أنت هنا

قراءة كتاب صناعة شهود الزور

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صناعة شهود الزور

صناعة شهود الزور

كتاب " صناعة شهود الزور " ، تأليف نضال حمادة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

مدخل

هذا الكتاب هو نتاج عمل ومتابعة لمدة خمس سنوات... عمره من عمر الجريمة التي هزت لبنان وكادت أن تطيح به وبدول الجوار، لولا لطف الباري وصمود رجال وتضحيات شعب. كانت باريس في قلب الحدث اللبناني؛ فالانقلاب الشيراكي الكبير أخذ لبنان، بالإكراه، إلى دوامة عنف غير مسبوقة على جميع الصعد. لقد تسارعت الأحداث بشكل كبير في لبنان، فمنذ إصدار القرار 1559 المشؤوم حتى اغتيال الرئيس الحريري كان الحدث اللبناني في قلب فرنسا، والشاغل الأساسي لنخبها من كل الأطياف.

منذ البداية، تعاملت مع الحدث بشكل مباشر وعلى الأرض، وساعدني في هذا أن أول مكان أُنزل فيه محمد زهير الصدِّيق كان فندقاً يبعد عن مكان إقامتي محطتي مترو فقط لا غير، فضلاً عن محاذاة منزلي لضاحية مالاكوف حيث تتواجد غالبية المعارضين السوريين الذين كنت ألتقيهم في سوق الأحد وفي مقاهي الحي. في تلك الفترة كانت المعارضة السورية قبلة الأميركيين والفرنسيين وجماعة ولش في لبنان على حد تعبير (ايف بونيه) المدير السابق لجهاز مكافحة التجسس في فرنسا. وكانت أهمية السوريين تكمن في السعي لتجنيدهم إعلامياً وسياسياً وربما أمنياً ضد النظام في بلادهم. وكانت الإغراءات المادية والوعود السياسية لا تعد ولا تحصى، تهطل على كل سوري معارض هطول مطر باريس الغزير.

بعد سنوات طويلة من علاقتي بغالبية الأشقاء السوريين في باريس أجزم وأشهد أن السواد الأعظم منهم رفض ركوب القطار الأميركي، ورفض التعاون على الرغم من كل العروض، وبقي محافظاً على مبادئه وقناعاته، ولم ينحدر إلى الأسفل سوى قلة قليلة انتهازية ورخيصة.

كان العمل الجدي والمهني يتطلب مني تواصلاً مع شرائح ونوعيات من المجتمع مختلفة المشارب والتوجهات والانتماءات، لذلك فإني اعتمدت في معلوماتي على مصادر مفيدة وأكيدة، هذا بالتوازي مع الأخبار التي تسمعها من هنا وهناك، بعضها قد يكون صحيحاً لكن غالبيتها تحمل الكثير من الشكوك والغلّ. وقد اعتمدت في عملي هذا على أربعة أصناف من البشر:

أ - سياسيون وبرلمانيون ودبلوماسيون لهم تواصل في كواليس السياسة الفرنسية عبر صداقات قديمة وحالية. فضلاً عن إعلاميين جمعتني معهم الزمالة والتعاون المهني.

ب - العسكر ورجال الأمن، وهذه الشريحة من المجتمع هي الأكثر إفادة في مثل هذه الأزمات والأكثر اطلاعاً وجدية في تعاطيها مع الخبر، كما أنها تملك عقلية ممنهجة للتحليل السياسي لكل الأحداث الحاصلة.

ج - الباحثون في معاهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية وأساتذة العلوم السياسية في الجامعات فضلاً عن ناشطي حقوق الانسان ونشطاء المجتمع المدني والأهلي.

د - رجال المال والعلاقات العامة لما لهم من تأثير وعلاقات مع النافذين في البلد. فالمال عصب كل شيء ومن أجله تشن الحروب وتسفك الدماء.

ولم يغب عن بالي أصحاب المطاعم من اللبنانيين، فأنت في باريس حيث يلجأ كل لبناني آخر الأسبوع إلى مطعم يرتاده، ويتحدث فيه مع الموجودين في السياسة إلى درجة الثرثرة التي تكشف المستور في بعض الأحيان.

أنشر هذا الكتاب الذي لم يكن ليخرج إلى النور لولا تعاون الكثير من الأصدقاء والأصحاب، وأخص منهم بالذكر صديقي العقيد (آلان كورفيس) وصديقي (ايف بونيه) والكثيرين من العسكريين الفرنسيين السابقين الذين أتحفظ عن ذكر أسمائهم لسبب بيِّن. كما أشكر الضباط الذين شرفوني بمقابلات صحفية ثمينة وفي طليعتهم الجنرال (آلان بللغريني) القائد السابق لقوات اليونيفل في جنوب لبنان، والأميرال لاكوست المدير السابق لجهاز الأمن العام الفرنسي والقائد السابق للأسطول الفرنسي في البحر المتوسط. كما أوجه شكري الخاص لصديقي النائب (جيرار بابت)، وصديقتي السيناتور (عليمة بو مدين) وإلى كمٍّ كبير من الباحثين العرب والفرنسيين الذين لم يبخلوا عليَّ بتحليلاتهم ولا بمعلوماتهم، وكذلك إلى دبلوماسيين فرنسيين قدامى عملوا في لبنان وفي العالم العربي وبالتحديد المسؤول السابق عن ملف الرهائن في لبنان السفير (ديديه ديستريمو). وفي هذا الخصوص لا بدّ لي من توجيه تحية خاصة للممثل السابق للفاتيكان في فرنسا الأب (ميشال لولون) الذي أدين له بالكثير في عملي هذا، كذلك أوجه شكري الخاص لروجيه غارودي الذي يجتاز حالة صحية حرجة مع الدعاء له بأن يتعافى. إلى كل من ذكرت، وإلى جنود مجهولين كُثر تعاونوا معي، محبتي الخالصة.

نضال ناظم حمادةبيروت ـ نهار الاثنين20/09/2010

الصفحات