رواية " الدكتورة هناء "، تأليف ريم بسيوني، والذي صدرر عن مكتبة مدبلولي عام 2008 ، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الدكتورة هناء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الدكتورة هناء
ولكنها هي كانت تصدق الفتاة ، وتعتقد أن من السهل على العقل أن يثمل دون خمر. من السهل على العقل أن يفقد السيطرة دون أن يبتلع أحد أي حبوب هلوسة.
ولكل عقل مدخل ، ولكل عقل نقطة ضعف ، ولكل عقل استعداد للثمالة!
وهي أكبر من خالد ، وهي ذكية ، وهي..تحتاج إلى تصحيح خمسمائة ورقة ، ثم تحتاج إلى أن تفقد عذريتها ، ثم تحتاج إلى أن تصحو مبكراً للرحيل إلى أمريكا.
ثم تحتاج إلى أن تنشط هذا الرحم الكسول ، ثم تحتاج إلى أن تنتقم من سامي وعبد الحميد ، وكل من له سلطة وسلطان ، وكل من يخدم أصحاب السلطة والسلطان.
وقف خالد أمام الباب في خجل وتردَّد ، فقالت مسرعة: اتفضل يا خالد .
دخل في هدوء ، أشارت له بالجلوس. جلس على كرسي فقالت في جدية: هل نبدأ التصحيح الآن؟
نظر إليها وكانت تفهم سؤاله. قالت في ثقة مع أنها لم تعتد الكذب: نجاة الشغالة جوه في الأوضة لو كنت عايز حاجة.
هدأ بعض الشيء ، وبدأ يصحح الأوراق على المنضدة الطويلة.
كانت تنظر إليه وهو يصحح الأوراق في تركيز. كان يعمل بجد، وكان يرتدي قميصًا كاروهات وبنطلون جينز .
قالت وهي تنظر إليه وتترك القلم من يدها: لا أعرف كيف أشكرك يا خالد.
قال دون أن ينظر إليها: عينينا ليكي يا دكتورة.
قالت مسرعة: عندك أخوات؟
- أخ وأخت.
- مثلي تماماً. هل تزوجوا؟
- أخي الصغير خطب منذ شهرين ، وأختي في المدرسة.
قالت في لامبالاه: وأنت؟
قال وهو لم يزل منكفئاً على الامتحانات: أنا كنت مرتبطاً منذ سنة ولكن..
قالت في حماس: كانت زميلتك في الجامعة!
نظر إليها فجأة في شيء من الدهشة. دكتورة هناء لم يكن معروفاً عنها حب الاستطلاع. كان معروفاً عنها أنها صعبة في كل شيء ، في الدرجات ، في المعاملة ، كانت محسّوكة ومعقدة وتحيا في عالم آخر ، ولم تكن تهتم بتفاصيل الآخرين قط ، ولكنه كان معجباً بأخلاقها وضميرها. كان معروفاً عنها أنها لا تحب الوساطة وتعمل بجد ، ولم يكن يتصور يوماً أنه سيذهب إلى بيتها وستسأله عن حياته هكذا.
نظر إلى ساعته..كانت الحادية عشرة قال في تردد: الوقت متأخر يا دكتورة ..ممكن آخد الورق معايا وأجيبه بكرة الصبح ، حسهر عليه طول الليل.
لقد أخطأت بسؤالها عن حياته! ها هي ذي تخطيء. قالت مسرعة: لا لا يمكن.
فتح فمه فقالت في قوة: ولكن إذا كنت تعبت يمكنك أن تذهب وسأحاول أنا.
ساد الصمت برهة وهي لا تتنفس. ماذا لو رحل!
كان عليها أن تبدو قوية واثقة.
ماذا لو وافق.
قبل أن ينطق قالت مسرعة: أنا آسفة يا خالد ، كنت أعتقد أنك كنت طالباً عندي ، وانك لن تتردد في المجيء إلى بيتي
قال في حزم: سأبقى ساعة.
قالت في عدوانية: هل تخاف من البواب؟ الكل يعرف أنك طالب عندي وأننا نعمل معاً.
- مش ممكن يا دكتورة أفضل هنا ، ده ميصحش.
قالت في غيظ: ليه؟
قال في تلقائية: ميصحش. حرام.
قامت والاحمرار يبدو على وجنتيها: تحتاج إلى قهوة أو شاي؟
قال: ياريت يا دكتورة شاي بثلاث ملاعق سكر.
- ليس عندي سكر. لا أستعمله.
ابتسم قائلاً: أنت عكس أمي ، لو لم يكن في بيتنا سكر كانت أمي ستعلن الحرب علينا جميعاً.
بدأ يتخلى عن تحفظه من جديد ، ولم تكن تريد أن تتكلم. كانت تخاف أن تنبس بكلمة تخيفه ، وكانت تريد عقله ثملاً. ولن يصبح عقله ثملاً قبل ساعات وساعات. كانت تريده أن ينغمس في التصحيح وينسى الوقت.
و مَّر الوقت. وكلما مَّر كلما شعرت بالأمل يقترب.