رواية "الحب خط أحمر"، للكاتبة تريش وايلي، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الحب خط أحمر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الحب خط أحمر
_ لا تشعري بالانزعاج، تارا. لا تقصد السيدتان التسبب بأي أذى أو إزعاج لك. أنا متأكدة أنه جار لطيف بالنسبة لك. كما أنه من الجيد أن يكون لديك صديق، لكن تأكدي إن كان لا يرغب في صداقتك كما فعل مع فيونا وفيلومينا. وإن حدث وأصبحتما صديقين، اعلمي أنه مرحب بك معه لتناول الغداء نهار الأحد. يمكننا أن نستمتع كثيراً.
رمشت تارا بعينيها وقالت: "أنا متأكدة أنه منشغل جداً بعمله، فالمنزل بحاجة إلى جرافة لهدمه وإعادة بنائه لإعادته إلى ما كان عليه في السابق".
نظرت إلى السيدتين وتابعت: "أعتقد أنه من النوع الذي يحب العزلة والانفراد بنفسه، وإلا لما تصرف بفظاظة مع فيونا وفيلومينا".
_ حسناً! لكن إن بدلت رأيك...
_ شكراً، شيلا.
نظرت من وراء كتفها وهي تغادر المتجر، فشعرت بأذنيها تحترقان. وقبل أن تمر بالجدار العالي المحيط بالمتجر تساءلت كيف تستطيع صديقتها أن تتكلم مع هؤلاء النسوة الثرثارات الخبيثات من دون أن ترتكب جريمة فعلية.
انعطفت نحو الممر الضيق الذي يقود إلى خارج القرية الصغيرة، والذي يحيط به منحدر صخري يصل إلى منزلها الصغير المطل على الخليج. لا شيء يبدو سيئاً في مثل هذا اليوم، حيث السماء الصافية تمتد بلا حدود فوق رأسها، وليس هناك إلا أثر صغير لغيمة أو أكثر، أما البحر الذي يعكس لون السماء الأزرق فيلتف وتتحطم موجاته العالية على الخليج، فتحملها الرياح الناعمة لتبعدها عن الشاطىء. إنه مشهد مثير ومليء بالرهبة في آن معاً، وهو السبب الرئيسي الذي دفع تارا إلى البقاء في روس بوينت لتكتب.
ما إن أصبحت أقرب من منزلها الصيفي حتى أجبرت على المرور أمام المنزل المهدم الذي اشتراه جاك لويس. كان المنزل الذي يعود بناؤه إلى العصر الفيكتوري رائعاً في السابق، لكن سنوات من عدم الاهتمام أدت إلى انهيار الجانب المطل على البحر منه. توقفت لتنظر إلى المنزل. أغمضت عينيها للحظة وهي تتخيل كيف كان يبدو عندما كان مأهولاً ومعتنى به. بعدئذِ استدارت وهي تبتسم ابتسامة صغيرة نحو منزلها الأصغر حجماً، وهو ملاذها من العالم الكبير الشرير. لاحظت من زاوية عينيها بريقاً أحمر اللون. وما إن اقتربت أكثر من المنزل حتى رأت سلماً. تحركت عيناها إلى الأعلى فرأت رجلاً على السلم. لا شك أنه جاك لويس الشهير. حاولت ألا تنظر نحوه، كما حاولت ألا ترى كم يبدو جذاباً بسرواله الضيق القديم. حاولت ألا تنظر إلى ظهره وهو يرفع ذراعيه ليثبت مزراباً جديداً للشرفة، والى طريقة تحرك عضلاته تحت قميصه الحمراء. كما حاولت تجاهل التماع الضوء على شعره وكيفية ملامسته للخصلات الشقراء في شعره البني.
هذا الهوس الذي أصابها منذ أن اشترى المنزل هو أمر سخيف جداً. غدت كأنها لا تستطيع التفكير بأي شيء آخر، ولهذا السبب سمحت لخيالها بأن يحيك تصميم رواية حوله. حسناً! خيالها وأحلامها بحاجة إلى متنفس في مكان ما، كما أن الرجل مثير للاهتمام بدون أي شك. سمعت تارا قصصاً كثيرة مرتبطة به مع نساء عازبات في أرجاء المنطقة لم تنته أي واحدة منها بنهاية سعيدة حسب علمها. فجأة لاحظت أن السلم يهتز، وتذكرت أمراً آخر. في الصفحة الثالثة والعشرين من الفصل الثاني. يسقط جاك لويس من حبل الشراع ويكسر كاحله. هذا ما يحدث في قصتها. آه! إلى أي مدى يبدو هذا الغبي مستعداً للتضحية من أجل لفت انتباهها؟ اهتز السلم من جديد، وسقط المزراب من يده. وفي أقل من لحظة هوى جاك لويس الحقيقي على الأرض.