رواية " الدكتورة هناء "، تأليف ريم بسيوني، والذي صدرر عن مكتبة مدبلولي عام 2008 ، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الدكتورة هناء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الدكتورة هناء
من طبعها الوصول إلى أهدافها في سرعة وحرفية. ولم تكن تحتاج إلى أن تخلع كل ملابسها ، ولم تكن تريد كل المقدمات الآن. كانت تريد تنفيذ المهمة فقط.
و كانت قد وهبته الهدية ، وكانت الساعة الخامسة صباحاً. وكانت متعبة ، ولابد أن تفكر في أمريكا والمؤتمر ونجاحها المبهر اليوم.
صوت الآذان دائماً يريحه ويعطيه الثقة في الغد وخاصةً أذان الفجر. أما اليوم..أما اليوم..
أغمض عينيه ، وطأطا رأسه ، ولم يشعر باليد التي تمسك بكتفه في البداية حتى سمع صوت صديقه: خالد..الصلاه يا خالد. ماذا بك؟
لم ينظر إليه..كان محمد صديقه الضرير. أقرب صديق إليه. أقرب إليه من أخيه.
دق محمد على كتفه من جديد ، وقال وهو يتحسس طريقه في الظلام المكتوب عليه منذ الطفولة..كان يتحسس طريقه لصديقه ولا يجده!
- ماذا بك؟ لماذا تأخرت؟
تنفس في بطء وكأنه يحاول أن يفهم ماذا جرى أمس ، ثم قال في هدوء: كنت أساعد الدكتورة هناء في تصحيح الامتحانات.
ابتسم محمد وهو يتحسس المقعد قبل أن يجلس ، وكانت انامله معتادة على أن تتحسس كل شيء وأي شيء دون خجل أو تردد.
- دكتورة هناء المعقدة! هل تتذكر محاضرتنا معها..كانت دائما تشرح بإفاضة ، ثم تنتظر في تحد وكأننا من عالم آخر ولن نفهم كلمة مما تقول. ست قوية ولكن مسكينة!
قال في شيء من اللامبالاة: مسكينة لماذا؟
- لا أدري..في هذه السن..كم تبلغ من العمر؟ في أواخر الثلاثينات على ما اعتقد.
صمت فجأة ثم قال وفكرة قد طرأت له: هل تظنها مازالت عذراء؟
قال خالد في ضيق: حرام نتكلم على أعراض النساء وقت صلاة الفجر. اذهب لتصلي.
- و أنت؟ لماذا لا تصلي؟ ماذا فعلت؟ هل ذهبت إلى غانية!
قال في غضب: كيف تقول هذا؟
- كنت أمزح..و لكنك لا تتهاون عن صلاة الفجر أبداً..لماذا اليوم؟
لم ينطق وكان يشعر بضيق غريب.
قال محمد في مكر: بذمتك ألم تتساءل ما إذا كانت عذراء أم لا؟ أنا أظنها عذراء..صوتها به شجن غريب. هل هي جميلة يا خالد؟
- لا أدري. ربما؟
- كنت تصف لي كل شيء.
- هل سنتكلم عنها طوال الليل؟ أنا متعب يا محمد.
- فلنتكلم عن صفاء إذن؟ آه كم أشتاق إلى امرأة وأنت في يدك الزواج من صفاء في ثوان ولا تفعل!
- ربما أفعل.
- قررت أن تعود إليها. هذا أفضل. هي بنت طيبة وبتحبك! وأمك وأختك مش عايزينك تتجوز ، لكن أنت محتاج للجواز. كلنا محتاجين للجواز. الراجل بالذات غير الست. الست مش بتحس بلّي إحنا بنحس بيه. ممكن تعيش من غير جواز..يمكن أن تبقى عذراء إن أرادت ، أما الرجل فلا يستطيع.
- نعم إن أرادت.
- عذراء هي إذن؟
فكر قليلاً ثم قال: إمَّا أنها عذراء أو كانت عذراء.
- لا أفهم.
- لا يهم..اذهب لتصلي.
- ماذا بك يا خالد؟
- اليوم..انقلبت حياتي رأسا على عقب. شيء لم اتوقعه ولم أطلبه ألقى علي كاهلي. فليسامحنى الله. لم أكن أريد هذا..اذهب لتصلي وادعُ الله لي ولا تسألني أبداً..ماذا حدث اليوم.