رواية (حادثة حب)؛ مرت ماديسون أمامه، وشعرت بثوبها يلامس عضلات ساقيه القوية. ما إن استقلا المصعد حتى شعرت كأن الهواء لم يعد كافياً لها، فكل نفس تتنشقه يبقى في مكان ما في وسط صدرها.
أنت هنا
قراءة كتاب حادثة حب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

حادثة حب
الصفحة رقم: 2
تأوهت ماديسون بإحباط قائلة: "متى سيحدث ذلك؟ حصلت على ثلاث وظائف حتى الآن، ولم تتمكن من الاحتفاظ بأي منها لفترة تتجاوز الأسبوع. لا أستطيع الاستمرار في التستر على أعمالك، كيلي. عليك أن تتحمل مسؤولية حياتك. أنت في التاسعة عشرة من عمرك، لذا حان الوقت لكي تجد عملاً جيداً وتتوقف عن لوم الآخرين على ما حدث لك من سوء في حياتك".
قال كيلي بمرارة: "دمر ديمتريوس باباساكيس حياتنا، ولن أدعه ينجو بفعلته"
أجابت ماديسون باستياء: "هناك وسائل أفضل من إغراق يخت بملايين الدولارات. بإمكاننا الذهاب إليه والتحدث معه عن قضيتنا، وربما نستطيع مواجهته بطلب تعويض ما".
قال بحنق: "آه، صحيح! لا بد أنه سيسخر منا أو يقدم لنا شيئاً تافهاً مقابل ما حدث لأبي. بالإضافة إلى ذلك، ألم تقرأي عن معاملته السيئة لآخر صديقة له؟ هذا الرجل عديم الرحمة".
لا يمكنها مجاراته في ما يقوله، لكنها أيضاً لا تريد أن تضاعف من غضبه. فمن الصعب أن يمر يوم من دون أن تنشر جرائد سدني فضيحة تنم عن السلوك الغريب لهذا المليونير الوسيم العابث، الذي يملك الكثير من المال والقليل من الحذر.
عمل والدهما لسنوات لدى ديمتريوس باباساكيس كمساعد محاسب في أحد فنادق باباساكيس، وعندما تعرض الفندق لخسارة مالية كبيرة صُرِفَ والدهما من دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه، إذ تبين أن هناك تلاعباً ما في أموال الفندق. بعد مرور أسابيع انهار والدهما بسبب تعرضه لأزمة قلبية مميتة، أدركت ماديسون أنها نتيجة الضغط الذي واجهه في تلك الفترة.
قالت لكيلي: "إن أمثال ديمتريوس باباساكيس يحصدون نتائج أعمالهم في النهاية. المهم أن تبقى قريباً لتشهد ذلك بنفسك".
ظهرت ابتسامة صغيرة على وجه أخيها: "ربما أنت على حق. فنظراً لما ذكرته صحف البارحة باباساكيس على وشك مواجهة فضيحة جديدة في علاقاته العاطفية، وهذه المرة من أجل زوجة سابقة لأحد منافسيه في الأعمال".
- في هذه الأثناء أنا غير مهتمة مطلقاً بالمشاكل التي قد يواجهها ديمتريوس باباساكيس. ما يهمني الآن هو كيف سنتمكن من حماية نفسينا من الخطر القادم جراء ما فعلته.
رفع كيلي ذقنه قائلاً: "لست خائفاً من باباساكيس".
علقت ماديسون باستياء: "لا شيء سيمنعه من الانتقام منك، وأنا لا أريد أن أسهل عليه الأمر".
- ما الذي علي فعله برأيك؟
تنهدت ماديسون بعمق قبل أن تجيب: "عليك أن تختبئ".
رماها أخوها بنظرة مليئة بالتحدي: "أتقصدين أن عليّ الهروب؟"
قالت تخفف عنه: "ليس ذلك بالتحديد. لدي صديقة تعمل مربية أطفال في مزرعة لتربية الماشية في المقاطعة الشمالية. في رسالتها الأخيرة أخبرتني عن المشاكل التي يعانيها غيلارو في الحصول على عمال دائمين. يمكنني أن أدفع لك ثمن تذكرة السفر للوصول إلى هناك. بعد ذلك يعود الأمر إليك في ما تفعله".
جعد كيلي أنفه وقد ظهر عليه الانزعاج: "هل تريدينني أن أعمل في مزرعة بصورة دائمة؟"
نظرت ماديسون إليه بحزم قائلة: "اسمع، كيلي! أكاد أفقد كل ما أملك من مال ومن صبر أيضاً. هذه هي فرصتك الأخيرة. إن كنت غير راغب في القبول بها، فإنني سأتركك لتواجه مصيرك. لكن دعني أحذرك، فنوع العقاب الذي سينزله بك باباساكيس لن يكون كما تشتهي أبداً".
قال: "حسناً! سأفعل ما تريدين، لكن من أجلك أنت لا خوفاً منه".
قالت ماديسون بتعاطف: "لا داعي لأن تخاف منه، فالخوف الذي أشعر به كاف لنا نحن الاثنين".