أنت هنا

قراءة كتاب البحر - التليسي موسوعة وريادة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البحر - التليسي موسوعة وريادة

البحر - التليسي موسوعة وريادة

كتاب " البحر - التليسي موسوعة وريادة " ، تأليف مجموعة مؤلفين ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

إن خيبة أمل خليفة التليسي في " براندللو " والتي تبدو للوهلة الأولي قد استحالت بفضل الإصرار والعناد والمثابرة علي البحث والاستقراء والتحليل والتفكيك والجهد المضني ، إلي استجابة للتحدي جعلته يشحذ أسلحة ويكشف عن مواطن وبواطن العزم والإصرار ويعقل ركبته في رباط البحث والدراسة والاستكشاف … ليعثر بعد ذلك علي ضالته ونعثر نحن معه علي مفتاح للإجابة علي سؤالنا المطروح " لماذا التليسي ..؟

إن خليفة التليسي الشاب القادم من ضفاف ثقافة مزقتها عصور التخلف و الاستيلاب ، يجد نفسه أمام امتحان عسير وهو الذي لم يدخل الفشل قاموسه ومفرداته الحياتية وجد نفسه أمام " براندللو " فحقق ذاته في أدبه وتواصل مع كوامنه و استجلي جواهر فكرة علي هذه الصخرة العنيدة " الإصرار … والعزيمة .

فانكب علي دراسته وترجمة أعماله بل قدم من خلاله أسفارا مضيئة إلى قراء العربية ، عرفوا من سطورها كيف يمكن للإنسان أن ينتصر علي عوامل السلب وأن يواجه معوقات النجاح وأن يحفر طريقة عبر الكلمة الجادة الملتزمة التي لا تنافق ولا تداهن ولا تهادن السائد ولا تتلاعب بعقل القارئ لتبقي جامدة كعرائس الثلج ،تقف عاجزة فوق سطح العاطفة مبللة برذاذ الانفعالات الزائفة مرتعدة كجرو مقرور …بل هي تصل بعناد أسطوري قادر علي النفاذ إلى مساحات الوعي ومرابض الوجدان الفاعل وإشراقات العقل المستنير .

هكذا كان " براندللو" الذي نقل الأدب الإيطالي من مبتدأ الـ Provincialismo الإقليمي إلى آفاق إنسانية رحبة ، " واستطاع أن يلامس أعمق وأبرز الحقائق التى يعبر عنها الأدب والفكر الحديث كما عبر عن ذلك الأستاذ التليسي أن مسرح الأقنعة العارية أو iIPIRANDELISMO نسبة إلى " براندللو " قد أصبح منجما تستقطع منه كافة الأعمال المسرحية المعاصرة ما يساعدها علي الثبات والوجود ولعل بعض النقاد لم يخطئوا حين قالوا أن المسرح الحديث قد خرج من تحت عباءة "براندللو" … هذا هو براندللو الذي كان للتليسي اكبر الفضل في تقديمه وفي جلي جواهر احجاره الكريمة وكوامن درره الفريدة مدفوعا في ذلك بنهم لايعرف الارتواء وبصبر ، لايعرف النفاذ وبعزيمة الاستكانة ، وقد سبق في ذلك كتاب العربية القلائل الذي اهتموا براندللو " كاميليا خوري " بسنوات طويلة خليفة التليسي الذي ساهم في تشكيل أربعة أجيال من الإضاءة " جيل الزيت وجيل الكيروسين وجيل الغاز وجيل الكهرباء " !

أنه لشئ كثير كما يقول " براندللو" إنه لشئ يبهر البصر ويدير الرأس نعم حتى الرأس!!

وختاما فإن هذه الكلمة لا ترقي أن تكون أكثر من تحية لقامة شامخة وأديب فذ وأستاذ مربي ومكتبة غنية … نكن له الحب والتقدير والإعزاز….

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حول تقديم التليسي لروائعة من الشعر العربي

تقديم الدكتور / فيصل مفتاح الحداد

أستاذ الأدب العربي المشارك

بكلية الآداب جامعة قاريونس

2002 ف

الصفحات