أنت هنا

قراءة كتاب السجن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السجن

السجن

رواية " السجن " للكاتب السوري نبيل سليمان، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

ـ 3 ـ

ـ أنت مصمم على أن تكون وهباً فقط؟
سأله النقيب، قهقه، ثم أردف:
ـ فكّرْ جيداً أيها المغفل. لقد فقدت ذاكرتك سريعاً. ماذا رأيت بعد حتى تنسى شخصيتك؟
وكان اللبس أن يأخذ وهب حقاً. "أنت لست وهب. أنت إدوار صاحب الصيت الذائع. أنت المسؤول عن تنظيم هذا البلد كاملاً".
يلزم أن أشكرك يا سيدي النقيب. لقد أعليت شأني أيما إعلاء. لكنني لست أدوار، ولست المسؤول.
إنني وهب، العضو العادي الذي تعرف لابد.
احتقن وجه النقيب، وكان عناد المعتقل الجديد يغيظه، ويقتل الوقت هباء.
ـ متى دخلت البلاد؟
ـ لم أبرحها من قبل.
ـ ومن كان إذن في لبنان يرسل المال والمناشير يا دجال؟
لقد أراد وهب حقاً أن يذهب إلى لبنان. وفي لحظتا أخرى نادرة تمنى أن يذهب إلى أي مكان. أراد أن يقفز فقط فوق خط الحدود هارباً من هذا الجحيم.
ـ تستطيع أن تتأكد. هذا عنوان..
لم يتح له النقيب أن يكمل. النقيب نزق. جنونه وشيك خلاف ما أوحى في السيارة.
ـ عنوانك عندي أيها الأبله. هل تحسب نفسك ذكياً حقاً؟
طمس التزوير وهباً. ينبغي عليك أن تتخلى عن شخصيتك الحقيقية لترضي الضابط المحقق. لا بأس أن تنزع جلدك حتى يصدقوك. النقيب في عجلة من أمره. إنه يريد أن يفرغ منك سريعاً. أنت غنيمة فوق العادة. يريد أن يحقق بك سبقاً، وربما رتبة وربما. لقد امتد الصمت بك حتى بلغ السيل الزيي. وها هو يقف ضارباً زجاج مكتبه بكلتا قبضتيه، فيتحرك لوقفته الرجال الثلاثة الذين كانوا مبعثرين في أنحاء متفرقة من الغرفة الكابية. وحار وهب. هل ينهض هو أيضاً أم يستمر مكوماً فوق المقعد الخشبي قرب المكتب؟ تذكر في ومضة آخر ما تعلمه عن المحققين سيخاطب النقيب رؤساءه: "قبضت على رئيس المنظمة يا سادتي. انتزعت اعترافه ولسانه فهاكم".
خاطبت عيناه النقيب وهو يحدق فيه: "سيكون من العسير أن تقول لهم ذلك". وفي ذات اللحظة اخترقت أدناه صيحة:
ـ قف يا وغد.
فشبَّ وتعثر بالمقعد، وخطف ناظريه بين النقيب الذي راح يتقدم نحوه ببطء، وبين الرجال الثلاثة الذين أخذوا يتقاربون، وهم يتقدمون صوبه أيضاً.
همّ في أن يتراجع، لكن الإباء أوقف قدمه في اللحظة التي أوشكت أن تتحرك فيها. ثم تذكر وهو يراهم أمامه جميعاً أن الجدار لم يسمح له بالتراجع. لقد كان الجدار لصق ظهره.

الصفحات