أنت هنا

قراءة كتاب من السجون إلى القصور

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من السجون إلى القصور

من السجون إلى القصور

كتاب "من السجون إلى القصور - رحلة التمكين بدون التأهيل النفسي"، هذا الكتاب هو محاولة فضح ممارسات الإخوان وتاريخهم الأسود الذي لا يخدم مصالح البلاد في الوقت الحالي، لكن يصب في مصالح خارجية قطرية- أمريكية- إسرائيلية.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 9

ووجدنا خيرت الشاطر يسعى لإقناع الإدارة الأمريكية وصُنَّاع القرار هناك بالضغط على المجلس العسكري ليقوم بتسليم السلطة لمرشحهم محمد مرسي(23) (وكان ذلك رغم عدم إعلان النتائج رسميًا) وكان هناك شبه صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري على تقاسم السلطة. وقد رأى الكثير من القوى السياسية مدى سذاجة الوثوق بوعود (الإخوان) حيث يرى الإخوان المسلمين أن الاتفاق مع العسكر ليس جريمة فالسياسة مصالح واتفاقات وتنازلات، وهذا ما يجيد الإخوان المسلمين اللعب به منذ رحيل نظام مبارك فإنهم يلعبون بالسياسة ويحققون مكاسب سياسية لكن في المقابل يتلاعبون بالقوى السياسية الأخرى لتحقيق أغراضهم من أجل الوصول للحكم في مصر بأي طريقة وهم في سبيل ذلك يخادعون القوى السياسية الأخرى ويتلاعبون بالرأي العام المصري وظلوا طوال العقود الماضية يصفون حكام مصر بالعملاء والخونة والشياطين وعملاء للغرب وخدام أمريكا. وهم الآن يلجئون إلى أمريكا يعرضون كل شيء مقابل التخلص من المجلس العسكري وتسلم الحكم.
فكانت العلاقة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري في الفترة الانتقالية كانت على السطح فيها شد وجذب، فالمجلس العسكري كان حريصًا أن يظهر أنه يغير على كل المصريين وأنه يحمل أمانة مصر في هذه المرحلة الانتقالية لكن خلف الكواليس كانت القرارات تُصنع والاجتماعات تتم وكانت القرارات تصدر لصالح الإخوان المسلمين(24) لأن المجلس العسكري حديث العهد بالسياسة وورث طريقة عمل حسني مبارك.
وحاول المجلس العسكري السيطرة على النخبة السياسية بالمناصب وبعض الامتيازات، وفي هذا الإطار تم استدعاء عمر سليمان والحديث معه، وكذلك استدعاء أحمد شفيق، وشعر المجلس أنه يمكن السيطرة على هؤلاء النخب السياسية رغم عدم وجود ثقل حقيقي للاثنين في الشارع المصري.
ومن أجل ذلك لجأ المجلس العسكري للإخوان للوصول إلى الشارع، كذلك وجدها الإخوان المسلمين فرصة لعقد صفقة وهم يجيدون عقد الصفقات السياسية منذ أيام الملك فؤاد حتى الآن. كثيرًا ما تختفي الجماعة على سطح السياسية وتحقيق مكاسب من خلال صفقات سرية(25).
وكان المجلس العسكري مضطرًا لعقد الصفقة مع الإخوان لأسباب داخلية وخارجية.
أما السبب الداخلي هو نجاح الإخوان في حشد الشارع المصري ضد المجلس العسكري وتحميله مسئولية الأحداث وزيادة عدد القتلى والشهداء التي ربما كان جماعة الإخوان المسلمين السبب فيها.
والسبب الخارجي الضغط الأمريكي على المجلس العسكري وحشده باقي دول أوربا للضغط على المجلس العسكري بعد أن اطمأن أن جماعة الإخوان المسلمين تستطيع أن تقدم الخدمات للولايات المتحدة أفضل من المجلس العسكري، لأن الإخوان لهم الشعبية على مستوى الشارع المصري والعربي والدولي عن طريق تنظيم الإخوان الدولي.
ولم يجد المجلس الأعلى للقوات المسلحة سبيلاً غير تسليم السلطة عبر إجراء انتخابات رئاسية.
وبدأت الأحداث في الشارع تغلي على خلفية حادثين هامين: أحداث بورسعيد وحادث رفح، وعدم تقديم أي متهم في القضيتين للمحاكمة، ومن هنا يتضح لنا أن الإخوان أهم شيء في عقيدتهم تحقيق مصالحهم، أي مصالح جماعة الإخوان المسلمين.
فأمن جماعة الإخوان المسلمين أهم من أمن مصر القومي، وحادثة بورسعيد ليس الإخوان بمنأى عن الشبهات فيها طبقًا لمصادر إعلامية، أما قتل الجنود المصريين فهي تعاون مشترك بين حماس والإخوان.
والتحالف مع المجلس العسكري أو الولايات المتحدة الأمريكية ليس عيب أو محرم طالما يحقق المصالح العليا لجماعة الإخوان المسلمين دون غيرهم من القوى السياسية الأخرى التي شاركت في الثورة منذ بدايتها ولم تتخلى يومًا عن الميدان أو الثوار ولم تشارك في قتلهم.

الصفحات