كتاب " الإرهابي الأخير " ، تأليف فوزي ذبيان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ووما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الإرهابي الأخير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإرهابي الأخير
9
إني قذر. القمل يقضمني. الخنازير عندما تنظر
إليّ تتقيأ. لا أعرف ماء الأنهار ولا ندى الغيوم.
فوق عنقي كما فوق زبل نما فطر ضخم. لم أحرك
أعضائي منذ أربعة أجيال. تحت إبطي الأيسر
اتخذت عائلة من الضفادع لها مقراً... تحت إبطي
الأيمن توجد حرباء تطارد هذه الضفادع باستمرار.
... كل واحد يجب أن يعيش... لقد اعتدت على هذا
الأمر. أفعى شريرة التهمت قضيبي وحلت محله:
لقد جعلتني خصياً هذه السافلة. الشرج تم احتجازه
من قبل سلطعون... يسبب لي الكثير من الوجع.
إيه، أيها الأب العاثر الحظ، هيّئ... منصة الإعدام
... على جدار غرفتي... عندما أضع على قلبي هذا...
لم يسبق للأخير أن جارى البقر في ما يعتورها من زريبة مقفلة ونظرات تنم عن حزن شديد. كلّم نفسه وهو يتأمل إحدى البقرات إن نظرات هذه البقرة تختصر كل آلام الحيوانات وعبوديتها على مر التاريخ، وهي عبارة لشاعر أجنبي حاول أن يتذكر اسمه ولم يستطع. لكنه وقد فاجأته ذاكرته بنص من أناشيد مالدورور فكّر أن هذه العبارة ربما هي للوتريامون.
كان عمل الأخير في المزرعة يقوم على كنس الزبل وتكويمه، ثم تعبئته في أكياس ليصار فيما بعد إلى نقل هذه الأكياس خارج المزرعة. تعوّد رائحة الزبل، ولم يسيئه البتة أن تلتصق هذه الرائحة به، بله ثمة حميمية لطالما راودت الأخير كلما استنشق هذه الرائحة يوماً بعد يوم. ومع هذا، ثمة ما كان يدفعه للتلطي خلف عدم البقر وعدم الماشية وخلف كل ما يمت إلى عدم الزبل بإجمال.