كتاب " تكنولوجيا إدارة المشاريع الهندسية والمقاولات " ، تأليف هنري أنطون سميث ترجمه إلى العربية علاء أحمد سمور ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، وم
أنت هنا
قراءة كتاب تكنولوجيا إدارة المشاريع الهندسية والمقاولات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
1- 3 هل الإدارة الهندسية مختلفة:
هل إدارة أية مؤسسة أو شركة ذات طابع هندسي وصناعي تختلف عن إدارة أية منظمة أو شركة خدمية، يعتقد بعض الناس أن الإدارة هي الإدارة مهما تعددت الفعاليات أو الأنشطة حيث إن الوظائف الرئيسية للإدارة مثل: التخطيط والتنظيم والتحكم والمراقبة يمكن تطبيقها في أي مجال إداري. ولكن البعض الآخر من الكتاب يخالف هذا الاعتقاد اعتماداً على أن إدارة المشروعات الهندسية تحتاج إلى أسس فنية قبل الأسس الإدارية، حيث إن الخبرة الهندسية والمهارات الفنية قد تشكل إدارة ناجحة لمثل هذه المشروعات، من الطبيعي أن أساسيات علم الإدارة قد لا تتغير، ولكن عملية التطبيق تختلف من دولة لأخرى أو حتى من مدينة إلى مدينة ثانية أخرى، وهذا الاختلاف ينبع من التغيرات البيئية التي تشتمل على عوامل اجتماعية، ثقافية، سياسية، دينية، قانونية أو تقنية، هناك بعض الاختلافات في الوظائف التقنية التي يتميز بها المهندس الإداري.
الوظائف التقنية غالباً ما تحتاج إلى إبداع وتطوير طرق الإنتاج والتصنيع، وفي بعض حالات التغيير، وقد تكون الوظائف الهندسية غير متكررة، أما بالنسبة للوظائف الإدارية غير الفنية فإنها تتعامل مع أعمال يومية متكررة ومعروفة وهي في معظم الأحيان متوقعة؛ لهذا يجب على المهندس الإداري أن يهيء الجو المناسب للإبداع والتطوير والابتكار وكذلك التغيير، إن كثيراً من الأعمال الفنية وخاصة في مجال الصناعة والإنتاج تنتج أو تصنع مرة واحدة على عكس الأعمال الإدارية غير الفنية التي قد تتكرر كل ساعة أو كل يوم أو كل أسبوع، وهذا بالطبع يحتاج كفاءات إدارية مختلفة.
إن تقدير التكاليف للأعمال الفنية غير المتكررة مسبقاً تعتبر عملية غير سهلة؛ لأن هناك متغيرات كثيرة بعضها قد يكون معروفاً والبعض الآخر من الصعب توقعه وتقديره، أما بالنسبة للأعمال غير الهندسية فإن تقدير تكاليفها يمكن توقعه بناءً على بيانات سابقة لأنه من المحتمل جداً أن تكون هناك عمليات مماثلة يمكن بناء أسس التكاليف عليها، في حين تقدير التكاليف للأعمال الفنية تخضع لبعض الأخطاء التي قد تكون مرتفعة لأن التخطيط وتقدير التكاليف يجب أن يكون مرناً. يوجد أيضاً اختلافات في عملية تنفيذ الأعمال الهندسية بالمقارنة مع الأعمال غير الفنية، ففي الحالة الأولى يحتاج المهندس الإداري إلى موارد عديدة سواء كانت مادية أم بشرية ويحتاج إلى معالجة خاصة وأسلوب، دقيق في عملية الإشراف والمتابعة؛ لأن أي خطأ قد يكون من الصعب جداً معالجته، كما أن إعادة العمل الذي وقع خطأ فيه قد يكلف الكثير.
كما أن قياس الأداء واتخاذ القرارات في المشاريع الهندسية يختلف عنه في الإدارات الغير فنية، والإدارات الخدمية، حيث إنه في مواقع العمل يتوجب على المهندس الإداري اتخاذ القرارات بسرعة على ضوء الأعمال الجارية لأن أي تأخير أو تردد في اتخاذ القرارات قد يترتب عليه خسائر مادية عالية، وإن قياس أداء العاملين في الأعمال الروتينية المتكررة يكون أسهل وأكثر دقة من قياس أداء العاملين في الأعمال الفريدة التي تحتاج إلى إبداع وابتكار.