أنت هنا

قراءة كتاب حلم المساء الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حلم المساء الأخير

حلم المساء الأخير

رواية (حلم المساء الأخير)؛ انحنت كاندي إلى الأمام، وبدت عيناها البنيتان الكبيرتان صادقتين وهي تقول: "اسمعي! مرّ على وجودك في لندن ما يزيد عن الشهرين وها هي أمسية رائعة من شهر حزيران، فالأجواء لطيفة وجميلة جداً كأنها تدعو المرء إلى الخروج من المنزل.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

إنها لا ترغب في أن تكون محبوبة أو مشهورة. بل رغبت أن تكون حورية نحيلة أنيقة ذات شعر أشقر طويل وعينين ساحرتين. أي ذاك النوع من النساء الذي قد يأسر قلب هاري.
تابع هاري كلامه بسهولة قائلاً: "كنت فقط أقول إنه يجدر بنا أن نبقى على اتصال، يمكننا أن نتناول الغداء سوياً من حين إلى آخر عندما تأتين لزيارة والديك. أنا أعتبرك صديقة، جينا. آمل أنك تعلمين ذلك".
- وأنا أعتبرك كذلك أيضاً.
وجهت له جينا ابتسامة مشرقة فيما فكرت أنه سوف ينسى أمر وجودها خلال أيام قليلة. قد يحصل ذلك على الأرجح مع حلول وقت استيقاظه صباح غد. هاري ليس من صنف الرجال الذين يتخذون صديقات لهم من النساء. فالنساء هن نساء فقط بالنسبة إليه.
بدأ الشفق الربيعي البارد يحيد تماماً مفسحاً المجال لظلال الليل بأن تسيطر، وذلك حين أدار هاري السيارة خارج الشارع الريفي الذي كانا يسيران عليه لبعض الوقت، فعبر بوابات حديدية منمقة إلى مدخل منزل مرصوف بالحصى الصغيرة. فوجئت جينا لهذه المسافة التي قطعاها، فهي لم تدرك من قبل أن منزل هاري بعيد جداً عن شركة "بريدون وابنه". افترضت أنه استقر في مكان ما بالقرب من منزل والديه. التف الطريق المؤدي إلى منزله قليلاً بين الأشجار الباسقة الدائمة الاخضرار والأجمات التي عملت بشكل فعال على إخفاء البناء عن الطريق العام. فجأة أصبحت الطريق محاطة من كلا الجانبين بمروج خضراء واسعة الامتداد، وما لبث أن ظهر المنزل أمامهما. لم تكن جينا تعلم ما الذي تتوقعه. لعله منزل عصري أو منزل شبيه بقصور الأمراء يعود إلى بداية القرن. لكنها فوجئت بأن الكوخ المسقوف بالقش الذي يشبه الصور في الحكايات الرائعة لا ينتمي إلى أي من هذين الصنفين.
- أهذا هو منزلك؟
سألت جينا ما هو بديهي واضح، لكن لم يبدُ أن هاري لاحظ ذلك، فسألها بشكل عابر: "أيعجبك؟"
فيما ركن السيارة في الفسحة الشبيهة بنضوة الحصان الواقعة أمام المنزل. هل أعجبها؟ كيف يمكن لأي شخص ألا يعجب به؟ الجدران البيضاء للكوخ ذي الطابقين والنوافذ التقليدية يعلوها سقف هرمي مائل من القش تبرز منه نوافذ عمودية من الطراز القوطي. برز السقف ليشكل شرفة دائرية مدعومة على جذوع أشجار عتيقة ذات عقد، حيث وضعت طاولة وكراسي جاهزة لأمسيات الصيف. كما ازدان السياج المحيط بالباب الذي تعلوه قنطرة بالورود المتنوعة. أما نبات اللبلاب الأحمر والأخضر فغطّى جدران الشرفة. هذا هو المنزل المثالي الذي تحلم به، فهو الكوخ الإنكليزي الريفي التقليدي الكامل. رؤيته أفقدت جينا القدرة على الكلام. إنه آخر مكان على الإطلاق كانت لتتوقع بأن يشتريه هاري، وهذا حتماً ليس مكاناً ملائماً لرجل أعزب. لم تعد واثقة إن كان هاري قد خمَّن ما تفكر به أم أن تعابير وجهها فضحتها، لكنه تشدق في اللحظة التالية قائلاً: "كنت أمتلك في الولايات المتحدة منزلاً عصرياً من الفولاذ غير القابل للصدأ يلائم عصر الفضاء ويطل على المحيط، فأحببت التغيير".
- إنه رائع!
فتح باب السيارة وهو يكلمها، وما إن ظهر إلى جانبها حتى يساعدها لتخرج من المقعد المجاور للسائق. كررت جينا قائلة: "إنه رائع. إنه كوخ حقيقي يشبه أكواخ القصص الخيالية. أكاد أتوقع أن تظهر ذات الشعر الذهبي والدببة الثلاثة في أي لحظة".
راودها انطباع بأن هاري لم يقدّر دهشتها لاختياره هذا المنزل. هزّ كتفيه وقال: "إنه مكان أستريح فيه لبعض الوقت. أنا لا أنوي ترسيخ جذوري هنا".
هو لا يريدها أن تفترض بأن هنالك أي خطر في أن يصبح رجل عائلة في المستقبل. على أي حال هي لا تفترض ذلك أصلاً. قالت له بحذر وهما يسيران باتجاه الباب: "ألهذا السبب كَثُرَت أسفارك في الماضي؟"
- أظن ذلك.

الصفحات