أنت هنا

قراءة كتاب السجن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السجن

السجن

رواية " السجن " للكاتب السوري نبيل سليمان، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
قال وهب:
ـ لكنني لست إدوار. أنت تعرف ذلك.
فرد الرائد سريعاً:
ـ اتركنا من حكاية إدوار والنقيب هاشم. أنا آسف (أخفض صوته) لما وقع لك بسبب ذلك. ما يهمني أمور أخرى، فلنختصر الدرب. قل لي يا وهب (اتخذ هيئة جديدة) مع من كنت تعمل خلال الشهور الخمسة الماضية؟
هزّ وهب رأسه مرغماً. ليس يدري هل هي هزة الضحك أم السخرية أم الاستنكار؟ أنت طماع يا سيادة الرائد. كل ذلك تريدني أن أفضي به إليك؟ وبهذا اليسر؟ ودفعة واحدة؟ وعلى كل حال فأنت تبدو أكثر معقولية من ذلك المعتوه الذي أراد أن يبدل جلدي.
ـ كنت وحيداً.
كشّر الرائد وهو يحاول أن يبتسم، ونطق بكره واضح، أخفقت معه محاولات الإخفاء:
ـ ألم يحفظوك أقوالاً أخرى؟ هذه سمعناها كثيراً. كل جني من هذه المنظمة الملعونة يعمل وحده. حتى الذين نعتقلهم وهم مجتمعون يقولون إنهم يعملون منفصلين. العمل الفردي ليس مجدياً. صحيح يا وهب؟
لم يجب وهب. فعلا صوت الرائد وقد لوّنه الانفعال الحبيس:
ـ لا تحرجني يا عزيزي. أجبني باستمرار. أنتم في منظمتكم تؤكدون أن الجماعية هي وسيلتكم، لا الفردية. وهنا أنت تدعي العكس. تريدني أن أصدقك؟ لا. ليس كذلك. هيا وقل إذن مع من كنت تعمل؟
وحرك رأسه ويديه على نحو مضحك. تابع وهب الصمت واكتشف أثناء ذلك غباء الرائد الذي انتظر طويلاً قبل أن يقول بلهجة جديدة:
ـ طيب. هذا اتركنا منه. سنعود إليه فيما بعد. من الذي كان مسؤولاً عنك؟
رد وهب وهو مطرق:
ـ لا أحد.
تمعن الرائد في العينين اللتين لم تبارحا الأرض، وأحس أن حقده يتنامى، فزفر زفرة مسموعة، وسأل:
ـ وأنت عمن كنت مسؤولاً؟
نفى وهب أيضاً:
ـ لا أحد.
سأل الرائد:
ـ وماذا عن علاقتك بعابد؟
تأرجح وهب قليلاً بين الإنكار والتوضيح، ثم آثر الدرب المختصرة:
ـ لا علاقة لي به.
فهمّ الضابط في أن يصدر أمراً، لكنه كان يؤثر أن يدع ذلك احتياطاً أخيراً، وانقضت هنيهات مشحونة، وكلاهما مطرق، ثم قطع عبد المنعم إحجامه، ونهض ورمى عقب سيجارته الذي كان لا يزال طويلاً أمام عيني وهب، وقال مشدداً على مخارج الحروف:
ـ غبي. أغبى من رأيت.

الصفحات