قراءة كتاب مساهمات في التنشئة الإجتماعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مساهمات في التنشئة الإجتماعية

مساهمات في التنشئة الإجتماعية

كتاب " مساهمات في التنشئة الإجتماعية " ، تأليف د. زكي حسين جمعة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

ويتزامن تكوين الأنا الاعلى حسب فرويد مع تراجع عقدة اوديب . فالطفل يتخلى في الواقع عن رغباته الاوديبية عن طريق استدخال الممنوع الأسري .

(-3أ) الهو ( Ca - ID) : أو الأنا الدنيا ، يشير فرويد من خلال تعبير الـ : هو إلى أن القوى الفاعلة في هذا الموقع هي قوى لا سيطرة عليها . وتتسم بطابع غير شخصي ومجهول . هذا الطابع الذي يتجلى في صيغ من نوع «هذا يتخطى قدرتي» أو « هذا ما فاجأني» . ويمكن مقاربة «الهو» من عدة وجوه باللاوعي في النظرية المكانية الاولى ، ذلك أن عناصر «الهو» عناصر غير واعية وتخضع علاقاتها للعمليات الأولية ، إلا أنها لا تشك ّ ل كل اللاوعي ، باعتبار أن الأنا الأعلى وبعض جوانب الأنا تتسم هي أيضا ً بطابع غير واع ٍ.

وفوق كل ذلك ، فإن تعبير «الهو» يشير إلى الجانب الغريزي الفطري والشهوات المرتبطة باللذة والرغبات ، أي الجانب النزوي من الجهاز النفسي اكثر مما يشير الى الطابع اللاواعي لمحتويات هذا الجانب . فالهو ، كما يقول فرويد هو «الخزان الكبير» لليبيدو أو الطاقة النفسية الجنسية (10) .

ويمكن وصف الهو ، بأنه عنصر بدائي في شخصية الإنسان ، يهدف إلى إشباع مباشر للحاجات والرغبات دون مراعاة لمطالب المجتمع وقيمه وقواعده ، وهو غالبا ً ما يكون قوياً ووحيداً في وقت الولادة . كذلك ، فالهو شكل من اشكال اللاعقلاني ، لكن ذلك لا يعني أنه يدل على كل ما هو عقلاني أو غير واع ٍ في الحياة النفسية . كذلك الهو الذي يفكر ويتكلم ويدرك أنه يفكر ويتكلم كأنه العالم .

يسعى الهو المحكوم بمبدأ اللذة إلى الإفراغ الفوري للطاقة الليبيدية وهو في ذلك عاجز عن أن يأخذ بالحسبان الظروف الزمانية والمكانية الخارجية ، كما أن الهو لا يملك التحكم بالعالم الخارجي ولا يمارس عليه أي تأثير مباشر . لذا فهو مجبر لبلوغ هدفه في العالم الخارجي أن يلجأ إلى توس ُّ ط الأنا ، اي الى توس ُّ ط هذا الجزء من الهو الذي خضع حسب رأي فرويد للتسويغ بتأثير العالم الخارجي . وبما أن الانا هي وحدها التي تأخذ بالحسبان متطل ّ بات الواقع فإنها لا تفسح في المجال إلا للرغبات التي لا يؤدي إشباعها الى آثار مؤذية على الفرد . كما يتعين على الأنا أن تتصرف بالطريقة التي لا تخل بعلاقاتها الحسنة مع الأنا الأعلى ، أي بالطريقة التي لا ت ُ فقدها حب الأنا الاعلى ولا تعرضها لعقابها ، باعتبارها المراقب الذاتي الذي يحرص على نمو الفرد في مراحله الأولى وفقا ً لمعايير وقيم ومثل عليا .

هذا النمو الذي يبدأ من الهو الى الأنا الأعلى تحدده نظرية فرويد في خمس مراحل هي :

الصفحات