في روايته الأولى يتحدث الكاتب اللبناني ابراهيم عيسى عن مغامرته الثلاثية، يتأرجح قلمه على زخّات فقدانه والده، فرح يرحل في شبابه، ثم حبيبة لا ندري إنْ كانت القاتلة أم المقتولة أم الاثنتين معاً، أخيراً إلى وطن أشبعه سموم الطائفية.
أنت هنا
قراءة كتاب إلى اللقاء قاتلتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
- - من وين أنت يا (سايد).
- - من منطقة العاشر يا بيه في مصر الجديدة.
ويخبرني كيف يأخذني سائق التاكسي إلى هناك يرتاح في تفاصيله يوماً بعد يوم...
يخبرني عن وضع الأنظمة في بلده، التي تجتاحها الثورة الآن، والانقلاب الجاري هناك.
وأسأله بدوري عن حياته ووضعه في لبنان، يقلب التلفاز، يبحث عن أخبار بلده ومع كل محطة يسترسل بالكلام أكثر عن وطنه وعن نفسه، وتمتلكه الجرأة أكثر بالأسئلة.
- - بتكتب إيه يا أستاذ..
- - ولا حاجة يا (سايد) رواية صغيرة عن يومياتي وحبيباتي.
- - أنت بتكتب؟ كاتب يعني!
- - لأ، أنا بخربش، بخربش أيامي وأوقاتي.
- - مش مسرحية يعني زي شاهد ما شافش حاجة... ويضحك.
- - نعم قريباً منها، ماشفتش حاجة يا صاحبي، لسا ماشفت أنا حاجة.
- - لم أر بعد شيئاً ولم أدر شيئاً، ولست أعلم بالآتي.
* * *
حين تقترب مني شفتاك يستيقظ الرجل في داخلي من ثباته الطفولي، أستيقظ لأبارك عينيك بقبلاتي وألتهم بناري شفتيك وأركض في زوايا جسدك أبحث عن طفولتي الضائعة في هذا الجسد.
يمزقني نفسك حين تزأرين من رعشة النشوة أيتها اللبوة في موسم التزاوج ويكافئني صدرك بقبلات حارة حين أفرج عن أسره وأخرجه من زنزانته الصوفية والقطنية المقفلة بصف من الأزرار.
الليلة جعلتني رجلاً كاملاً، وطفلاً رضيعاً في فراش واحد، ألم أقل لك إنك تناقض مخيف؟ حتى الجنس معك تناقض مخيف، أخاف حين أكون معك في قمة الشهوة أن أبكي كالأطفال بين يديك، أخاف حين ألامس نشوتي معك أن يبكيني حبي لك، وبسرعة يحطم دمعي رجولتي التي قاتلت للوصول إلى نشوتها.
وعدت إلى البيت حاملاً ذكرى الوقت الذي مضى مخلداً إياه في روزنامتي الحياتية، واضعاً بصمة عليه لآخذه معي إلى قبري لاحقاً وأدفنه ويبقى سراً لايعرف به أحد سوى أنا وأنت والتراب الذي يلفنا.
كنت آمل ألّا يرن هاتفي تلك اللحظة حين وضعت كأس النبيذ لأسكر مع ذكرى ما حدث، وأهيم بك وحدي، وأقبل خديك في حمرة نبيذي، إلا أنّ صوتها قطع سكرتي وأتى من بعيد ليشاركني في جلستي.