كتاب " مقامات الولاية وأحوال الأولياء " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب مقامات الولاية وأحوال الأولياء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقامات الولاية وأحوال الأولياء
مراتب العلم اليقيني:
علم اليقين: ويتحقق عن طريق السماع.
عين اليقين: ويتحقق عن طريق المشاهدة والمعاينة.
حق اليقين: ويتحقق عن طريق الكشف والذوق والمعايشة 69.
* فالتائب: عَلِمَ علم اليقين بعد أن أحس بألم وقبح الذنب.
* والزاهد المؤمن: عَلِمَ عين اليقين لمّا شاهد الحكمة من الخلق والقصد من التشريع والتكليف.
* والمحب العارف: علم حق اليقين بالذوق والكشف، كما جاء في الحديث القدسي في صحيح البخاري وفيه: (كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به....) 70.
* المحب ربما وقف عند درجة المحبة القائمة على العلم المحدود بالمحبوب؛ أما المعرفة فتتعدى إلى الشمول والمكاشفة حتى يصل إلى مرتبة الصديقية.
* الصّدّيق: هو العارف بالله الذي لا تحمله كثرة نعم الله على هتك أستار محارمه، فكثرة النعم قد تطغي العبد وتحمله على أن يصرفها في وجوهها المشروعة وفي غير ذلك، وقد تدعوه نفسه إلى أن يتناول بها ما حلّ وما حرم، ومن كثرت عليهم النعم فغالباً ما يعجزون عن صرفها فيما هو حلال بل يتعدون بها إلى الشبهات والمحرمات ، فربما قال أحدهم: (الذنوب لا تضر العارف كما تضر الجاهل وهذا جهل), وهو من أعظم المكر به، والله المستعان.
- يقول الله تعالى: ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا( 71, إذا كملت النعمة للعبد فقابلها بالعصيان؛ كانت عقوبته أعظم، فدرجته أعلى وعقوبته أشد على قدره.
- الصّدّيق:من يُشِهدهُ ربه قيام العوالم كلها به وحده؛ فإنه يمسك العقول والنفوس أن تزيغ وتنحرف وتنقلب وتسقط وتتغير من حالتها إلى حالة غيرها، قال تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(72، وقال: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ( 73.
قاعدة: في التدرج في مقامات الولاية:
* يفتح له باب حلاوة العبادة حتى لا يكاد يشبع منها ويجد لها لذّة عظمى.
* ثم يفتح له باب الحياء منه والتعظيم والإجلال في خلوته وجلوته.
* ثم يفتح له باب الرؤية القلبية النورانية لمشاهدة قيوميته, فيرى كل شيء متقلب به سبحانه وحده، قال تعالى: (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(74, وفي أنوار التنـزيل, العارفون بالله تعالى: إما أن يكونوا بالغي درجة العيان, أو واقفين في مقام الإستدلال والبرهان, والأولون إما أن ينالوا مع العيان القرب, بحيث يكونوا كمن يرى الشيء قريباً وهم الأنبياء, أولا! فيكونون كمن يرى الشيء من بعيد وهم الصديقون, وهؤلاء, إما أن يكون عرفانهم بالبراهين الناطقة, وهم العلماء الراسخون الذين هم شهداء الله في أرضه, وإما أن يكون بأمارات واقناعات تطمئن إليها نفوسهم وهم الصالحون 75.
* ثم يفتح له باب السير والحركة إليه فيمده بأسباب العون في سيره إلى محبوبه, وبهذا يصل إلى درجة التوحيد والتحقق والمعاينة،? فيجعل الله الكون كله معيناً له على السير نحو محبوبه, دون توقف من خلال قلبه ونفسه التي يصلحها الله تعالى فتصير نفساً علوية ربانية.
* قال بن مسعود رضي الله عنه: (لا حول عن معصية الله, إلا بقوة الله، ولا قوة على طاعة الله؛ إلا بعون الله تعالى) 76.