قراءة كتاب أنثاه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنثاه

أنثاه

رواية "أنثاه"؛ مفترق طرق، حينما نتأمل الطرق ونعتمي درباً سلكناه، فسواء كنا فيه نوراً يضاهي شدة ظلام أو بعض رماد لفتات احتراق، فإننا نحتاج دوماً إلى وضوح صورة أن نكون أو لا نكون؛ فالتمسك بأوسط الصور قد لا يسمن ولا يغني من جوع، إما بداية وإما نهاية!

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 9

رأيتها تقترب مني أكثر وأكاد أحترق وأنا حيرة من سؤالها، فأنا وحدي لا أملك أي جواب..
كنت دائماً ما أفكر فيما لو كان اسم فياض بغيره، ترى ما الذي يناسبه، فلأنني دائماً ما أنعته بالأسد، همست ذات ليلة إلى سفانة سيكون ابني من فياض (جروان) تماماً كما يجب أن يكون اسم صغير الأسد.
ضحكت كثيراً، وقالت حتى يصح له القول إجباراً: «هذا الشبل من ذاك الأسد».
إذن يا أم جروان.. كيف لأصغر بدوي حينها أن يعترف بأن اسم أمه بيلسان؟
يا سفانة ولمَ التعقيد؟ الجيل القادم سيتقبل كل شيء جديد، صدقيني، وغداً ترين سيستنكرون اسم حصة وصيتة وغيرها من أمثال تلك الأسماء العتيقة!
أذكر أنها غضبت مني كثيراً لأن اسم أمها كان حصة تظنني أعيبه، قالت لي، وكأنها تود أن تلتهمني وتلفظني خارج الغرفة: اسم أمي جميل كجمال روحها على الأقل، واضح أنها بدوية أصيلة ومن خير القبائل، أظنك نسيتِ أصل أمك يا بيلسان!
لم أنس قط أن أمي فلسطينية الأصل، وكيف لي أن أنسى وأنا في كل فصل دراسي بعد مجلس الأمهات، حشد كبير من الطالبات يلتم حولي: أَأمك عربية يا بيلسان، وكأن العرب فقط هم السعودية!؟
نوران المسكينة أخذت تلوح بيدها وكأنها تتعمد كسر الصورة التي أغرقت فيها: بيسوو نحن هنا إلى أين يا أختي، كل هذا لأنني طلبت أن أعرف اسمه؟
تصنعت الضحك، وجِدَّاً: مجنونة أنتِ يا نور حياتي، أَلم تسمعي شاعر العشاق نزار قباني حينما قال:
لا تسألوني... ما اسمهُ حبيبي
أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ
زقُّ العبيرِ.. إنْ حطّمتموهُ
غرقتُمُ بعاطرٍ سكيبِ
والله.. لو بُحتُ بأيِّ حرفٍ
تكدَّسَ الليلكُ في الدروبِ
لا تبحثوا عنهُ هُنا بصدري
تركتُهُ يجري مع الغروبِ
ترونَهُ في ضحكةِ السواقي
في رفَّةِ الفراشةِ اللعوبِ
في البحرِ، في تنفّسِ المراعي
وفي غناءِ كلِّ عندليبِ
في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي
وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ
لا تسألوا عن ثغرهِ..
أوقفتني تصفر وتصفق : آوووه يا بيلسان، أيقنت الآن أنكِ عاشقة من رأسك حتى قدميكِ.ضحكتْ، وقلت لها آخر شطر من القصيدة : فلن أبوحَ باسمهِ حبيبي.

الصفحات