرحمة يا إلهي..أفلا ينظرون إلى البلاغة
أوراق بدون نصوص
يال تلك الأوراق الفارغة..كم هي تائهة..وخالية من الأنفاس..ما أشد شوقي إلى أن تمتلئ وأحملها بفخر وأزهو بها..فما قيمة تلك الأوراق بل أين موقعها من العالم إن لم تقف عليها راية من حبر..من روح إنسانية..من دماء..من خلايا بشرية..ستختلط بالتراب..ستختفي وتعلن هجرتها إلى العدم المجهول بعد أن تقول:لا تنس أيها القلم تلك الكلمات التي كانت تؤنسنا في ليال طويلة....نزفت أنت ومت أنا..مِتَ موتةً واحدة..فكل قلم يموت مرة واحدة وهي الحالة الواقعة عندما يهوي الحبر في المطب الأخير للكلمات لكن روحه تبقى وتدوم بشكل معاني سابقة ولاحقة....
إن الأوراق التي تستقبل الكلمات في وضع التأهب....إنها جاهزة...و هي تنتظر الكلمات...فأين الكلمات؟؟؟....
أريد أن يتضامن الحبر مع الأوراق....هناك أوراق توضع في الكتب لزيادة سماكتها....كتب مليئة بالأوراق وكاتب لكتابة الفراغ وقطع الأشجار ويضع ثلاث كلمات في الصفحة الواحدة التي تتسع لملايين الجزيئات الحبرية ثم يتكلم عن المبادئ والأخلاق وعن المجاعة والخراب.....ألم تكن هذه الأوراق الفارغة الموضوعة في ما يدعى (كتاب) للافتخار بمن يدعى (مؤلف) شجرة تنتج الثمار أو تهب الأكسجين لمن قطعها ولصاحب الإلهام المزعوم وقد تكون غصناً حساساً يهدي الطبيعة إشراقها كلما وجد بصحبتها، كيف لهذه الأجزاء الحيوية أن تتحول إلى طبيعة أخرى تهين طبيعتها الأولى...لا أستطيع أن أصدق هذا كعدم قدرتي على تخيل أنني مجبرة على التحول إلى شخص آخر يناقضني....إنها أوراق مسكينة لا حول لها ولا قوة تشترى بالمال مع أن كل أموال العالم لا تساوي شجرة واحدة......
ألم يأن لتلك الأوراق أن تعمر وتتحول إلى قصر من الأفكار وإلى رحيق من الأزهار وأوطان لا يكتنفها النسيان...أن تظل صامدة..أن تقف وتتماسك في وجه زمان يتلو هذا الزمان وفي أزمنة أخرى..بل كل الأزمان التالية ولدرجة لا ينتهي معها الكلام أو بدرجة أعظم وأعلى من أحلام ما قبل الكتابة ومن أماني تمضي في نموها...لا تتوقف...و لم تعلم بوجود النهاية.....حيث يوجد كتاب وجداني لكل إنسان...فمن سيستخرج ذلك الكتاب ومن سيألو جراحه....