أنت هنا

قراءة كتاب جوانب من الخدمات في مدن العراق القديم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جوانب من الخدمات في مدن العراق القديم

جوانب من الخدمات في مدن العراق القديم

كتاب " جوانب من الخدمات في المدن العراق القديم " ، تأليف ياسر هاشم حسين علي الحمداني ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

ومن اجل وضع حد للتقصير الذي قد ينجم عن مثل هذه الخسائر الكبيرة التي تضر بالصالح العام كان لابد من اصدار تعليمات قانونية صارمة بشأن معاقبة المقصرين ومحاسبتهم بما يتناسب وحجم الضرر الذي سببوه, وهذا ما عكسته العديد من المواد القانونية(151), فالمادة (28) من قانون اورنمو(152), كانت خاصة بتسبب شخص اغراق حقل شخص اخر مزروع وغرامة ذلك وتعويضه بكمية من الشعير تقدر بالنسبة الى مساحة الحقل, اذ اعتمد المشرع هنا على مبدأ التعويض للشخص الذي يتضرر حقله ويغرق بسبب سوء تصرف جيرانه وتجاوزهم في استخدام قنوات المياه(153), وجاء في النص وكالاتي:

"اذا تسبب رجل في اغراق حقل مزروع يعود لرجل اخر, عليه ان يدفع (لصاحب الحقل) 3 كور(154) من الشعير لكل ايكو(155) من الحقل"(156).

اما الملك شولكي(157) فقد خلد اسمه ودوره في مجال خدمات حفر القنوات, فقد سميت بعض القنوات المائية باسمه, ومن تلك التسميات: (إي – شول – كي – e – dšul – gi) (158) أي القنوات التي حفرها او (بناها) شولكي(159).

ويخبرنا الملك امار - سين(160) (2047 – 2039 ق.م) عن القناة التي حفرها على نهر الفرات والتي ربطت المدن الواقعة على ضفاف نهر الفرات بوصفها فرعا جانبيا من نهر الفرات, اذ ربطت هذه القناة المجرى المائي الذي يسير بين مدينتي (شاراكوم(161) – šarrakum ومدينة اوما – Umma) عند نقطة منتصف الطريق تقريبا بين تلك المدينتين, اذ رجح احد الباحثين ان هذه النقطة التي تتجه اليها القناة تكون قريبة من مدينة ادب(162) ومدينة كاركار(163), (ينظر الخارطة رقم 2), اذ يكشف المخطط رقم (2) عن الخارطة التي تبين قناة (امار – سين) فضلا عن منظومة من القنوات الاخرى وقد تكونت من ثلاثة مجاري رئيسة للمياه في ارض بلاد سومر وهي كالاتي:

‌أ. قناة نهر الفرات من منطقة باد - تيبيرا(164) في الجنوب الشرقي والى نفر في الجنوب الغربي.

‌ب. فرع رابط بين نهر الفرات وقناة اتورونكال(165) (القناة التي يملكها (حفرها) امار – سين).

‌ج. جزء من قناة(166) اتورونكال(167).

اما العصر البابلي القديم(168), الذي سمي القسم الاول منه بعصر ايسن(169) - لارسا(170) (2009- 1794 ق.م) فهو من اكثر العصور التي شهدت اهتمام الملوك والحكام في تنفيذ خدمات مشاريع الري ولاسيما حفر القنوات, اذ يبدو ان ارتفاع نسبة الملوحة التيهددت مساحات واسعة من الاراضي الزراعية, والحاجة الى تنظيم خدمات مشاريع الري كان واحدا من العوامل المهمة التي فرضت الاهتمام بهذا دون غيره(171), وتعكس النصوص المسمارية ذات العلاقة بالارواء من هذا العصر الكثير من المعلومات عن خدمات حفر القنوات المائية والتي قام بها الملوك والحكام, وفيما يأتي بعض مما جاء في تلك النصوص وكالاتي:

"السنة بعد السنة التي حفرت بها قناة ننكي", وهي السنة الرابعة من حكم الملك اشبي ايرا (2017 – 1985 ق.م) مؤسس سلالة ايسن (2017 – 1794 ق.م) " (172).

"السنة بعد السنة التي امر بها (كنكونوم) بحفر القناة المسماة (المناداة من قبل الاله انو) (173) وهذا هو تاريخ السنة (15) من حكم الملك كنكونوم (1932 – 1906 ق.م) الملك الخامس من ملوك سلالة لارسا (2025 – 1763 ق.م) " (174).

اما الملك ابي - ساري(175) abi – sare (1905 – 1985 ق.م) والذي حكم مملكة لارسا بعد الملك (كنكونوم) فقد اشتهر باعماله السلمية والتي كان من اهمها انشاء المعابد وحفر القنوات المائية لايصال المياه الى الاراضي الزراعية, وقد ذكر حفر احدى القنوات المائية في نصوص هذا الملك, فجاءت على النحو الاتي:

"السنة بعد السنة التي حفرت بها القناة المسماة – الالهة انانا(176) المفضلة لمدينة زبالام, وهو تاريخ السنة الثانية من حكم الملك ابي – ساري" (177).

وتخللت سنوات حكم الملك ريم - سين(178) (1822 – 1763 ق.م) (179) حفر قنوات مائية عديدة, اذ جاءت صيغة السنة السادسة والعشرين من حكم الملك ريم – سين, مختصرة للصيغة التي تذكر ان ريم – سين هو: الراعي الصالح تحت الطلب المستقيم للاله انو وانليل وانكي, هو الذي حفر القناة التي لم تكن موجودة والتي تجلب الفيض الى لارسا وسماها قناة العدالة, وجاء النص على النحو الاتي:

"السنة التي حفر (فيها) قناة العدالة" (180).

وفي نصوص مسمارية اخرى, يتفاخر الملك ريم – سين باهتمامه بخدمات مشاريع الارواء وتطويرها, اذ يذكر في كتاباته البنائية التذكارية انه "جلب مصادر لا تنضب من المياه الى بلاد سومر واكد"(181), وعدّ اعماله في مجال خدمات حفر القنوات من جملة الاعمال العظيمة التي انجزها في حياته, فذكر في احدى كتاباته الملكية كيف فوض من الاله انليل

لانجاز مثل هذه الاعمال العظيمة, "الجبل العظيم, الاله انليل, وضع التفويض العظيم عليه لحفر القناة ولجلب الماء بوفرة الى ارض سومر واكد ...." (182).

وقد شغلت خدمات مشاريع الري جانبا مهما من نشاطات الملك حمورابي(183) اذ كان لهذه الخدمات اهمية بالغة في تطور النشاطات الزراعية, والتي تمثل الركن الاساس في البنية الاقتصادية للعصر البابلي القديم, فقد قام بحفر قنوات جديدة فضلا عن كري وتنظيف القنوات القديمة, ويفتخر في كتاباته بانه "جلب مصادر لا تنضب من المياه الى بلاد سومر واكد"(184) وقد عدت اعماله تلك من جملة الاعمال العظيمة التي انجزها في حياته, فتباهى بذكرها في مقدمة قانونه الشهير, والتي يصف نفسه فيها "بالسيد الذي انعش الوركاء(185) والذي جهز سكانها بفيض من المياه..." (186).

وقد ورد في احد النصوص ما يدل على حفر القنوات(187) من ذلك: "السنة بعد السنة التي امر بها (الملك حمورابي) بحفر القناة المسماة, حمورابي هو الوفرة..." اذ يقع هذا الانجاز ضمن السنة التاسعة من حكمه(188).

الصفحات