أنت هنا

قراءة كتاب البحر - التليسي موسوعة وريادة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البحر - التليسي موسوعة وريادة

البحر - التليسي موسوعة وريادة

كتاب " البحر - التليسي موسوعة وريادة " ، تأليف مجموعة مؤلفين ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5

غايات ومقاصد :

وأوفق من هذا الخلط أنه جعل غايته تتجه الى المقاصد التالية :

1 ـ " جعل المادة اللغوية فى هذا القاموس قريبة المنال " (9) بحيث تحرك العودة إليها، والانطلاق منها ، أنشطة الباحثين ، وتحفزهم للخروج عما درج عليه الأسلاف ، وتدفعهم إلى وضع معجمات أكثر ملاءمة لزمان الناس هذا ، معجمات لاتتجاهل ما جد من " ألفاظ المظاهر الحياتية ، ومصطلحات العلوم التى ابتكرت ، وسرت على أيدي علماء كبار فى الطب ، والنبات ، والرياضيات ، والفلك ، والتاريخ ، والجغرافية " . (10)

بل إن منتهى الكمال لمعجم عربي يلائم التطور العلمي للعصر الحاضر أن يشتمل هذا المعجم على " كل كلمة ـ بلا استثناء ـ وجدت فى اللغة وأن تعرض على حسب وجهات النظر السبع التالية :

التاريخية ، والاشتقاقية ، والتصريفية ، والتعبيرية ، والنحوية ، والبيانية ، والأسلوبية " . (11) . على النحو الذي اقترحه فيشر فى مقدمة المعجم " المعجم اللغوي التاريخي " ، ذلك المعجم الذي اخترمت المنية صاحبه قبل إتمامه .

ومن هذا المنطلق كانت دعوة صاحب النفيس" إلى أن يستعيد العرب تأليف معاجمهم وإعادة النظر فى المعجمية القديمة ، بالمراجعة ، والتنقيح ، بما يساعد على تهيئة القاعدة التى ينطلق منها العمل المعجمى " قائلا : " وربما دخل عملى فى النفيس فى هذا الإطار ، وحمل هذا المعنى " (12)

2 ـ كما جعل غايته من إخراج هذا العمل بهذه الطريقة تتجه إلى كشف وشائج القربى بين معجمات المحدثين وتاج العروس ، الذي يلقى بظله (13) على كثير من هذه المعجمات ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإنه أراد عمله شاهدا على " العبث اليسوعى فى المعاجم الحديثة " ، (14) وهو عبث أصاب كتـــب العربية

الأخرى ، ودواوين الشعراء ، حتى إن الشيخ أحمد محمد شاكر حذرنا من عبثهم وتحريفهم ، قائلا فى تعليقه لـه على ترجمة أبى العتاهية فى الشعر والشعراء : " وديوانه معروف مطبوع ، طبعه الآباء اليسوعيون بمطبعتهم فى بيروت ، وهم قوم لا يوثق بنقلهم ، لتلاعبهم ، وتعصبهم ، وتحريفهم ، ولكن هذا الذي وجد بأيدي الناس الناس " (15)

فهذه التحذيرات التى يطلقها شاكر والتليسى تحذيرات توجه الانتباه الى مخاطر نافذة، وعبث مقصود بالثقافة العربية : قرآنها ، وحديثها ، ولغتها ، وشعرها ، تاريخها ، وآدابها ، وسائر مصادرها ، وهو عبث مصدره قوم لايربطهم فى أنفسهم بهذه الثقافة إلا أوهى العلائق ، فهم يكتبون بأقلامهم ، ويعبرون بضمائر غيرهم ، وعن ضمائر غيرهم .

3 ـ بيان الجانب الإبداعى فى الشاهد الشعرى :

كانت شواهد الزبيدى فى معجمه من مصادر خمسة : القرآن الكريم ، والشعر الفصيح ، والحديث النبوى الشريف ، والمأثورمن فصحاء العرب فى أمثالهم وأقوالهم، وماكان سنده من توثيق أئمة اللغة ورواتها .

غير أن صاحب النفيس توسع فى الاختصار ، فحذف شواهد التاج التى يرتفع نسبها إلى المصادر الثلاثة الأخيرة ، واستبقى الشاهد القرآنى ، وتصرف فى الشاهد الشعرى ، فكان عمود منهجه فى معالجة هذا العنصر من عناصر بنية المعجم قائما على قوله : " ولقد حافظت محافظة شديدة على الشاهد القرآني كما أورده المؤلف ، كما حافظت على الشاهد الشعري المختار " .

ومعنى هذا أن محافظته على الشاهد القرآني تتسم بالشمولية والاستقصاء، وأن محافظته على الشاهد الشعري لا تتسع إلا لما كان ينتقيه منه ويختاره ، وهذا أسلوب فى العمل يحتاج إلى تأمل وتتدبر فى مقاصد صاحبه .

الصفحات