قراءة كتاب مقامات الولاية وأحوال الأولياء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقامات الولاية وأحوال الأولياء

مقامات الولاية وأحوال الأولياء

كتاب " مقامات الولاية وأحوال الأولياء " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7

* ولهذا أخبر الله تعالى أنه يخرج الأمة الوسط في كل عصر وجيل حتى آخر الزمن، في عموم خطابه، بقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(46, وبقوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ( 47, يقول الإمام الجصاص: (هو خطاب لجميع الأمة أولها وآخرها, فأهل كل عصر يسمون أمة وسط, لأن الأمة اسم للجماعة التي تؤم جهة واحدة, وأهل كل عصر على حيالهم يتناولهم هذا الاسم, وصفة الوسط؛ صفة للجميع وتلحق أهل كل عصر من عموم المخاطبين, كما تفيد الآية بالفحوى, أن من ظهر كفره وضلاله وفجوره؛ فهو غير عدل ومؤهل للشهادة ولا يعتد باجتماعهم, لأن من صفات قبول الشهادة, عدالة الشاهد وعلمه ومعرفته بما يشهد به وكمال أهليته) 48.

* وقال (: (أنتم شهداء الله في الأرض) 49.

-ألقاب مراتب الولاية العامة*:

* كل الألقاب والأوصاف التي ذكرها الله في أوليائه ترجع إلى ثلاثة ألقاب كلية كل واحد منها يقتضي تفاوت أوصاف الملقب بها:

* مسلم: القائم بالتكاليف بحسب أعمال الجوارح الظاهرة, فهو أخص من الإيمان.

* مؤمن: القائم بالتكاليف بحسب أعمال الجوارح الظاهرة والباطنة, فهو أعم من الإسلام.

* محسن: القائم بالتكاليف بحسب أعمال الجوارح الظاهرة والباطنة وبمقتضى معرفته بربه، فهو يختار أحسن الأعمال وأفضلها وأجلها إلى ربه ومحبوبه, بقصد إرضاء محبوبه، فليست جميع التكاليف والأعمال العبادية على وزان واحد في الفضل والمنـزلة والدرجة والثمرة, و إنما بينها تفاوت كبير لا يقدر على معرفته وإدراكه سوى المحسن، فهو بعد الاختبار يتقن ويحسن العمل والأداء والقصد والإرادة؛ أما المسلم فيعمل العمل المكلف به دون اقترانه بضابط الإحسان , والمؤمن يتدرج في شعب الإيمان حتى إذا نجح في معظمها فتح له باب الإحسان والإتقان والإجادة، ومن ثم يحوز مرتبة الولاية الصغرى، أو الكبرى.

* قال ابن العماد في ترجمة الإمام الأوزاعي: (عالم الأمة, كان أفضل أهل زمانه)50, وقال في ترجمة معمر بن راشد: (عالم اليمن ثقة, حجة, ورع) 51, وقال في ترجمة يونس بن عبد الله بن مغيث: (نال رئاسة الدنيا والدين، كان فقيهاً صالحاً عدلاً حجة علّامة) 52, وقال في التبريزي: (كان حجة من حجج الله على خلقه) 53.

قاعدة: مقامات التقوى الثلاث:

أولاً: مقام أهل الإسلام:

1) وحقيقته: حفظ الجوراح الظاهرة من المخالفات اتقاء سخط الله, ورجاء ثوابه، وإليهم توجه الخطاب بقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ( 54.

2) الباعث هنا على تقواهم : رجاء الثواب وخوف العقاب.

3) فهو عمل على سبيل الخوف والرجاء.

ثانياً: مقام أهل الإيمان:

1) حقيقته: حفظ القلوب من الخطرات والهفوات، وإليهم توجه الخطاب بقوله تعالى: (وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ( 55.

2) والباعث هنا على تقواهم: شهود النعم، والعطاء، والكرم، للحق سبحانه وتعالى.

3) فهو عمل على سبيل الطلب والرجاء، والخشية والحياء.

ثالثاً: مقام أهل الإحسان

1) حقيقته: حفظ السر من قصد غيره.

2) الباعث لهم: شهود العظمة والكمال، والإجلال والهيبة.

3) فهو عمل على سبيل المحبة والتعظيم، والإجلال والمهابة.

* فإذا حنّت القلوب لمولاها, وتعلقت به في قصدها وهواها؛ فكيف يكلها إلى غيره وقد تولاها! أم كيف لا ينصرها وهو إليه قد آواها! قال تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نـزلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ( 56.

* (ما اتخذ الله من ولٍي جاهل؛ ولو أتخذه لعلمه) 57.

الصفحات