كتاب " مقامات الولاية وأحوال الأولياء " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب مقامات الولاية وأحوال الأولياء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقامات الولاية وأحوال الأولياء
الفصل الأول: أنواع الولاية ومؤهلاتها
أولاً: أنواع الولاية:
1) قسم أطاع ربه قياماً بالتكليف, وهم أهل الخوف من عذابه والطمع في ثوابه.
2) وقسم أطاع ربه بقصد طلب الحظوظ والمصالح، والمدح والثناء العاجل والآجل، وهم عامة المسلمين.
3) وقسم أطاع ربه بقصد الحب والقرب والشوق والمهابة للمعبود والتلذذ بطاعته، وهم خواص عامة المؤمنين العارفين، والقاعدة: (إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس؛ فاتبعه ، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقاً وليس لها فيه حظ مقصود بالأصالة) 33.
العارف الواصل يُعرف: بالحيرة والدهش ثم العجز عن إدراك الحقيقة الربانية، فيغوص بعين بصيرته في حقائق المعاني وأسرار الصانع وكلامه وخطابه 34.
الولاية ولايتان: ولاية صغرى وولاية كبرى:
1. فالولاية الصغرى: أن يتولى العبدُ اللهَ ورسوَله والذين آمنوا, ويعرف بطول مجاهدته وصبره وثباته, فهو يتولى الله تعالى بالمحبة ومجاهدة نفسه، يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ( 35, ويتولى رسوله بالمتابعة، والمؤمنين بالأخوّة والموالاة العامة لهم.
2. والولاية الكبرى: أن يتولى اللهُ العبدَ، قال تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نـزلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ( 36, فمن تولاه الله يصير سبحانه متولياً حفظه ورعايته وتسديده وتوفيقه، كما قال في الحديث القدسي: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل؛ حتى أحبه، فإذا أحببته؛ كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني؛ لأعطينه، ولئن استعاذني؛ لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله؛ ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت! وأنا أكره مساءته) 37.
3. فيصير هذا العارف لا يرى في الوجود إلا الله عز وجل، وجاء في لفظ: (كنت رجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها، ولسانه التي ينطق بها، وقلبه الذي يعقل به).
فالولاية الأولى؛ تسمى: ولاية إيمان, والثانية: ولاية إحسان وإيقان وإتقان وإجلال للحق سبحانه وتعالى، وتعظيم وشكر وامتنان, وذلك أن الإيمان أعم من الإيقان, فكل موقن مؤمن وليس كل مؤمن موقن, فالمؤمن الموقن يتجلى له الحق في كل شيءٍ، فالإيمان قد ثبت في قلبه وعصم من سلبه وزواله، لقوله تعالى: ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( 38.