قراءة كتاب مقامات الولاية وأحوال الأولياء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقامات الولاية وأحوال الأولياء

مقامات الولاية وأحوال الأولياء

كتاب " مقامات الولاية وأحوال الأولياء " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

ضوابط في الصيانة القلبية:

1. إذا أراد الله لقلب عبده ووليه وصفيه أن يصونه وأن يحول بينه وبين الزيغ والسلب، والخذلان، والنقص والتحول والانقلاب؛ ساقه إليه بأنواع مختلفة من اللذات، والآفات.

2. يدخله في مقامات التقوى الثلاث؛ الإسلام, والإيمان, والإحسان, فلا ينقله من مقام إلى الذي فوقه حتى يحكم الذي قبله، ثم يدخله في تكاليف ومشقات المقام الذي فوقه حتى يصيره من المحسنين.

3. يرسل عليه أنواعاً مختلفة من اللذات والآفات الحسية والمعنوية ليخرجه من حوله وقوته إلى حول وقوة سيده ووليه، قال تعالى: (وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ( 61.

4. يرسل على قلبه واعضاً يعضه وسائقاً يزجره وينبهه.

5. يبعث إليه هادياً يهديه وشيخاً يؤدبه ويربيه، قال تعالى: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ( 62, أي لكل إنسان أو قوم أو أمة أو جيل هادٍ خاص بهم ومجددون يبعثهم الله نواباً عن رسوله (: (إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها) 63.

6. يسلط الله عليه من يضايقه ويؤذيه ليمتحن فيه صدق إرادته ومحبته، وخلو قلبه من الشركاء والأنداد, فإذا صفا القلب وتجرد؛ كتب فيه الإيمان قال الله تعالى: (اُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( 64.

7. يفتح له عيني قلبه ليبصر بهما نور الكتاب والسنة حتى يمحوان من قلبه نور الدنيا ونار شهوتها ولذاتها، فلا يبصر بعد ذلك سوى ربه ودار سكنه وإقامته في جنة الخلد والملك الكبير: (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ( 65، وعند ذلك يمح من قلبه كل حب إلا حبه, وكل خوف إلا خوفه, وكل طلب إلا طلبه, وكل أمل إلا فيه, وكل ذل إلا في طاعته وحده, فيصير عندئذٍ عارفاً عليم اللسان والقلب, وكما وردت الأخبار في أنواع العلماء بالقرآن: عليم القلب واللسان, وهو المؤمن العامل العارف بربه, وعليم القلب جاهل اللسان, وهو المؤمن العابد, وعليم اللسان جاهل القلب وهو المنافق المجادل بالقرآن.

8. ينقل الله هذا القلب إلى التقلب في نعمة ربه والتلذذ بذكره وحلاوة مناجاته، فلا يأنس بشيءٍ من الدنيا, ولا يتعلق أو يلتفت إليها وإن أخذ من الدنيا أخذه لغيره, فهو متصل بربه قد ماتت نفسه وهواه وذل شيطانه له وخسر, فخرجت الدنيا كلها من قلبه وصار مأوى فقط ليسده ومولاه ومعبوده تعالى: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنـزلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ(66 , قال تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نـزلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ( 67.

9. وأخيراً ينصب الله بعد كل ما سبق هذا القلب وصاحبه إماماً يهدي الناس به، ويدلهم عليه، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ( 68، ينصبهم في مقام النبي ( في قومهم يتكلمون نيابة عنه, فهم خلفاؤه ونوابه.

* فإذا وصل قلب العبد العارف إلى هذا المقام؛ نصبه ربه جهاز إنذار وهاتف نقال وقناة فضائية نورانية, يتصل بها الأحياء والأموات في المنام وعند غيبة الجسد الطيني وتوقف عمل أجهزة الإحساس والرصد والإنذار فيه, ليحل محلها أجهزة الرصد والإنذار الروحية, فهما قناتان: قناة الجسد الطينية, وقناة الروح العلوية.

الصفحات