أنت هنا

قراءة كتاب مضيق هرمز والصراع الأمريكي الإيراني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مضيق هرمز والصراع الأمريكي الإيراني

مضيق هرمز والصراع الأمريكي الإيراني

كتاب " مضيق هرمز والصراع الأمريكي الإيراني " ، تأليف علي ناصر ناصر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

رابعاً: بريطانيا تفرض نفسها في الخليج

فرضت المكانة التجارية للهند نفسها في صنع السياسة البريطانية في منطقة الخليج؛ فالهند أمنت الموارد البشرية للجيش البريطاني وزودت الأمبراطورية البريطانية بما تحتاجه اقتصادياً، وقد شكل الخليج ومن ضمنه مضيق هرمز المعبر الأساسي لهذه الموارد وأحد الطرق الملاحية الأهم التي تغذي الأسواق البريطانية بالسلع الضرورية.

أ-بريطانيا وشركات الهند الشرقية

أخذت السياسة البريطانية في الخليج اتجاهين: الحملات العسكرية على القوى المحلية في الخليج من جهة والاتفاقيات والمعاهدات معها من جهة أخرى، هذا ما ميّز السياسة البريطانية طوال فترة القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

تبقى ملاحظة هنا أن القوى البرجوازية الأوروبية قامت بتأسيس شركات الهند الشرقية لكسر الاحتكار البرتغالي لتجارة الشرق، هذه التجارة كانت تدرّ أرباحاً طائلةً على البرتغاليين الذين مارسوها من خلال شركة الهند الشرقية البرتغالية(17).

أبرز الشركات التي أنشأتها تلك البرجوازية شركة الهند الشرقية الهولندية، وهي شركة تأسست بقرارٍ من التجار الهولنديين في أمستردام عام 1529، وهي مفوضة من مجلس الأمة الهولندي عقد معاهدات مع الدول والممالك والقيام باحتلال الأراضي وبناء الحصون والقلاع واحتكار التجارة الشرقية.

تأسست أيضاً شركة الهند الشرقية البريطانية عام 1600 مع بداية الاحتلال البريطاني للهند، ولهـا حرية التجارة والاحتكار في الهنـد والمناطق المجاورة، ويقع الخليج العربي ضمن دائرة نفوذ هذه الشركـة التي أقـامت العديـد من المقـرات لهـا فـي منطقـة الخليـج وحققـت امتيازات واسعة خصوصاً بعد طـرد البرتغاليين من هـرمز.

تأسست شركة الهند الشرقية الفرنسية في عام 1604، لكنها حُلت عام 1770 لتنتهي بذلك تجارة فرنسا في الهند وتنتقل إلى الهند الصينية. أدخل التنافس بين هذه الشركات -خصوصاً منها الهولندية والبريطانية - الخليج العربي في منظومة الاقتصاد الرأسمالي الناشئ المُهيمن عليه من دول غرب أوروبا، ثم من الولايات المتحدة الأميركية فيما بعد بخاصة بعد إكتشاف البترول.

ب- الانسحاب البريطاني من الخليج

مع بداية القرن العشرين وحتى عام 1971 بقيت بريطانيا تلعب دوراً رئيساً في منطقة الخليج العربي نتيجة لعدد من الاتفاقات والمعاهدات مع مشايخ وأمراء المنطقة، واستطاعت أن تكون القوة الوصية الوحيدة في المنطقة مع فارق بسيط هو اكتشاف النفط في الخليج. يعيد التاريخ هذه المرة إبراز دور مضيق هرمز كممر يعبره النفط باتجاه مختلف دول العالم، بعد أن كان ممراً تمر عبره السلع الأوروبية المتنوعة.

نظراً لتصاعد أهمية مضيق هرمز بسبب وجود النفط في الخليج أقدمت إيران - بقيادة الشاه رضا بهلوي، وقبل الانسحاب البريطاني عام 1971 بيوم واحد - على احتلال ثلاث جزر تقع على مدخل مضيق هرمز من جهة الخليج العربي وهي طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى؛ هذه السيطرة الإيرانية نقلت المنطقة من مرحلة تحكم القوى الخارجية بأمنها واقتصادها إلى إدارة نفسها بقواها المحلية، وجعلت مضيق هرمز تحت التحكم الإيراني.

الصفحات