كتاب " ليتوال 2010 " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب ليتوال 2010
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ليتوال 2010
فلاش ميموري
-«شنو شاغل بالك»؟
سألها بلهجته المتشككة، وهو يدفع بدخان البخور ناحية«شماغه»(8) بكفه، بينما كان يمسك باليد الأخرى طرف الشماغ، أجابت:
- "سلامتك، ولا شي".
كانت لديه نظرات حادة، صريحة في تشككها، كنظرات محقق الاستخبارات والمباحث، اهتز "المبخر" في يدها ارتباكاً، فتعرج دخان البخور المتصاعد، ركز نظراته على وجهها، دون أن يرمش، محاولاً استكشاف وقراءة ما تخفيه عنه، ثم كرر:
- "شفيك"؟
ردت بصوت أعلى، قد يبدو هجوماً، لكنه في الواقع كان دفاعاً، يخفي خوفاً وضعفاً داخليين:
- "ما فيني شي".
وكمحقق ماهر، تناول الموضوع من زاوية أخرى:
- "شلون اللاب توب وياك"؟
كان سؤاله يعني:
- هل هذا ما يشغلك؟
أو:
- أنا لا تفوتني شاردة أو واردة.
كانت تعرف أساليبه، وتتوقع القادم منه، فأجابت بصوت حيادي:
- "عادي".
اعتادت على هذه الأجواء الإرهابية، اعتادت على التقصي والتفتيش والتجسس، فإن أمسكت بمجلة أو كتاب، يقول لها ماداً يده:
- "أشوف شتقرين".
وكانت تستمتع بأن تشعره بالعجز، فتقرأ كتاباً باللغة الفرنسية، وكان يأخذه ويقلبه، فلا يفهم فيه كلمة واحدة، فيدقق في غلافه ثم يسأل:
- "شعنه هذا الكتاب"؟
فتجيب ساخرة في داخلها:
- "رواية".
لكنه قد يكون أي موضوع آخر، طالما الغلاف لا يشي بشيء، ولكنه يجب أن يضع بصمته:
- "شلك بهالقصص والخرابيط غير المفيدة، أقري لك شي مفيد".
لكنه أحياناً يأخذ موقفاً من الكتاب، من غلافه، حتى وإن لم يفهم محتواه، خاصة إذا كان عليه صورة عاشقين يقبلان بعضهما مثلاً، أو صورة امرأة شبه عارية:
- "لو عندك عيال، ترضين يشوفون هالصورة"؟
تجيبه بنصف ابتسامة:
- "ما عندي عيال".
لكنه لا يستسلم:
- "شيصدر لنا الغرب غير هالفساد، ويسمونها حرية، ويحرمون المسلمات من حريتهم في لبس الحجاب والنقاب، ويقولون حرية وتحضر.
تعلمت أن تصمت بلا اقتناع، وأن تشعره بأنه العارف بكل شيء، فهو يفهم بالدين والسياسة والفلسفة، ويحفظ كل فتاوي أهل العلم والجماعة، كما يسميهم، لكنه لا يعتمد على علمه، بل يعتمد على السلطة التي يعتقد أنها منحت له، يعتمد على واجبه كآمر بالمعروف، وناه عن المنكر، وكل حوار أو نقاش منها، كان يعتبره مساساً بالدين وثوابته.