أنت هنا

قراءة كتاب حلم المساء الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حلم المساء الأخير

حلم المساء الأخير

رواية (حلم المساء الأخير)؛ انحنت كاندي إلى الأمام، وبدت عيناها البنيتان الكبيرتان صادقتين وهي تقول: "اسمعي! مرّ على وجودك في لندن ما يزيد عن الشهرين وها هي أمسية رائعة من شهر حزيران، فالأجواء لطيفة وجميلة جداً كأنها تدعو المرء إلى الخروج من المنزل.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

1 - فرار

- ما زلت لا أصدق أنك راحلة فعلاً، وأن هذا هو أخر يوم عمل لك. لطالما اعتقدت أنك سوف تغيرين رأيك. أعني، إنك تعملين هنا منذ الأزل، جينا.
لم تقدر جينا لايتون إلا أن تبتسم لزميلتها في المكتب بسبب صوتها الكئيب. قالت لها بهدوء: "لعل هذا هو سبب رحيلي، ناتالي... لأنني أعمل هنا منذ الأزل، كما قلت".
حسناً! "منذ الأزل" تعني في الواقع السنوات الإحدى عشرة الأخيرة، منذ أن تخرجت جينا من الجامعة وهي في الحادية والعشرين من عمرها. لكن من الواضح أنها بالنسبة إلى ناتالي تمثل جزءاً من شركة "بريدون وابنه". هذا ما يشعر به جميع العاملين في الشركة على الأرجح.
حدقت بها ناتالي بأسى: "أعلم أنني لن أتفق مع سوزان، فهي ليست مثلك".
ردت جينا مشجعة: "سوف تكونين على ما يرام".
إلا أنها في الواقع لم تشعر بذلك حقاً، فخلال الأسابيع الأربعة المنصرمة، كانت جينا تعلم سوزان ريتشاردز - بديلتها- مهام العمل. وأدركت في خضم ذلك أن هذه الأخيرة لا تحتمل الأغبياء. صحيح أن ناتالي ليست غبية، لكنها تبدو بطيئة الاستيعاب أحياناً ، ويجب أن يشرح لها المرء الأمر مرتين حتى تستوعبه. أما سوزان فعبّرت لناتالي مسبقاً عن قلّة صبرها بعبارات واضحة لا مجال للشك فيها. لكن هذه ليست مشكلتها. بعد ساعات قليلة من الآن سوف تسير خارج شركة "بريدون وابنه" للمرة الأخيرة. بل إنها ستغادر بلدة يوركشاير حيث ولدت وتربت مع كل أصدقائها وأفراد عائلتها، فتنتقل للإقامة في لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع. ستحصل على عمل جديد، شقة جديدة، أسلوب حياة جديد...
لوحت جينا باتجاه الأوراق الموضوعة على مكتبها فيما راحت معدتها تنقلب مقلدة انقلاب الفطائر المحلاّة في مطعم "شروف تيوسداي"، وقالت: "أنا بحاجة إلى إنهاء بعض الأعمال ناتالي قبل موعد الحفلة".
سيقيم مديرها حفلة وداع مصغرة على شرفها من بعد الظهر، لذلك فهي تريد إنهاء بعض المسائل العالقة قبل مغادرتها. حالما خرجت ناتالي أجالت جينا بصرها في أرجاء المكتب الواسع المريح الذي كان مكان عملها خلال السنوات الأربع الأخيرة، وذلك منذ أن وصلت إلى منصب السكرتيرة الشخصية لمؤسس معمل المعدات الزراعية. هذا المنصب جعلها تشعر بالرضى فقد ارتفع راتبها وتضاعف إحساسها بقيمة نفسها، أما دايف بريدون فهو رئيس جيد ورجل دمث يتمتع بروح مرِحة تتلاءم مع روحها المرحة. لذلك فهو ليس سبب رحيلها...
- ألن تغيري رأيك في اللحظة الأخيرة؟
سمعت جينا الصوت الرجولي العميق من مدخل الباب، فرفعت بصرها نحوه.
ردّت برباطة جأش تكذبها دقات قلبها المتسارعة: "بالطبع لا".
إنها ماهرة في إخفاء حقيقة شعورها تجاه هاري بريدون، فهو الابن الوحيد لرئيسها ويده اليمنى في العمل. حدقت جينا بوجه هاري الأسمر الصارم بوسامته، ولم تكشف عيناها الزرقاوان الغامقتان أي شيء . قالت: "أنت حتماً لم تفكر جدياً أن هنالك أي احتمال لحصول ذلك؟"
هز كتفيه قائلاً: "أملت بذلك. لعلها الكلمة الأفضل لوصف الأمر".

الصفحات