كتاب " مساهمات في التنشئة الإجتماعية " ، تأليف د. زكي حسين جمعة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب مساهمات في التنشئة الإجتماعية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مساهمات في التنشئة الإجتماعية
ويتزامن تكوين الأنا الاعلى حسب فرويد مع تراجع عقدة اوديب . فالطفل يتخلى في الواقع عن رغباته الاوديبية عن طريق استدخال الممنوع الأسري .
(-3أ) الهو ( Ca - ID) : أو الأنا الدنيا ، يشير فرويد من خلال تعبير الـ : هو إلى أن القوى الفاعلة في هذا الموقع هي قوى لا سيطرة عليها . وتتسم بطابع غير شخصي ومجهول . هذا الطابع الذي يتجلى في صيغ من نوع «هذا يتخطى قدرتي» أو « هذا ما فاجأني» . ويمكن مقاربة «الهو» من عدة وجوه باللاوعي في النظرية المكانية الاولى ، ذلك أن عناصر «الهو» عناصر غير واعية وتخضع علاقاتها للعمليات الأولية ، إلا أنها لا تشك ّ ل كل اللاوعي ، باعتبار أن الأنا الأعلى وبعض جوانب الأنا تتسم هي أيضا ً بطابع غير واع ٍ.
وفوق كل ذلك ، فإن تعبير «الهو» يشير إلى الجانب الغريزي الفطري والشهوات المرتبطة باللذة والرغبات ، أي الجانب النزوي من الجهاز النفسي اكثر مما يشير الى الطابع اللاواعي لمحتويات هذا الجانب . فالهو ، كما يقول فرويد هو «الخزان الكبير» لليبيدو أو الطاقة النفسية الجنسية (10) .
ويمكن وصف الهو ، بأنه عنصر بدائي في شخصية الإنسان ، يهدف إلى إشباع مباشر للحاجات والرغبات دون مراعاة لمطالب المجتمع وقيمه وقواعده ، وهو غالبا ً ما يكون قوياً ووحيداً في وقت الولادة . كذلك ، فالهو شكل من اشكال اللاعقلاني ، لكن ذلك لا يعني أنه يدل على كل ما هو عقلاني أو غير واع ٍ في الحياة النفسية . كذلك الهو الذي يفكر ويتكلم ويدرك أنه يفكر ويتكلم كأنه العالم .
يسعى الهو المحكوم بمبدأ اللذة إلى الإفراغ الفوري للطاقة الليبيدية وهو في ذلك عاجز عن أن يأخذ بالحسبان الظروف الزمانية والمكانية الخارجية ، كما أن الهو لا يملك التحكم بالعالم الخارجي ولا يمارس عليه أي تأثير مباشر . لذا فهو مجبر لبلوغ هدفه في العالم الخارجي أن يلجأ إلى توس ُّ ط الأنا ، اي الى توس ُّ ط هذا الجزء من الهو الذي خضع حسب رأي فرويد للتسويغ بتأثير العالم الخارجي . وبما أن الانا هي وحدها التي تأخذ بالحسبان متطل ّ بات الواقع فإنها لا تفسح في المجال إلا للرغبات التي لا يؤدي إشباعها الى آثار مؤذية على الفرد . كما يتعين على الأنا أن تتصرف بالطريقة التي لا تخل بعلاقاتها الحسنة مع الأنا الأعلى ، أي بالطريقة التي لا ت ُ فقدها حب الأنا الاعلى ولا تعرضها لعقابها ، باعتبارها المراقب الذاتي الذي يحرص على نمو الفرد في مراحله الأولى وفقا ً لمعايير وقيم ومثل عليا .
هذا النمو الذي يبدأ من الهو الى الأنا الأعلى تحدده نظرية فرويد في خمس مراحل هي :