أنت هنا

قراءة كتاب ملحمة الخواطر في خضم المخاطر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ملحمة الخواطر في خضم المخاطر

ملحمة الخواطر في خضم المخاطر

هذه الملحمة ما هي إلا رواية عمري الواقعية مع الدموع وهي عبارة عن 12.240 يوم وليلة و293.760 ساعة ابتداء من 1\3\1973 ميلاد المسيح وحتى 1\3\2007 حيث خروجي من عقلي وخيالي إلى الواقع وآمالي وما يعقبها من تفاصيل حتى كتابة هذا المطبوع ومجموع 34 عام من حياتي ككائن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 6

الخاطرة الثالثة

قبُُل على وجنتي حظي

كنت في بداية عهدي في هذه الدنيا بسيط لأبعد الحدود بل ربما! اشتملت بالبلاهة لطيبة نفسي في عقدي الأول كطفلاً صغيراً يصعب عليه تحمل هذا الثقل الفظيع من الأقدار الحزينة بعد أن أٌستهلت حياتي بإحداث القدر شرخاً فظيعاً في شهادة ميلادي في 1\3\1973 م لإعلان الآحاد في تاريخ ميلادي لتصبح الوحِدة جزء من شخصيتي وعنواني ليبُدأ في نسج الخيوط جميعها من حولي لأكون تابعاً للقدر في تصرفاته وتسييره لحقائق الأمور, ولا استقلاليه لي كما كنت ولا زلت أتمنى وأحلم وأطمح ولكن السنة المطهرة في ديننا الحنيف تؤكد لنا بأن الإيمان بالقدر خيره وشره من الأركان الأساسية لها وأن كل ما يأتي ويمر بالشخص هو خيراً له كما في إيمانيات هذا المعتقد ولكن يا ترى هل الأقدار الواجب الإيمان بها والتسليم لها تكون بهذه القسوة والفظاظة على من هم مثلي؟! من حيث موقعي من ذوي الاحتياجات الخاصة كما يسميها المثقفون حالياً!!!
ولكن رحمة الخالق تعالى لكل البشر واقعة دوماً وحاضرة أبداً لأنه ليس بظلام للعبيد وهو بعباده رءوف رحيم وهذا ما كان دائماً يسليني...
أظن دائماُ أنني بدأت بتحسس حقيقة الوجود عند بلوغ الخامسة من عمري وهي مرحلة مبكرة جداً ولكنها مفيدة لي حالياً لأنني أصبحت بعد تلك السنين أكثر خبرة ودراية بالأمور حيث رغبت في تلك المرحلة بالالتحاق بالدراسة وشغفي بها مع إحساسي الشديد في تلك اللحظات البريئة برغبتي للبحث عن شيء كان ينقصني ولا أدري ما هو بعد سنين ترجمته وعرفت كنهه بأنه الحب , ولكن دعني أخبرك عن الصورة التي كانت مرتسمة في مخيلتي عن حياتي منذ ذلك الوقت وأصبحت تتطور أحداثها وتتشعب نسماتها بتطور الأيام والليالي والظروف والأماني وهي أنني ليس لي أم أعرفها أو استدفئ في أحضانها , إلا جدتي أم أبي التي سعت في تربيتي بعد طلاق والدتي بعد ولادتي بعام لتنقطع أخبارها عني جملة وتفصيلاً لمدة 17 عام من فراقي لها في مدينة ساحلية في شرق ليبيا تسمى طبرق بمحاذاة حدود مصر الغربية على ضفاف خليج تلك المدينة الطبيعي في حي شعبي قديم بين أهل وجيران طيبون إلى درجة السذاجة في مجتمع يغلب عليه طابع الجهل والتخلف والأمية واللامبالاة في دولة منغمسة في اعتقادات غيبية وأعراف غبية إلى أبعد الحدود كما هو الحال في بداية عصر النهضة في دول العالم الثالث في أيام ثورة عسكرية ترمز لبداية النهضة ذات أهداف نبيلة ولكن الضوضاء والغوغائية هو جوادها الذي تركب! يقودها رجل كثير الجدل التاريخي وكثير العزلة وصاحب جرأة تؤكد معنى الثورة وكثير الأحلام أدركت أخيراً بعد تأمل شخصيته وسيرته أنه كذب على الله وانحاز لأفكاره وترك ما كانت عليه فطرته في هذه الدولة التي استقلت في نفس هذا القرن وهو القرن العشرين على يد رجل صالح بمساعدة بريطانية وقائد هذه الثورة على هذا الرجل الصالح ومملكته المبادة كان يتسم بهواجس فلسفية غاية في التعقيد واستجابة قومية لأحلام الأمة الزائفة بالوحدة العربية والاشتراكية الجماعية والحرية الرائعة والاستقلالية المنشودة بشرعية ثورية كالموج الهادر والسيل الجارف وشريعة ذات غنى لهذه الدولة لا يمكن التنازل عنها أبداً ولو بالخراب والدمار لا البناء والعمار ليعلن بعد بضع سنين عن مثالية خيالية بالنسبة لجميع الأحوال في هذه الدولة والتبشير بها لكل شعوب العالم ومن ثم الإنفاق عليها والدفاع عنها ولو بالخروج من بؤرة الواقع الإنساني بكل معانيه والجلوس على قمة أحاسيس البشر وتحسس وتدبر حقيقة الأمور للوصول للكمال والجمال والمثالية الخيالية ولكن اندفاعه ذلك ومثاليته لم يفقها هذا الشعب البسيط فأدخلته في مرحلة سميتها مرحلة التيه الثوري للجماهير وقائدها التي تكاد تسقط هذا الزعيم الفذ والأنيق في بحر الطغيان والدكتاتورية الذي ينذر بانهيار كل شيء في هذه الدولة وهذه الأرض الطيبة ولكن عهدي بالله وثوابته كان دائماً يطمئنني أنه تعالى لم يخلقنا عبثاً وليس هناك إلا قدره وتقديره.. فاللهم سلَم سلَم...
عموماً عشت مع جدتي التي كانت صاحبة الفضل بعد الله تعالى علي بالنسبة لرعايتي وتربيتي التربية المحافظة الأنيقة وللعلم أن جدتي كانت من المعتقلين في سنين سابقة في أشهر المعتقلات (البريقة والعقيلة) في عهد الاستعمار الفاشي الإيطالي قبل الاستقلال وهي تقارعني اليتم وذات طابع بدوي وصعبة المزاج ولكنها لا تغفل عني برهة ودائمة التقريع لشخصي لتصل بي إلا الأفضل في بيت قديم في تلك المدينة بعد إصابتي بالإعاقة في أحد رجلي نتيجة شلل الأطفال الذي أصاب الكثيرين من جيلي في السبعينات لعدم وجود الرعاية الصحية وبعيداً عن أبوي مع أقداري وإعاقتي وأحلامي بمستقبل أفضل ترعرعت مستنشقاً لكل عبير للبراءة أو عبق للتواضع وحب الله ورسوله والسيرة العطرة والأخبار والحوادث الخيالية والمثالية الجميلة في ذلك البيت مع بعض الأقارب الذين تجمعني بهم القربى بعائلتي الكبيرة ولا أعرف شيئاً عن الماضي إلا القليل ولا أجهل شيئاً من الحاضرإلا العليل الذي لا تستوعبه عقليتي في تلك السن ولا أكره شيئاً من المستقبل إلا عدم تكرار المرتقب من كل جميل ولتشخيص حياتي النفسية بصراحة أكثر في تلك الفترة فهي... أحب النساء بكل حرماتهن لي رغبة مني في العاطفة... أخاف الموت لأنني لا أعرف ما هو... أكره الظلم لأنه أساس الألم... كثير الأحلام لأنها وقود البقاء والأمل والصبر والذكاء... كثير التعطش لمعرفة كافة التفاصيل عما يدور حولي لكي أفهم, شديد التعلق بالملكية الخاصة وهي عين الحكمة لعدم نسياني لعنواني وكل اللذين من حولي يتحاشوا الاصطدام بي لعدة اعتبارات منها الشفقة ومنها احترام إحساس جدتي أو اتقاء سطوتها دفاعاً عني ومنها ومنها حسب الظروف...
ولا حظ لي إلا في الحرية المطلقة في أفعالي وأقوالي مما كون جرأتي في تركيب شخصيتي مع أحلامي وعزلتي المحببة لقلبي وتحليلات نفسي وتأملاتها وحبي الشديد للخالق البديع وتحسسه بالقرآن والصلوات وتمني السعادة ولا أعرف أين أو فيما تكون ولا أزال لا أفقه من عالمي إلا ما أسمع أو ترعرعت فيه وولهي الشديد بالعزلة والقراءة والتأمل ولو في أحضان جدتي لعشر سنوات ولا جديد يذكر على صعيدي , أما صعيد الآخرين فقد تغير وتغير ولا أنتظر إلا الصدفة التي أحس أنها سوف تغير شيئاً من حياتي ولا أجيد شيئاً من نتيجة تأملاتي وتحليلاتي إلا تسجيل كل الأحداث التي أسمعها أو أراها أو استنتجها تفصيلاً في ذاكرتي التي أصبحت أحس بعبوتها وأجمل أحلامي البسيطة: الزواج - الأطفال - امتلاك سيارة - تعرفي على أمي - معالجة إعاقتي ثم دخول الجنة بعد كل ذلك...
وأصعب أحلامي وأكثرها دكتاتورية على قناعتي هي... امتلاك... أحقق... حققت... سوف أحقق وكل شيء حققت... ولكن للأسف لم أحقق شيء وخير دليل على ذلك عندما أهداني قدري أجمل الحظوظ في أحد أيامي حيث كان يوماً طاهر من الأيام من العقد الثاني من عمري عندما بدأ قدري بالسلوى ونسج خيطه الأقوى من حولي بعد أن!؟!

الصفحات