أنت هنا

قراءة كتاب غليان الأفكار - خواطر وأفكار في الجدل السياسي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
غليان الأفكار - خواطر وأفكار في الجدل السياسي

غليان الأفكار - خواطر وأفكار في الجدل السياسي

كتاب " غليان الأفكار - خواطر وأفكار في الجدل السياسي " ، تأليف عبد الجبار عبد الوهاب الجبوري ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام آخر، تتغير الظروف، وتتبدل الأحوال من حال إلى حال، فتختلط السياسة بالمال، والثراء بالفقر والمجاعة، والحلال بالحرام، والإيمان بالإلحاد، والتعبد بالاستعباد، والتسلط بالاستبداد، والعنف بالإرهاب، والخطأ بالصواب، حتى يشك الإنسان في أنه يعيش في عالم لا تحده حدود ولا تقيده مقاييس، وكأن كل شيء قد تغير لإصابة العالم بتضخم من الفقر واليأس وادمان المخدرات السياسية، وتجارة الجنس في عالم كلما ازداد ثراء ازداد فقراً، وكلما ازداد ديمقراطية ازداد عنفا، وكلما ازداد حرية ازداد فوضى.

فانعكس ذلك على الحياة العامة حتى لم يعد يميز الإنسان يمينه من شماله. وظهرت إلى الوجود مبادئ أساسها الاتفاق على الاختلاف في كل شيء من دون أن يدرك أصحاب هذه المبادئ أن الأعداء يحيطون بهم من كل جانب بل يتحركون في داخلهم، ومن حولهم، وعلى كل المستويات وفي كل الميادين... يخاف بعضنا بعضا، ويدمر بعضنا بعضاً بأسلحة من صنع أيدينا، لكنها بمواد من صنع غيرنا لتخرب ديار المستضعفين من عباد الأرض والسماء من دون تمييز من حيث الدم أو اللون أو العرق أو الدين، لأن المهم عندهم هو دوي القنابل ولعلعة الرصاص، ودخان المتفجرات لتدمير سقوف تلك البيوت الخاوية على رؤوس أصحابها من آلام الفقر والحرمان والموت، بعد أن أطل علينا الاحتلال بلباس جديد من الاستعمار الحديث الذي يسمونه مشروع (تحرير) البلدان الدكتاتورية وطرد ابنائها خارج التاريخ لتسلمهم شهادات وفاتهم في بلاد الشتات والوحشة والإذلال.

إننا بعد هذا الحصار القاتل، علينا أن نفهم أن التحدي يجب أن يكون قويا وشاملا من الداخل والخارج. ومن داخل ذواتنا ومن خارج ذوات الآخرين، لنحرق الزمن، ونخترق الحدود، من أجل اسعاد الإنسان وتأسيس مجتمع فاضل تسوده العدالة والمساواة، من خلال تحويل الحروف الأبجدية إلى سيوف تقاوم القمع والاضطهاد، وتحول الكلمات إلى دروع لمقاومة الظلم والاستبداد.

وبهذا السيف والدرع نقاوم سلميا كل تحديات العصر من فقر وحرمان وعنف وإرهاب، وتسلط واستبداد. وأظن أن غليان الأفكار عامل من عوامل المقاومة السلمية، التي يتسلح بها بعضنا من أجل خدمة الوطن، وكشف المستور من السلبيات التي يحرص بعضنا الآخر على سترها.

رغم كل ما يجلب للوطن من آلام ومصائب، وما على المخلصين والوطنيين والقوميين من أمم كل العالم الا تسخير الكلمة الحق من أجل المحبة، وعلى الأرض السلام.

عبد الجبار عبد الوهاب الجبور

يبغداد - 10 / 10 / 2010

الصفحات