"الله الحياة والإنسان"؛ كتاب فلسفي علمي واجتماعي، فلسفي بنظرته إلى الله وإلى الدين؛ علمي بدراسته للإنسان؛ واجتماعي بدراسته للمجتمعات البشرية. لكن على الرغم من أنّ دراسته موجزة ومختصرة، بشكل كبير، إلا أنها تسدّ فراغاً تعاني منه ثقافتنا القومية والوطنية.
أنت هنا
قراءة كتاب الله الحياة والانسان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الفصل السادس
الإنســـان
الإنسان كائن حيّ، يمتاز عن سائر الكائنات الحية، بالعلم، وبالدين وبالحضارة. ثلاثة ميادين من اختصاصات العقل ومن مشاغله. العقل الاسم الآخر لوظيفة المخ، ذلك القسم الأحدث والأكثر تطوّراً في جهازنا العصبي. أما بقية الصفات التي يتحلّى بها الإنسان، فهي، إما صفات خاصة تشاركه بها كائنات حية أخرى معدودة. وإما صفات عامة تتصف بها كل الكائنات الحيّة، الحيوانات منها والحشرات والميكروبات وحتى النباتات.
الصفات الخاصة التي يتصف بها الإنسان وتشاركه بها كائنات حيّة أخرى معدودة هي:
1 ـ انتصاب القامة والارتفاع عن الأرض.
2 ـ حدة النظر.
3 ـ رهافة السمع.
4 ـ القدرة على المشي والجري.
5 ـ مرونة أصابع اليدين وقدرتها على الإمساك بالأشياء واستعمالها.
6 ـ حواس اللمس والشمّ والذوق.
هذه الصفات عند الكانات الحية التي تتصف بها، على درجات متفاوتة. يحتلّ الإنسان فيها درجة وسط أو دون الوسط بالنسبة إلى غيره، وهي لذلك لا تعتبر ميّزات خاصة له.
أما الصفات العامّة التي تتّصف بها الكائنات الحيّة، كل الكائنات الحيّة، والتي تميّزها عن الجماد، فهي: أنها تولد، تتنفّس، تتغذّى، تنمو، تعيش فترة زمنية محدودة، تتوالد فيها، ثمّ تشيخ وتموت، تاركةً وراءها جيلاً جديداً يحمل مهمة استمرار النوع ومتابعة المسيرة. فمن هذه الناحية، كل الكائنات الحيّة ومن ضمنها الإنسان، متشابهة. والاختلاف بينها لا يتعدّى الشكل، والحجم، والوزن، والمدة التي تستمرّ فيها على قيد الحياة. أشكالها كثيرة ومختلفة، وأحجامها متباينة ومميّزة، والمدة التي تحياها متفاوتة بشكل كبير. كل جنس منها له شكل خاص، وحجم مميّز، ومدّة عمر محدودة.
يتكوّن جسم الإنسان من مليارات الخلايا الحيّة والمنوّعة التي تتجمّع الملايين من كل نوع منها، لتؤلّف نسيجاً من أنسجة الجسم المختلفة. والأنسجة المختلفة تنتظم وتتشابك لتشكّل أعضاء متباينة بالشكل، وبالوظيفة، هذه التي تعطي الجسم شكله وحجمه ولونه، وتتآلف في ما بينها لتؤلّف أجهزة منوّعة لكل واحدٍ منها وظيفة حياتية من الوظائف التي تتطلّبها الحياة، والتي بمجموعها تكوّن شخصاً مستقلاً يتنفّس ويتغذّى، ويدير شؤونه بنفسه.
دراسة كل تلك الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة تلزمها مجلّدات. لذلك أراني مضطرّاً في بحثي هذا لأن أوجز، وأكتفي بإعطاء صورة مصغّرة عن أهم الأجهزة التي تشكّل الأساس للحياة، والتي ترتكز عليها بقيّة الأجهزة. وهي: جهاز التنفّس، جهازالهضم، جهاز البول، جهاز الدورة الدمويّة، الجهاز العصبي والجهاز الهرموني.


