أنت هنا

قراءة كتاب حادثة حب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حادثة حب

حادثة حب

رواية (حادثة حب)؛ مرت ماديسون أمامه، وشعرت بثوبها يلامس عضلات ساقيه القوية. ما إن استقلا المصعد حتى شعرت كأن الهواء لم يعد كافياً لها، فكل نفس تتنشقه يبقى في مكان ما في وسط صدرها.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
الصفحة رقم: 3
لم يمر وقت طويل على وصول ماديسون إلى شقتها الصغيرة بعد مغادرة أخيها المطار حتى سمعت صوت قرع جرس الباب. ساورها إحساس من الخوف وشعرت بألم في معدتها وهي تتوجه لفتحه. حدس قوي حذرها ألاّ تفعل.
وقف ديمتريوس باباساكيس بقامته المهيبة الفارعة الطول عند إطار الباب، ونظر إليها بعينيه البنيتين اللتين أخذتا تلمعان بشدة، بينما راح يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها.
الصدمة التي أصابتها جعلتها عاجزة عن الكلام لفترة وجيزة. كيف عرف أين تعيش؟ والأهم من ذلك كله، ما الذي يعرفه عن نشاطات أخيها في الليلة السابقة؟
- الآنسة جونز، على ما أعتقد؟
- هذا صحيح. كيف يمكنني مساعدتك؟
شعرت بانزعاج شديد لأن نبرة صوتها بدت عميقة ومضطربة.
- أرغب في التحدث إلى أخيك.
لمعت عينا ماديسون باضطراب وهي تحاول إبعادهما عن عينيه المشدودتين نحوها.
- أخي ليس هنا في الوقت الحالي.
- أين هو إذاً؟
- لا أعلم أين هو في الواقع.
أكدت لنفسها أنها تقول الحقيقة. فهي لا تملك أي فكرة عن ذلك الجزء من القارة الذي يحلق كيلي فوقه في هذه الأثناء.
قال ديمتريوس محذراً بصوت ناعم كالحرير: "لا داعي لهذه الألاعيب آنسة جونز. لدي قضية أريد بحثها مع أخيك، من مصلحته فعلاً أن يصغي إلى ما سأقوله".
- يؤسفني أنني لا أستطيع مساعدتك.
حاولت ماديسون إغلاق الباب في وجهه، لكن قبل أن تتمكن من فعل ذلك مدّ يده الرشيقة ودفع به بعنف حتى ارتطم بالجدار محدثاً ضجة قوية.
سار ديمتريوس عبر المدخل، ثم أغلق الباب وراءه بهدوء مبالغ فيه وقال: "لا أرغب في أن يسمع جيرانك ما سأقوله".
تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تقول: "أريدك أن تغادر على الفور".
- هل أفعل ذلك قبل أو بعد أن أتصل بالشرطة؟
نزع هاتفه النقال من حزام سرواله.
ابتلعت ماديسون الغصة التي تشكلت في حلقها ما إن بدأت أصابعه السمراء تنقر الأرقام على الجهاز. أوقف سبابته فوق الرقم الأخير وهو يسأل: "ما هو قرارك، آنسة جونز؟"
عضت ماديسون على شفتها.
- لدي رقم هاتف الضابط المكلف بمراقبة سلوك أخيك. ربما ترغبين في التحدث إليه عن مكان تواجده ليلة البارحة؟
قالت بصوت ملؤه الضيق: "كان هنا... معي".
رفع ديمتريوس حاجبه مشككاً، وسألها: "أنت تلعبين لعبة خطرة، آنسة جونز. ربما لم أوضح لك ما أريده بالتحديد".
أخذ يقترب منها أكثر فأكثر كلما حاولت التراجع نحو الجدار، وتابع: "لن أغادر شقتك قبل أن أحصل على معلومات كافية عن مكان تواجد أخيك".
بدت عيناها الزرقاوان بلون الياقوت كألسنة النار لشدة لمعانهما. قالت: "ليتك أحضرت فرشاة أسنان معك لأنني لا أملك واحدة إضافية".
- هل تعرضين علي النوم هنا؟
أجابت ماديسون بضيق: "آمل ألا تفعل، فأنت لست من نوع الرجال المفضلين لدي".

الصفحات