هذه الملحمة ما هي إلا رواية عمري الواقعية مع الدموع وهي عبارة عن 12.240 يوم وليلة و293.760 ساعة ابتداء من 1\3\1973 ميلاد المسيح وحتى 1\3\2007 حيث خروجي من عقلي وخيالي إلى الواقع وآمالي وما يعقبها من تفاصيل حتى كتابة هذا المطبوع ومجموع 34 عام من حياتي ككائن
أنت هنا
قراءة كتاب ملحمة الخواطر في خضم المخاطر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الخاطرة الخامسة
أبحث عن وطن وإن كان قبر
وهكذا عُدتّ لعزلتي بدموعي مع سجادتي والعود احمدُ لعل رحمة الخالق تشملني بإلحاحي بدعائه ويعيد لي إيماني التي ذهبت أدراج المجهول عشماً مني في فضله أن يغير كل الأقدار من أجلي لأنني أستحق ذلك ولا أزكي نفسي ولكن الله يزكي من يشاء وللأسف المحشو حباً واحتراما لمحبوبتي التي تزوجت بعد ذلك ورحلت عن مدينتي إلى مدينة مصراته وتنجب أول طفل بعد أن أصبح منزلها عيادة طبية حتى كتابة هذه الملحمة ومن إيمان محبوبتي بدأت بالأيمان المطلق بالله وركائزه الدينية وبالموت والنهاية وبما إن الحياة قصيرة والنهاية محتومة لا بد من بداية لكل نهاية فأين بدايتي؟ وأول أعتقاد لي في سلم الأيمان وضعت رجلي عليه هو الطهارة بكل معانيها وأنواعها ومن ثم تحليل كل ما يدور من حولي للوصول للحقيقة فتوالت رغبتي في معرفة الحقائق إلى حقائق أخرى لا داعي لفهمها أو إنفاق الوقت في التفكير فيها لأنها ليس لي أو بي أو تخصني وهي الثرثرة الفكرية بعينها حول جميع ما يخطر ببالي عن الآخرين الذين عرفتهم أو سمعت عنهم أو قرأت عن مبتغاهم بل تجاوزت الأحياء إلى الأموات في تأمل كل شيء إلى اللاشيء ولو كان معنى ملموس أومحسوس إلى أن وضعت الكون جميعه في سلسلة واحدة لأتمكن من الاستغراق ثم الاستغراق لأعيش بعدها فترة تأملية أمتدد عامين باكياً أحياناً على حالي ومتعاطفاً مع حال الآخرين ومدندناٌ على أوتار أحزاني أو أحيانا أخرى متفلسفاً أتمنى وأحلل وأصبو إلى معنى أو تفسير أو سبب أو سلطان أو اعتقاد أو إجابة عن كل تساؤلاتي التي طفت على سطح عقلي وما احتوته ذاكرتي واشتملت به أحاسيسي ومشاعري عن كل شيء من حولي مما دفعني إلى فتح جميع مسامات عقلي وأحاسيسي وعواطفي أكثر فأكثر بل على كل مصراعيها للتعرف على أدق التفاصيل عن الحياة الدنيا من كل جوانبها من عقول الناس سماعاً وقراءةً ومقارنتها بفلسفة الرحمن وتأويله الحقيقي لها وكان الدافع الرئيسي الذي اتضح لي بعد ذلك هو رغبتي في الحصول على حظي الأنيق والأروع من كل شيء لم يسبق إليه احد دون إزعاج من احد أو شيء في زمن قياسي ولكني لا املك من ركام دنيا المحظوظين إلا تراكمات نفسية سيئة من حياتي الأولى وعقلاً متقداً إلى درجة التشكيك في كل شيء ولدرجة التشهير بي بالانفصام أو الإلحاد أو الجرأة الثقافية والفلسفية عن كل شيء مع نفساً طبية لا تتمنى أن تؤذي أحدا ً مفعمة بالخبث المحمود لمصلحتها في الملكية الخاصة وعدم مشاركه الآخرين إلا في الثوابت الأخلاقية المتعارف عليها وأحاسيس تم صقلها من ِقبل القدر بطريقة الحرق والذوبان في خلطة غاية في الإتقان ذات حرارة فظيعة في إبريق الحظ مع مزيج من الأمل والحرمان لتقدم في الوقت المناسب لروح عطشه إلى درجة الضعف والوهن ولا أنسى ذكر ميكانيكيه اندفاعي كما الآخرين في الحصول على الدنيا في أسرع وقت ممكن بجسد مترهل يحمله عكازان معدنيان مفعم بالتفاؤل بحذر المغدور ومع ذلك كنت أسرع واندفع من ثم انزلق لاستعجالي واسقط مكبا ً على وجهي وتسيل حينها الدموع على خدي وأقول كالطفل! " لقد فاتني كل شيء "!
ومع هذا الاندفاع والنكوص والرغبة في التنوير والتغيير لا أملك من الإمكانيات المادية إلا مبلغ رديء المنفعة ورخيص القيمة لأنه لا يكفي لمتطلباتي الشهرية لتقمص بطولتي في دوري بين الشخوص في هذا الزمن المتراص بأعتى الوحوش لان مبلغ 60 دينار كمعاش شهري لفئة العاجزون وفرته الدولة هو زهيد جداً بل هو أقل من المحتمل الأخلاقي والإنساني كمساعدة مقارنة مع مرتبات أشخاص آخرين في هذه الدولة التي حباها الله هذا الغنى الفاحش...؟...!...!
ومع... حنان جدتي الغالية وذكرياتي الدافئة البائسة ومصحفي الخالد الذي كنت أتصفحه ليل نهار مع أملي المتفتح بالغد المجهول ومع خوفي من تكرار الأمس المخلول في دنياي البتول لا زلت بالرغم من جرحي وصعوبة وصولي لمبتغاي بين تلك الجبال والسهول مشتملاً بعباءة الإفلاس الثقافي والمادي والمعنوي مستدفئ بحقائق القرآن الكريم وخاصة منها التي تؤكد أن الله تعالى مع المحسنين والمتفائلين في رأيي لذا كان من العدل الحقيقي في تلك الأحيان تدخل العناية الالاهية ومنحها إياي بعضاً من زادها للصبر والمتابعة أملاً لي بتحقق ولو شيء يذكر في مملكتي في دنيا الواقع وهذا ما حصل بالفعل.
فانا لا يعرف حقيقة أفكاري وصدق نيتي إلا خالقي... حيث رزقني الله من فضله عندما حصلت على سيارة ملكي لأن السيارة لمن يمتلكها في بلادي في ذلك الوقت وقع كبير بين الناس كأنه اجتاز نصف مراحله المادية التي يسعى إليها مما أطفأ أو بالأحرى أخمد برحمته تعالى نار حزني وبدأت حياتي الجديدة مع السفر ومفكرة أحلام وردية بمستقبل أفضل وحظاً أوفر وموفقاً بعيداً عن الفشل والتشاؤم بعد حصولي على شهادتي لمرحلة الثانوية بقسميها الأدبي والعلمي كل على حدا وحصولي على عمل بوظيفة استعلامات في إحدى شركات الاتصالات للفترة المسائية براتب محترم ولكن بعد جهد مني فضيع للحصول عليه ومن هذه الوظيفة المسائية بدأت بإتقان السهر ومعرفة كل شجونه وأساليبه بالتعامل مع الناس والحديث معهم من كل الفئات لأنني كنت الموظف المسئول على توفير المكالمات الخارجية من مدينتي وإليها للمواطنين من كل الأعمار والأجناس مما دفعني إلى إتقان أسلوب المجاملة أحياناً وكثرة الجدل وقلة الغضب أحياناً كثيرة ومرت الليالي والأيام بتلك الطريقة مع اقتناص فرص العطلات وقضاءها في السفر مع أحلامي الواقعية مع جسدي والخيالية في عقلي ومع أحلام الناس عطفاً وتعاطفاً واستعطافاً بين عملي وغرفتي وسيارتي وبعض معارفي الجدد من الجنسين , وبعد فترة وجيزة تعرفت على أمي بطريقة درامية محزنة بعد سنين من ولادتي لا سبيل لخربشة تفاصيلها بين هذه الأسطر لأنها غاية في الحزن والأسى!!!