كتاب " ليتوال 2010 " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب ليتوال 2010
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ليتوال 2010
ففي ذلك الوقت، تغير لون السماء إلى دخان اسود، وماتت الأزهار، وانتشرت القمامة، وفي حياتها الزوجية، لا سماء زرقاء، ولا زهور ملونة، والمشاعر استحالت خرائباً وركاما، وكأن ما يعنيه زوجها بالصحوة المباركة، تشبه ما عناه المحتل من الثورة المباركة، وكأنه انقلاب بلا دماء وشهداء، انقلاب على مجتمع طفولتها، مجتمع آبائها وأجدادها.
تتذكر التفتيش والتحقيق عند نقاط السيطرة:
-«من وين جايين»؟
-«من بيتنا».
-«وين رايحين»؟
-«نشتري أكل».
-«أكل من حقه»؟
-«أكل حقنا».
-«معاكم اسلحة أو مناشير»؟
-«لأ».
-«تعرفون أحد من المقاومة»؟
-«لأ».
وهكذا يستمر التحقيق، اثناء تفتيش دقيق للسيارة ولملابسنا، كان ذلك يشبه تحقيق زوجها معها:
-«وين رايحة»؟
-«بيت أمي».
-«ليش بتروحين بيت أمك»؟
-«ما شفتها من زمان».
-«وليش أمك ما تزورك»؟
-«لأنها تعبانه».
حتى كرهت الخروج، وأصبح البقاء في المنزل، أهدأ لدماغها، ودرءاً لمهانتها، وحفظاً لمشاعرها من الأذى، وعندما تستأذنه بالذهاب إلى مجمع تجاري مع صديقتها، يبدأ في التحقيق عن صديقتها، وعن المجمع، وعن مدة بقائها، وعن ساعة عودتها، وقبل أن يوافق على مضض، لا بد من محاضرة طويلة:
-«شتبين بهالأماكن؟ كلها شباب طايش متشبهين بالنساء، وبنات فاصخات متشبهات بالرجال، فيها والعياذ بالله بنات يدخنون الأرجيلة، هذه الأماكن كلها رذيلة وفسق وفجور.
ثم تبدأ الأوامر:
-«لا تتأخرين».
-«حاضر».
-«لا تدخلين محلات فيها بياعين رجاجيل».
-«إن شاء الله».
-«ابتعدي عن الأماكن اللي فيها شباب».
-« إن شاء الله».
-«لا تدخلين سينما».