أنت هنا

قراءة كتاب الدكتورة هناء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدكتــورة هنــاء

الدكتورة هناء

رواية " الدكتورة هناء "، تأليف ريم بسيوني، والذي صدرر عن مكتبة مدبلولي عام 2008 ، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

من طبعها الوصول إلى أهدافها في سرعة وحرفية. ولم تكن تحتاج إلى أن تخلع كل ملابسها ، ولم تكن تريد كل المقدمات الآن. كانت تريد تنفيذ المهمة فقط.

و كانت قد وهبته الهدية ، وكانت الساعة الخامسة صباحاً. وكانت متعبة ، ولابد أن تفكر في أمريكا والمؤتمر ونجاحها المبهر اليوم.

صوت الآذان دائماً يريحه ويعطيه الثقة في الغد وخاصةً أذان الفجر. أما اليوم..أما اليوم..

أغمض عينيه ، وطأطا رأسه ، ولم يشعر باليد التي تمسك بكتفه في البداية حتى سمع صوت صديقه: خالد..الصلاه يا خالد. ماذا بك؟

لم ينظر إليه..كان محمد صديقه الضرير. أقرب صديق إليه. أقرب إليه من أخيه.

دق محمد على كتفه من جديد ، وقال وهو يتحسس طريقه في الظلام المكتوب عليه منذ الطفولة..كان يتحسس طريقه لصديقه ولا يجده!

- ماذا بك؟ لماذا تأخرت؟

تنفس في بطء وكأنه يحاول أن يفهم ماذا جرى أمس ، ثم قال في هدوء: كنت أساعد الدكتورة هناء في تصحيح الامتحانات.

ابتسم محمد وهو يتحسس المقعد قبل أن يجلس ، وكانت انامله معتادة على أن تتحسس كل شيء وأي شيء دون خجل أو تردد.

- دكتورة هناء المعقدة! هل تتذكر محاضرتنا معها..كانت دائما تشرح بإفاضة ، ثم تنتظر في تحد وكأننا من عالم آخر ولن نفهم كلمة مما تقول. ست قوية ولكن مسكينة!

قال في شيء من اللامبالاة: مسكينة لماذا؟

- لا أدري..في هذه السن..كم تبلغ من العمر؟ في أواخر الثلاثينات على ما اعتقد.

صمت فجأة ثم قال وفكرة قد طرأت له: هل تظنها مازالت عذراء؟

قال خالد في ضيق: حرام نتكلم على أعراض النساء وقت صلاة الفجر. اذهب لتصلي.

- و أنت؟ لماذا لا تصلي؟ ماذا فعلت؟ هل ذهبت إلى غانية!

قال في غضب: كيف تقول هذا؟

- كنت أمزح..و لكنك لا تتهاون عن صلاة الفجر أبداً..لماذا اليوم؟

لم ينطق وكان يشعر بضيق غريب.

قال محمد في مكر: بذمتك ألم تتساءل ما إذا كانت عذراء أم لا؟ أنا أظنها عذراء..صوتها به شجن غريب. هل هي جميلة يا خالد؟

- لا أدري. ربما؟

- كنت تصف لي كل شيء.

- هل سنتكلم عنها طوال الليل؟ أنا متعب يا محمد.

- فلنتكلم عن صفاء إذن؟ آه كم أشتاق إلى امرأة وأنت في يدك الزواج من صفاء في ثوان ولا تفعل!

- ربما أفعل.

- قررت أن تعود إليها. هذا أفضل. هي بنت طيبة وبتحبك! وأمك وأختك مش عايزينك تتجوز ، لكن أنت محتاج للجواز. كلنا محتاجين للجواز. الراجل بالذات غير الست. الست مش بتحس بلّي إحنا بنحس بيه. ممكن تعيش من غير جواز..يمكن أن تبقى عذراء إن أرادت ، أما الرجل فلا يستطيع.

- نعم إن أرادت.

- عذراء هي إذن؟

فكر قليلاً ثم قال: إمَّا أنها عذراء أو كانت عذراء.

- لا أفهم.

- لا يهم..اذهب لتصلي.

- ماذا بك يا خالد؟

- اليوم..انقلبت حياتي رأسا على عقب. شيء لم اتوقعه ولم أطلبه ألقى علي كاهلي. فليسامحنى الله. لم أكن أريد هذا..اذهب لتصلي وادعُ الله لي ولا تسألني أبداً..ماذا حدث اليوم.

الصفحات