رواية " الدكتورة هناء "، تأليف ريم بسيوني، والذي صدرر عن مكتبة مدبلولي عام 2008 ، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الدكتورة هناء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الدكتورة هناء
صوته لم يتغير.
لو نطق!
قالت في حماس: رامي!
ابتسم في شيء من التردد والضيق: هناء..كيف حالك؟ لا لن أسألك..بالطبع أنت بخير. هل حصلت على رئاسة القسم أم لا؟
كانت تتوقع سؤالاً آخر..لم يسأله! كم طفلاً عندك؟ ما اسم زوجك؟ هل مازلت عذراء؟قالت وهي تنظر لأصابعه الغليظة التي لم تعد تعرفها ، وللدبلة التي دفسها في أحد أصابعه ونساها للأبد.
- لا لم أحصل على رئاسة القسم بعد.
- و لكنك تكتبين كثيراً وتعملين كثيراً كالعادة. قرأت بحثك الجديد.
تفحصت وجه ، ولم تكن تدري هل رأت في وجهه غيرة أم إعجاب!
لم يسألها.. لماذا؟
تنهد وهو ينظر إليها وفي عينيه شيء من الرقة: كيف حالك يا هناء؟ عمر لم أرك؟ ماذا فعل الزمن بك؟
قالت في تحد: ماذا فعل الزمن بك؟
- الكثير.
صمت لثوان ثم قال: هل جئت إلى هنا لتقابليني؟
فتحت فمها في فزع لتتكلم فقال مسرعاً: بالطبع جئت لتقابليني، كنت في إجازة أمس ، لذا لم أحضر محاضرتك أنا آسف. كنت أعرف أنك ستأتين يوماً..و عندما تأتين ستتحدينني وتنتصرين علي.
قالت في فخر: أنا أنشر أكثر منك ، هذا أكيد!
همس في دفء: وأنت أحلى مني أيضا! كما كنت منذ عشرين عاماً. بالطبع لم تتزوجي.
- لماذا تقول هذا؟
- لأنني أعرف أنه لا يوجد رجل في العالم يستطيع السيطرة عليك يا هناء!
- ربما تزوجت من أجنبي!
- قلت رجل في العالم وليس في مصر. ياه يا هناء! عمر فات!
- سعيد بالبقاء في أمريكا؟
صمت دقائق: ما الفرق بين أمريكا ومصر؟
- الديمقراطية والحرية والعدالة!
ابتسم في تهكم: لا يوجد عدالة ولا ديمقراطية في أي بلد في العالم. الأقوى يشرع القانون ، والأضعف ينفذ القانون. ولكن متى ستتولين رئاسة القسم؟!
- لما ربنا ياخد سامي وأمثاله!
- سامي فتحي! هو رئيس القسم؟ حظك تعس جداًّ!
فتحت فمها..كيف تخبره بأنها فقدت عذريتها؟ وهل تستطيع؟!
ما أحمقها..رتبت كل شيء لهذا اليوم ، والآن لا تعرف كيف تخبره!
قالت من جديد: هل ستعود إلى مصر قريباً؟
قال في تلقائية: لا.
- زوجتك تحب أمريكا؟
- تكره أمريكا ككرهها لأمي ، ولكنها تحيا في أمريكا ومع أمي! مسكينة. بل أنا المسكين ، فعلي تحمل أمريكا وزوجتي وأمي!
ابتسمت. على الأقل لا يبد سعيداً! على الأقل لم يحصل على كل شيء ، وهي لم تحصل على أي شيء!
ساد الصمت للحظات. لحظات محرجة. ثم نظر إلى ساعته ، وقامت هي قائلة: سوف أغادر غداً.
قال في شيء من الخجل: مش قادر أعزمك في بيتنا ، أصل مراتي مسافرة ، وأنا كمان حسافر بكره.
ابتسمت في برود قائلة: مش مهم يا رامي. المرة الجاية!
قال في حماس: آه المرة الجاية.
ثم ابتسمت في مكر قائلة: على فكرة! أنت مش عارف كل حاجة عني زي ما أنت فاكر!
نظر إليها لثوان وهو لا يفهم ماذا تقصد ، فابتسمت في انتصار من جديد: أشوفك مرة تانية قريب إن شاء الله.
هز رأسه بالايجاب وهو يحاول فهم جملتها الأخيرة ولا يستطيع. وربما لن يفكر فيها كثيراً!
كانت رحلة أمريكا قصيرة وهشة كالسحاب.
قالت..هل أجرؤ على الحلم؟
و قال: لا!