أنت هنا

قراءة كتاب محطة أخيرة خارج المكان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
محطة أخيرة خارج المكان

محطة أخيرة خارج المكان

كتاب " محطة أخيرة خارج المكان " ، تأليف ساطع نور الدين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

تقــديـــم

ما زلت أخاف من «الفايسبوك» و«التويتر» ومن بقية أشكال التدوين الإلكتروني، على الرغم من أني أستطيع بسهولة أن أزعم أني كسرت منذ زمن بعيد حاجز التكنولوجيا، وصرت خبيراً أو على الأقل متمكناً من هذا العالم الساحر.

لعل مصدر الخوف هو الادعاء بأن النص المطبوع على الورق والموجه إلى القارئ الورقي أرقى من بقية النصوص المنشورة على الشاشة، مع أن ذلك المسطح المضيء بات مصدراً لأهم ما أقرأ كل يوم وكل ساعة. أو لعله الادعاء بأني لست مجرد مدون يومي يسلي القارئ مثلما يفعل الكثيرون من كتاب الجيل الجديد بطريقة أسهل ولغة أسلس وموضوع أقرب إلى القلب.

لكني واثق من أني سارتقي يوماً، قريباً، إلى مستوى التدوين والتفاعل الإلكتروني وستصبح كتاباتي مدونات تصل بسرعة أكبر إلى عدد أكبر من القراء الذين ينفضون عن الورق الأسمر والحبر الأسود وما يحملانه من مخاطر صحية وسياسية، ومن ذكريات لا يمكنها أن تصمد طويلاً.

هذا الموعد يقترب، لتسقط معه تجربة طويلة من الكتابة والقراءة، صار هذا الكتاب أحد شواهدها، واختباراتها النهائية. لن يجد طريقه إلى قراء كثيرين، لأنه مجرد استعادة لمحطات سابقة وعابرة. لكنه سيجد مكاناً متواضعاً في تاريخ الصحف الورقية، قد يفيد بعض المهتمين ، أو بعض المشاغبين.

لكنها تجربة، لا تدعو إلى الخجل ولا إلى الفخر، بل إلى التسجيل والتدوين على الطريقة التقليدية القديمة التي طالما أتبعها كتاب الرأي والأعمدة في الصحافة المطبوعة، لكي يضيفوا إلى مكتبات الأصدقاء لوناً معروفاً تحت عنوان مألوف.

الوصول إلى هذا الكتاب الثالث من نوعه، ببادرة محببة ومشكورة من «السفير»، كان كما في المرتين السابقتين رحلة عذاب وشقاء في إعادة قراءة ما لا يقرأ إلا في يومه، وفي ساعته ، ويفقد في اليوم التالي قيمته، ومطاردة حقيقية مع المواعيد، تضمر الخشية الدائمة من التعرض لامتحان جديد أمام القارئ، أصعب من الامتحان اليومي، الذي يحتمل العذر بالسرعة أو التسرع.

الامتحان الثالث والأخير، لم يكن مختلفاً. ما نشر في العام 2009 لم يوفر فرصة للاختيار وما نشر في العام 2010 لم يحتو على التنبوء. وما نشر في العام 2011 لم يقدم البرهان على أن المحطة الأخيرة كانت تشعر بدنو الربيع العربي، الذي سعت ولا تزال من أجل مواكبته وتشجيعه والتمتع به من دون تردد ولا تحفظ، وفي جميع الدول العربية من دون استثناء، لاسيما أن سوريا التي تصنع حريتها وديموقراطيتها، وتعد لبنان بتغيير وتطوير لم يسبق لهما مثيل.

أصعب ما في الامتحان ، أي امتحان، الدخول إليه بملء الإرادة والخروج منه بفراغ القوة . ذلك هو تعريف الصحافة، وتقدير القارئ الذي لا يرحم.

ساطــع نــور الـديـن

الصفحات