أنت هنا

قراءة كتاب جوانب من الخدمات في مدن العراق القديم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جوانب من الخدمات في مدن العراق القديم

جوانب من الخدمات في مدن العراق القديم

كتاب " جوانب من الخدمات في المدن العراق القديم " ، تأليف ياسر هاشم حسين علي الحمداني ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7

كما جاء في احد النصوص والتي تعود للملك (اور – نانشة) والمتعلقة ببناء المعابد, ذكر احدى القنوات التي قام بحفرها هذا الملك في مدينة لكش, جاء فيها:

"اور – نانشة ملك لكش, بن جونيدو, بنى معبد ننكر سو(86)..., بنى معبد نانشة, ............, جمع الاخشاب, بنى معبد سور لكش..., نحت تمثال نانشة (السيدة) ... حفر القناة" (87).

اما الملك اياناتم(88) والذي يرجح فترة حكمه في سنة (2450 ق.م) فعلى الرغم من الحروب العديدة التي خاضها(89), فقد انجز عدد من الخدمات العمرانية ومنها انشاؤه قناة مائية سماها (خومادمشا) والحق بها خزانا كان يخزن حوالي (48000) غالون من الماء, وهذهالقناة قد حفرها على نهر الفرات القديم, وكان يأخذ من الخزان جدول يسمى (لوماكين – شار), وهذه القناة التي انشأها اياناتم مع الخزان تغذي مدينة لكش بالمياه(90).

ومن الخدمات الاروائية الاخرى التي انشأها اياناتم قيامه بحفر قناة مائية اخرى سماها, (لوماجيمدوج – أي جيدة (؟) – مثل (لوما), و(لوما) هو اسم من (تيدنوم) (91) لـ (اياناتم), وكان اتجاهها من نهر الفرات باتجاه لكش لتكون الحد الفاصل بين اوما(92) ولكش(93).

وجاء النص على النحو الاتي:

"مع اياناتم, الذي اعلن اسمه (نينجرسو) تحاربت الاقطار الاجنبية وفي السنة التي هب فيها ملك (اكشاك) للحرب, سدد اياناتم الذي اعلن اسمه نينكرسو ضربة (لزوزو) ملك (اكشاك) ..., في ذلك القوت حفر (اياناتم) قناة جديدة لنينكرسو واطلق عليها اسم (لوماجيمدوج) على اسمه (التيدنوم) وهو (لوما) اما (اياناتم) فقد كان اسمه السومري"(94).

اما الملك انتيمينا(95) والذي حكم سلالة لكش الاولى سنة (2430-2400 ق.م) فتروي النصوص المسمارية في عصره استمرار الصراع بين مدينتي لكش واوما الذي بدأ في عهد اجداده, وتعد المعاهدة التي اقامها مع مدينة اوما وبتوسط طرف ثالث هو حاكم مدينةكيش(96) (مسيليم) من اقدم المعاهدات السياسية, اذ تقع مدينتي لكش واوما على مجرى مائي قادم من نهر الفرات, وقد استمرت النزاعات بينهما لقرون عديدة من اجل الاستيلاء على منطقة حدودية خصبة(97), وتمكنت سلالة لكش في عهد ملكها انتيمينا من الهيمنة على هذه المنطقة الحدودية لفترة مؤقتة, الا انها لم تتمكن من منع مدينة اوما الواقعة في اعالي المجرى المائي من وضع العراقيل امام القنوات المائية الفرعية التي كانت تسقي الحقول الحدودية, ولذلك اقدم الملك انتيمينا على حفر قناة من نهر دجلة وحتى المنطقة الحدودية المذكورة من اجل ايصال الماء الكافي لزراعتها, وهذه القناة سماها انتيمينا "بقناة دجلة" (ينظر الخارطة رقم 1), اذ بدأت هذه القناة بتجهيز المنطقة بكميات كبيرة من المياه قياسا بالكميات القليلة الي كانت تجهز من نهر الفرات(98).

وبمرور الزمن اخذت هذه القناة بالانحدار نحو اراضي لكش المنخفضة حتى اصبحت فرعا لنهر دجلة والذي يعرف اليوم (بنهر الغراف) وبذلك اصبحت لكش تعتمد في اروائها على نهر دجلة, فضلا عن ذلك فقد سميت قناة دجلة التي انشأها انتيمينا بتسمية اخرى هي "قناة انتيمينا" والتي تعد من المشاريع الخدمية المهمة التي انشئت في العصر السومري القديم, اذ امتدت هذه القناة لمسافة (140) كم من نهر دجلة والى مدينة لكش(99).

وفيما يلي مقتطفات من نص انتيمينا حول القناة التي حفرها, جاء فيها:

"انتيمينا, انسي لكش الذي اعلن اسمه نينجرسو حفر هذه القناة التي تحدد الحدود, من نهر دجلة الى ادنون وفقا لامر انليل الصريح ووفقا لأمر ننجرسو الصريح ووفقا لكلمة نانشة الصريحة, واعادها لملكته المحبوبة (نانشة) ..." (100).

اما الحاكم اوروانمكينا(101) او (اوروكاجينا) فكان اخر حاكم في سلالة لكش الاولى(102), فقد اشار في كتاباته الى اسم احدى القنوات التي حفرها في مدينة لكش, وقد نسبها الى الاله ننجرسو, وجاء في النص ما يلي:

"لقد حفر (اوروكاجينا) خلال هذه السنة (لنينجرسو) القناة الصغيرة العائدة (جرسو) (ربما حرفيا: "التي تمتلكها جيرسو" وسماها باسمه القديم (او ربما بالعكس, الغى اسمه القديم), مسميا اياه (نينكرسو الذي – هو – قوي – خارجا من – نفر) ... لقد اوصله بقناة (نيناندو)(103) (قائلا): عسى ان تجلب القناة الصافية التي قلبها مشع ماءً نقياً لنانشة" (104).

ونقرأ في نص اخر عن قيامه بحفر قناة مائية, وربما هي القناة نفسها التي عدها من املاك (ننكرسو), اذ يبين النص انه قد حفرها لاجل المعبودة نانشة, وجاء ذلك على النحو الاتي:

"لأجل نانشة حفر قناة نيناندو, جدولها الحبيب ومد نهايته البعيدة الى البحر" (105).

اما العصر الاكدي(2370 – 2230 ق.م) فتذكر المصادر الكتابية, ان المجتمع الاكدي كان بصورة عامة مجتمعا زراعيا, أي يعتمد على الزراعة التي بدورها تعتمد على خدمات مشاريع الري, اذ قام الاكديون بحفر القنوات المائية واستخدموها في عمليات الارواء, وبهذايكون الاكديون اول من ادخل الى بلاد الرافدين, الحضارة النهرية(106).

ويبرز من فترة العصر الاكدي الملك شرُّم كين(107) (سرجون), اذ حرص هذا الملك على تخليد اسمه ودوره في مجال خدمات حفر القنوات, فقد سميت بعض القنوات المائية باسمه, ومن تلك التسميات "إي – شرُّم – كين – e – šarrum – kin" (108) أي القنوات التي حفرها او (بناها) شرم كين (سرجون) (109), اذ يتضح من خلال تلك التسمية النصية ان الملك سرجون الاكدي كان له دور بارز في خدمات حفر القنوات المائية واستخدامها في عمليات الارواء.

وبرز من هذا العصر ايضا الملك نرام - سين(110) (2254 – 2218 ق.م), حيث ورد ذكر احدى القنوات في نصوص هذا الملك, فربما قام بحفر عدد من القنوات في مدينة نفر اذ ورد ذكر مدينة نفر في اللوح المترجم من قبل احد الباحثين, اذ يمكننا ترجيح ان القناة المذكورة في النص تعود الى مدينة نفر, هذا وان اللوح المترجم في حالة سيئة ومخربة يصعب قراءة محتواه بشكل دقيق, وقد جاء النص على النحو الاتي:

"...وجعل الـ ... قناة تذهب صعودا "باتجاه الامام" (في وسطها) ..., وابعد الحاكم [نيزو] حاكم مدينة نفر, ..." (111).

ونقرأ في نص اخر من فترة الملك نرام – سين, ذكر احدى القنوات, ويرجح وقوعها في مدينة نفر ايضا, اذ جاء في النص ما يلي:

"ربما الاله ايا(112) يحصر (يحيط) قناته بالطين" (113).

وفي نص اخر للملك نرام – سين, نقرأ انه ارخ احدى سنوات حكمه بفتحه احدى القنوات وقد سماها (قناة الكاهن) نقرأ منه:

"السنة التي فتحت فيها قناة الكاهن لاوما(114) ونفر"(115).

الصفحات