الزهور الصفراء: الجزء الثاني من مشروع القاص محمد المنصور الشقحاء إعادة طبع نتاجه في مجال القصة القصيرة في مشروع الأعمال القصصية.
قراءة كتاب الزهور الصفراء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الزهور الصفراء
الزهور الصفراء
[1]
ارتسمت ابتسامة صغيرة في المكان وأخذت الزهور الصفراء تهتز في خيلاء معربة عن النشوة القادمة من الشمال. حيث أخذت الثلوج تذوب لتجري بين الصخور في طريقها الأزلي نحو النهر الذي تحف به المجمعات السكانية، التي لم تعد تبالي بالفيضان، إذ أصبح موسم خير تتلألأ فيه الثريات معلنةً مقدم موسم الزواج.
[2]
(أزاد) تتجول في غرفتها، تقلب الأفكار. فلم تسمع النقر الخفيف الذي استمر دون هوادة على باب الغرفة. اتجهت إلى الباب لتفاجأ بشقيقها الصغير وبين يديه زهرة صفراء تناثرت بعض أوراقها بين قدميه. جلست القرفصاء وأخذت تناغيه، تحدثه بلهجته. فغرز بقايا الزهرة في شعرها. ثم أخذ بيدها واتجها إلى غرفة الجلوس. حيث بدأ التلفاز يبث حلقة جديدة من المسلسل العربي الذي تتابعه وتحرص عليه. حتى أنها كانت تكلف الآخرين تسجيل الحلقة التي لا تتمكن من مشاهدتها (بالفيديو) حتى لا تفوتها الأحداث.
[3]
كانت الزهور الصفراء تملأ الشوارع والحدائق المنزلية الصغيرة في مرحلة انتشار عجيب. أوّله سكان المنطقة أنه انجراف التربة من جبال الشمال حيث رسمت بصماتها على شواطئ النهر.
انفض السامر وانهالت الرؤى فوق الرؤوس، وتوزعت الخطى متجهة إلى المخادع. الساعة تشير إلى الثانية عشرة.. منتصف الليل. وحفيف نسمة الشمال وهي تداعب الأغصان تقلق القطط المتجولة بين براميل النفايات.. حراس الليل.. وزوار الفجر.. الذين يختفون مع بزوغ أول أشعة الشمس. لإعادة الحياة إلى هذا الشق من الأرض.
[4]
لم يلاحظ المواطنون الأنفاس الغريبة التي أخذت تتسلل وتندس بينهم وقد ارتدت كمّامات ضد الغبار المسموم.
[5]
النهر أخذ يرتفع منسوبه. المياه قدمت من الشمال بلون داكن تعبق منها رائحة غريبة نافذة تصرع من حولها.. تقتل الحياة.