أنت هنا

قراءة كتاب تكنولوجيات للتعليم والتعلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تكنولوجيات للتعليم والتعلم

تكنولوجيات للتعليم والتعلم

كتاب " تكنولوجيات للتعليم والتعلم " ، تأليف مارسيل لوبران ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

2. الفصـول الســتّة

2.1 الجزء الأوّل

يقوم الفصل الأوّل الذي يشهد على المقاربة الاستقرائيّة للكتاب بسبب وجوده في المقدّمة، بوضعنا مباشرة في الموضوع وفي جوّ قاعة التمارين. فالطلّاب يتحرّكون ويتنقّلون بين مقاعدهم والحاسوب، ويقومون بتقليب صفحاته بأيديهم. قد تعتبرونه صفّاً صاخباً. لكن بالتأكيد لا: إنّه جيلٌ من الطلّاب، يعود إلى ما قبل عشر سنوات، يشارك في جلسة تطبيقاتٍ أو في اختبار، ضمن جهازٍ بني حول التّعلّم والتعليم بواسطة الحاسوب. ماذا يفعلون؟ وأيّة صورة للعلم يواجهون؟ وماذا يفعل المدرّس؟ كلّها أسئلةٌ سوف نحاول الإجابة عليها من خلال الاختبار. إنّ الصورة الفوريّة للمثلّث التعليمي (حيث يتشارك المدرّسون والطلّاب المعرفة) ترتبط بما يتمثّله المدرّس في موضوع علمه ومهمّته. والتركيز على المادّة التعليميّة التي تبدو لنا ما بين السطور، يشكّل مرحلةً أولى، على المدرّس المتمرّس المرور فيها. وعليه فيما بعد أن يفكّر في شكل الرسائل التي يرغب في إيصالها، وباختيار أدواته، وبدوره المميّز داخل المثلّث التعليمي، وأخيراً بعلاقته بالمعرفة وبالمتعلّم: هكذا بني الكتاب.

2.2 الجزء الثاني

سوف نتوجّه في الفصل الثاني إلى دور الأدوات في عمليّة التعليم والتّعلّم. وسوف ننتقل بالتدريج من الاهتمام بوظيفة الأدوات (" التكنولوجيا التربويَّة Educational Technology ") إلى التكنولوجيا من أجل التربية، التي ستكون في خدمة المتعلّم، وسوف تشكّل النّواة المركزيّة بالنسبة لجهود المدرّسين. كما سوف نثبت أنّ تعليم المرء كيفية التعلّم، وتربيته على تربية ذاته، تعتبر المهمّة الأساس لكلّ مؤسسةٍ تعنى بالتربية، في الوقت الذي أصبح فيه المجتمع أكثر تعقيداً، سواء على مستوى المعارف أو العلاقات. إن الحاجة إلى المعلومات ("معرفة المزيد") التي يؤمّنها الحاسوب والشبكات لم تعد تكفي، بل إن الجميع بحاجةٍ أساسيةٍ إلى التربية التي لا تستطيع تقنيّات المعلومات أن توفّرها لوحدها. عندما يصبح بالإمكان إدخال ناقلات المعرفة هذه في العلاقة التربويّة بحيث تؤدّي إلى تحفيز التعلّم الشخصي والنّاشط، عندئذ نستطيع اعتبارها ركيزةً لتنمية المهارات الأخرى لدى المتعلّم، وذلك من زاوية التكنولوجيا في خدمة التربية. وعليه، يصبح تبادل النّشاط الوظائفي للأداة ذا معنى، من ضمن عمليّة تبادل النّشاط في الموقف التعليمي.

أمّا الفصل الثالث فيحمل الدّعم للطروحات التي عرضت في الفصل السابق عن طريق عرض بعض الأمثلة التطبيقية لتكنولوجيّات المعلومات في عدّة مواقف تعليميّة. وعندما نحدد موقع الأداة ضمن العلاقة بين المتعلّمين والمعرفة وبين المتعلّمين أنفسهم من ناحية ومع المدرّسين من ناحية ثانية، وفي النشاطات التي تجمعهم، وفي الأهداف التي توجّه مسارهم، عندها يمكن الإدِّعاءُ بإمكانية تطوير تقنيّاتٍ في خدمة التربية. ويمكن لهذه الموارد التي تتمتّع بخصائص تبادل النشاط المتكامل بصورةٍ متميّزة، أن تُفَعَّلَ ضمن إطار مواقف تعليميّةٍ، حيث يكون تبادل نشاط الأداة الوظائفي متكاملاً مع نشاطٍ علائقيٍّ يكمّله ويبرز قيمته.

إن هذين الفصلين الأخيرين هما ثمرة نقاشاتٍ طويلةٍ بين "عالِمٍ في تقنيّات" التربية (وهو المؤلّف) ومختصّةٍ تربويّةٍ في التعليم العالي، وهي الأستاذة ريناتا فيجانو (Renata Vigan) ، من جامعة القلب الأقدس الكاثوليكيّة في ميلانو (l’Université Catholique du Sacré-Cœur de Milan) ، التي نتوجّه إليها بالشكر. ولقد نشرت هذه النصوص جزئيّاً عام 1995 في مجلّة "سجلَّاتُ البحث في التربية" بإشراف جامعة شيربروك (Sherbrooke) في كندا.

الصفحات