كتاب " أم أحمد المصرية ورئيس الجمهورية " ، تأليف زينات القليوبي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب أم أحمد المصرية ورئيس الجمهورية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أم أحمد المصرية ورئيس الجمهورية
المقدمة
لا أعرف بالتحديد منذ متى تأصلت شخصية ( أم أحمد المصرية ) فى وجدانى ولكن أعرف أنها انطلقت فجأة ( ولأول مرة ) لتخترق كل الحواجز ؟! إثر سماعى نبأ محاولة الاعتداء الغاشم على سيادة الرئيس حسنى مبارك فى أثيوبيا.
واندفعت أسجل بصوتها ومشاعرها وصرخاتها قصيدة ( أم أحمد المصرية ورئيس الجمهورية) واتجهت ومعى القصيدة من الإسكندرية إلى القاهرة لمقابلة سيادة الرئيس شخصيًّا فلم يكفينى ان اراه على شاشات التليفزيون بل أردت ان أراه بعينى وأطمأن عليه بنفسى .
ولم أعجب حين اكتشفت هناك أن هذا الشعور كان شعور الملايين التى أصرت ان تراهوتطمئن على سلامته .
ولن انسى ذكريات هذه ( اللحظة التاريخية ) التى امتدت فيها يدى لتصافح (رئيس الجمهورية) !!! والتى ىلا أدرى هل انخلع حينها قلبى من صدرى ؟؟؟ أم عاد قلبى المخلوغ إلى صدرى !!!.
كل ما أعرفه أننى منذ هذا اليوم أصبحت أرى الدنيا بعين لم اراها بها من قبل لقد أحدث هذا اللقاء الذى لم يستمر سوى دقائق تغيرًا جذريًّا فى حياتى وشخصيتى لظة طوية من (التأمل) !! حتى وكأن حياتى قد انقسمت فجأة إلى عصرين !! عصر ما قبل (مصافحة الرئيس) وعصر ما بعد (مصافحة الرئيس)!!
وكأننى انطلقت فجأة من باطن الأرض إلى عنان السماء حيث المكان ، (المكانة) التى تلاشت فيها الحواجز والجدران والمسافات والارتفاعات فلم تعد هناك اشياء تحجب اتساع الرؤية أو تمنع انطلاق المشاعر أو تحد من حرية الفكر . فها هى يدى (تصافح الرئيس) !! وها أنا أقف أمام سيادته .. وجهًا لوجه !!.
وهنا تذكرت بيت الشعر الخالد للشاعر أبو القاسم الشابى :
إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد ان يستجيب القـدر
ولا شك أن (مشيئة الله) كانت هى الدافع وراء هذه الإرادة منذ أن قدر لى (وأنا بعد لم أبلغ السابعة عشر من عمرى) أن ألقب بهذا اللقب (الفاعل) الذى منحنى إياه أستاذى / كامل حسنى .. عميد الزجالين ورئيس جمعية أدباء الشعب زجالى الإسكندرية حين لقبنى بـ(شاعرة الشعب) !!
ويعلم الله ما عانيته طوال حياتى من أجل أن أكون جديرة بهذا اللقب الذى جعلنى أقفز فجأة من الطفولة إلى الكهولة .. ومن اللهو إلى الهول .. ومن اللامبالاة إلى المعاناة .. ومن روعة الحلم إلى لوعة اليقظة !!
إنه اللقب الذى جعلنى أكتب وأنطلق بكل ما تمليه علىَّ إرادة الشعب وهكذا وجدتنى بين عَشِيَّة وضحاها ( أتكلم وأتألم .. بالنيابة عن الشعب) !.
وقد كانت اللحظة التى قابلت فيها (الرئيس) هى اللحظة التى تأكد لى فيها أن هذا اللقب ليس فخريًّا ولا شرفيًّا بل (رتبة) لا يحصل عليها إلا القادرين على الموت فدائها .
ولا اعرف السر وراء أننى اعتبرت هذا اللقاء مسألة (حياة أو موت) ؟! ولكن ما حدث فى حياتى بعد ذلك جعلنى أقر بهذا الاعتبار !.
نعم . فلقد أكد هذا اللقاء بالفعل على إحياء كل (الإجابات) الموجودة فى شخصى وضمن لها حق الاستمرارية !! إنها إيجابيَّات (الحق - العدل - الصدق - الخير - الإيثار - الجمال - الثقة - القوة - الصبر - الشجاعة - الصمود) .
والعجيب أنه أيضًا (أمات) فى نفسى و(إلى الأبد) كل ما قد يعتريها من (سلبيات) كان من الممكن أن تؤثر على قدراتى الإبداعية ، وتمعنى من طرق أبواب أدق المشكلات والمعوقات التى يعانى منها الشعب المصرى ، وتحول دون مقدرتى على التواصل من أجل إيجاد حلول جذرية لها ، وتحد من قدراتى فى إمكانية طرحها على المسئولين . نظرًا لضعف الحجة أو محدودية الرؤية أو افتقادى لشجاعة المواجهة !. إنها سلبيات (الخوف - الضعف - الجبن - التراجع - التخاذل - الإحساس بالدونية) .
وحتى لا يتملكنى (الزهو) كان علىَّ دائمًا أن أذكر نفسى بأن اليد التى صافحت بها (الرئيس) لم تكن يدى بل كانت يد (شاعرة الشعب) تصافح يد (رئيس الشعب) نيابة عن (الشعب) .
ولعل هذا كان السبب الرئيسى وراء إحساسى العجيب بالقوة (وقت المصافحة)!. فلو أدركت حينها أنها (يدى وحدى) لعلِّى ما امتكلت القدرة إلا على التلويح بها وانا أجلس أمام التليفزيون من باب (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه) !.
ولا أنسى ايضًا ما أحدثه (اللقاء الثانى) مع (سيادة الرئيس) من أثرعميق فى نفسى أكد على ما أحدثه (اللقاء الأول) .
ففى إحدى (المؤتمرات) التى يحضرها سيادته . انطلقت انشد بعض الأبيات فى حب مصر وغذا بسيادته يعلق :
« والله مصر محتاجة لناس كتير بتحبها زيك» !!
يا (الله) إنها (المسئولية) التى ألقاها على عاتقى أستاذى منذ عشرات السنين حين منحنى اللقب !! ولكنى من الآن فصاعدًا أصبحت أحملها (بقرار جمهورى) صدَّق عليه (رئيس الجمهورية شخصيًّا) !!..
وهذا ما دعانى للمصارحة مع (سيادته) فى هذا الديوان . دون حواجز أو مواربة . إنه حديث القلب إلى القلب . إنها (الأمانة) التى حمّلنى إياها بعبارة واحدة جعلتنى بعد سماعها أعاهده (أمام الله) أن ينطلق حبى لمصر عبر الشرايين والأوردة ليروى شعبها .. أملاً فى أن يضيف إليها فى كل لحظة قلبًا جديدًا يحبها .. وعقلاً جديدًا يفكر من أجل رفعتها .. وعينًا جديدة تسهر على حراستها .. وروحًا جديدة تسعى لأن تموت فدائها .. فلقد أدركت يومها أن الشعلة التى عشت عشرات السنين لحملها فى مواجهة من داوموا على أن يطفئوها كلما أشعلتها وداومت على أن اشعلها كلما أطفأوها !! ما عاد لمخلوق الآن القدرة على إطفائها بعد أن أشعلتها العبارة شديدة الإيجاز والإعجاز التى علق بها سيادة الرئيس على ما سمعه من شِعرى !!