أنت هنا

قراءة كتاب حلم المساء الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حلم المساء الأخير

حلم المساء الأخير

رواية (حلم المساء الأخير)؛ انحنت كاندي إلى الأمام، وبدت عيناها البنيتان الكبيرتان صادقتين وهي تقول: "اسمعي! مرّ على وجودك في لندن ما يزيد عن الشهرين وها هي أمسية رائعة من شهر حزيران، فالأجواء لطيفة وجميلة جداً كأنها تدعو المرء إلى الخروج من المنزل.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

حالما غادر هاري مجدداً سارت مسرعة عبر الغرفة وانغمست في طاس المكسّرات، بعد أن قررت أنها ستقلق بشأن السعرات الحرارية الزائدة يوم غد. أما الليلة فهي بحاجة لأن تكون متحكمة تماماً بأحاسيسها. زلة واحدة، نظرة واحدة ويحزر هاري ما تشعر به تجاهه، أما هي فسوف تموت خجلاً.
استعادت جينا كوب العصير الخاص بها فارتشفت منه وهي تتجول في الغرفة. إنه غني، غامق اللون، مشبع بنكهة الفاكهة. إنه رائع، تماماً مثل هاري. نظرت إلى انعكاس صورتها في المرآة الأثرية الضخمة الموضوعة فوق الموقد. الإضاءة الخفيفة في الغرفة جعلت شعرها يبدو ذهبي اللون، فامتزج نمشها ذا لون الزنجبيل الباهت بوهج عسلي طاغ. ومع ذلك فالإضاءة لم تفعل شيئاً لأنفها الصغير الأفطس عبست جينا لانعكاس صورتها في المرآة، وقد اسودت عيناها الزرقاوان انزعاجاً وغضباً. لهذا السبب لم يغازلها هاري أبداً. لكم تاقت جينا لأن تكون امرأة قاتلة بجمالها: طويلة، نحيلة، أنيقة... وليست ذات جسم ممتلئ ووركين كبيرين. حتى والدتها أجبرت على أن تقر بأن جينا "ذات جسم ممتلئ جميل". ما يعني بعبارات قد يستخدمها بقية الناس أنها فتاة سمينة. بعد أن حدقت جينا في انعكاس صورتها لدقيقة كاملة، مشت نحو النافذة فنظرت إلى الخارج عبر الأراضي المحيطة بخلفية الكوخ، فيما أنهت كوب العصير اللذيذ.
- لا يمكنك أن تشاهدي الكثير هذه الليلة.
لا بد أن هاري تسلل إلى الغرفة خلسة لأن جينا لم تسمعه وهو يدخل. شعرت بالسرور لعدم وجود بقية من العصير في الكوب، لأن الشراب كان لينسكب على فستانها بسبب الإجفال الذي أصابها مع وصول هاري خلفها. استمر هاري بالوقوف خلفها فيما وضع يديه بشكل رخو على خصرها وهو يقول: "هناك بركة سباحة إلى اليسار خلف شجرة الكستناء الكبيرة تلك، لكن الظلام حل الآن ولا يمكن رؤيتها، بالإضافة إلى ملعب للتنس. هل أنت رياضية؟"
رياضية؟ لم تعد جينا تعلم ما هي عليه وهو يمسكها بهذا الشكل. بعد أن استجمعت ما تبقى من عملية التفكير لديها، تمكنت أن تقول متلعثمة: "أنا أسبح قليلاً".
لم تضف جينا أنها لعبت التنس لسنوات، لأنه بغض النظر عما ستقوله وسواء كانت رياضية أم لا فذلك لن يوقف أعصابها عن الاهتزاز بجنون.
- يجدر بك أن تأتي للسباحة هنا خلال فصل الصيف، إذا كنت في هذا الجزء من الغابة.
ذلك ليس خياراً بالنسبة إليها على الإطلاق لكنها قالت: "ذلك سيكون رائعاً".
- إذا كنت مستعدة يمكننا أن نذهب.
أحست جينا بالارتياح الغامر عندما أفلتها هاري، كما أحست أنها فاقدة الأمل. وحين استدارت لتواجهه لم يساعد ذلك توازنها المرتعش البتة. من الواضح أن هاري أخذ حماماً سريعاً فضلاً عن تبديل ملابسه، أما شعره الأسود فما يزال رطباً ومشعثاً. فجأة بدا لها مختلفاً تماماً عن هاري المرتب المنمق الذي عرفته خلال ساعات العمل. أما القميص السوداء ذات القبة المفتوحة مع السروال الأسود غير الرسمي فهما إضافة رائعة إلى هذا التحول. عندما يرتدي هاري البذلات الرسمية من مصمم شهير مع القمصان وربطات العنق فهو يبدو رائعاً يسلب الأنفاس. أما الآن فبدا ذا وسامة لا تحتمل. إنه يتمتع بما يكفي من الجاذبية لإحداث خلل في دوران الأرض. تحكمت جينا بسرعة باندفاع مشاعر الحب التي انتابتها، ودهشت لأن ذلك لم يظهر عليها فيما ناولته الكوب الفارغ ومشت باتجاه الأريكة حيث وضعت حقيبة يدها وسترتها.
قالت له من فوق كتفها: "هذا لطف من قبلك هاري. لم يكن بانتظاري في الشقة ما هو أكثر إثارة من الفاصوليا والخبز المحمص".
- يسرني ذلك.
فكرت بتهكم، بل يسرها هي لو أعطيت أقل تشجيع من قبله. إنها لم تشعر أبداً بمثل هذا الأحاسيس تجاه أي من أصدقائها الشبان في ما مضى. كانت قد بدأت تتساءل إذا كان هنالك خطب ما بها، لكن دخول هاري إلى حياتها أوضح لها الأمر. لم يتطلب الأمر إلا أن تفكر به حتى تشعر باندفاع الأحاسيس المهتاجة بشكل محرج. تناول هاري السترة من يدها فساعدها على ارتدائها بابتسامة دافئة. إنها ممتنة جداً بغير حدود لأنه غير قادر على قراءة ما يجول في ذهنها. استنشقت نفساً عميقاً، وسارت برشاقة ونشاط خارج الغرفة.

الصفحات